رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

لعنت الفيس بوك وأنا أقرأ على صفحات رواده سبابًا متبادلاً وانحطاطا وإسفافا وقلة أدب وسخرية تكاد تشعل أزمة وفتنة بين مصر والسودان، والعلاقات بين حكام البلدين لم تكن جيدة فى معظم أحوالها، لكنها بين الشعبين لم تتعكر أبدًا.. لكن رواد الفيس بوك والإعلام الهابط أرادوا الوقيعة بين الشعبين عن قصد وربما بجهل. وظهرت السفالة وعبارات الشتيمة على خلفية زيارة الشيخة موزة والدة أمير قطر لأهرامات البجراوية فى السودان.. وبعض المصريين لم يكونوا يعلمون أن فى السودان أهرامات، واعتقادهم الراسخ أن أهرامات الجيزة هى الوحيدة على ظهر الأرض، فتهكموا على «موزة» وعلى «هريمات» السودان، وشبهوها بمثلثات الجبنة، وأخذ الخلاف شكلاً رسميًا بدخول وزير الإعلام السودانى أحمد بلال عثمان على الخط وتأكيده أن أهرامات السودان هى الأقدم والأكثر، وأن فرعون موسى كان سودانيًا، وأشعل الوزير السودانى الخلاف، وزاد السباب بين أطراف فى مصر وأخرى فى السودان.. وهذا الكلام ليس بجديد، ولا يبرر وجود خلاف وفتنة، غير أنه اشتعل بسبب زيارة الشيخة موزة لأهرامات السودان التى خلقت أزمة، ودخل عن عمد من زوروا ورقة ادعوا أن والدة أمير قطر كتبت فى سجل الزيارات بالمتحف السودانى أن «السودان أم الدنيا». ولأن المصريين لا يعرفون للدنيا أما غير مصر، فازدادوا غضبًا وغيظًا، وصبوا لعناتهم على السودان والسودانيين، ومن قبلهم على قطر والأميرة موزة بنت ناصر.. وتهكم سودانيون بقولهم إن الدنيا كبرت وعرفت أمها الحقيقية، ومنهم من هددوا بغلق مجرى النيل.

والكلام عن أهرامات السودان ليس وليد اليوم، بل هو قديم قدم التاريخ، لكنه كان يمر مرور الكرام، ولم يستغله اللئام، ومثله الكلام عن فرعون موسي. وأكثر منه ما قاله رجل الدين السودانى الشيخ عبدالقادر أبو قرون وتأكيده أن نبى الله موسى أيضاً كان سودانيا. وأصدر كتابا بعنوان «نبى من السودان» عام 2009 يحاول فى 123 صفحة أن يقنع القارئ بأن فرعون كان سودانيا وموسى عليه السلام كان سودانيا، وأحداث قصة موسى مع فرعون ولقاؤه بزوجته كان على أرض السودان  وان موسى كلم ربه عند جبل البركل فى شمال السودان، وليس فى جبل موسى فى سيناء.. ولم يتوقف أحد أمام هذه المزاعم، ولم يهتم أحد بما قاله وزير الاعلام السودانى أحمد بلال عثمان امام الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب من أن نبى الله يونس جاء إلى منطقة المقرن فى الخرطوم ونسيه الحوت عند صخرة فى جزيرة توتى ولم يتوقف أحد أمام ما عرضه الاخوانى عمرو خالد فى برنامجه التليفزيونى عن قصص القرآن فى رمضان عام 2009، والذى نقل فيه زيارته لمكان قال ان سيدنا موسى التقى مع سيدنا الخضر فيه عند مجمع البحرين فى الخرطوم.. ولم يلتفت أحد الى هذا الكلام  أو يهتم، فقط اشتعلت الأزمة عند زيارة موزة للسودان، فمتى نعقل ونهدأ ونفوت الفرص على المتربصين الذين يريدون الوقيعة بين أبناء شعب واحد اسمه «شعب وادى النيل»؟!

[email protected]