رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تمر الذكري السابعة عشر علي رحيل القطب الوفدي المناضل الكبير علي ابراهيم سلامة هذه الأيام ، ومازال يعيش بمبادئه وتاريخه النضالي الذي سطره علي مدار تاريخ حياته ، فقد نشأ علي إبراهيم سلامة في مناخ سياسي مضئ لم يتوفر الا للقليل جدا من أبناء جيله بين عمالقة السياسة واصحاب التاريخ النضالي الناصع ، ولد في قرية المنوات أحد أهم قري محافظة الجيزة والتي ارتبطت فيما بعد باسمه .

وكان للزعيمان سعد باشا زغلول ومصطفي النحاس باشا ، تأثيرا قويا في بناء ونصح شخصية المناضل علي سلامة ، حيث قاده حب الوطن والوطنية منذ نعومة اظافره علي التواجد والمعايشة بين هاتين القامتين وتأثر بهما تأثيرا بالغا وأصبح ملازما لهما ، حتي وفاتهما وبعد ان رسخ في يقينه أن الوطنية في ابهي صورها تجسدت في الزعيمان زغلول والنحاس اللذان علما الدنيا الحرية والديمقراطية والدفاع عن الوطن في العصر الحديث ، ليستكمل طريق الجهاد والدفاع عن الوطن برفقه الزعيم فؤاد باشا سراج الدين الذي أعاد الوفد مرة أخري إلي الحياة السياسية عام ١٩٧٨ .

ولد علي سلامة فى الأول من يوليو عام 1917  اي قبل ثورة 19 بعامين ، وكان الاحتلال الانجليزي ينهش في الجسد المصري العليل ، وفتحت عيناه علي ظلم واستبداد استعمار غاشم أراد أن يكسر ويستعبد شعب ابي عَلم الدنيا الحرية والوطنية والنضال ، ومن هنا تكونت شخصية علي سلامة الذي نشأ من أسرة بسيطة استطاع أن يكون قدوة ونبراس لأجيال وأجيال تربت علي يديه ومازالت أنفاسه تحي الأمل في شباب تري فيه القدوة والأمل ، ولازالت أعماله الخالدة تشهد علي بقائه من جيل إلي جيل .

هو من الوفديين القلائل الذي قاد معارضة شرسة ضد انظمة متعددة وخاصة نظام مبارك الفاسد المستبد الذي ، فقد تربي علي يديه اجيال من قادة الوفد العظام ، الذين قادوا مسيرة الوفد حتي الان .

شغل علي سلامة عدة مناصب تنظيمية داخل حزب الوفد فكان عضو الهيئة العليا للوفد والسكرتير المساعد منذ عاد الحزب الى العمل السياسى عام 1978 وحتى وفاته في عام 2001 ، ومن اقواله المأثورة " لن يتحقق ما تحلم به إلا بالعمل الجاد ولن تجني ثماره الا بالسعي الدوؤب ".

وكانت انطلاقته وهو في ريعان الشباب وعمره لا يتجاوز العقد الثالث وبمشاركة أبناء أهل قريته قام ببناء أول مدرسة لابناء قريته لتصبح شعاع الشمس الذي أنار طريق العلم والأمل للملايين من أبناء محافظة الجيزة ،والتي خلصتهم من الجهل وضياع حلم استكمال طريق العلم  وازالت عنهم عناء ومشقة السفر إلي المدينة ليحصلوا علي العلم وتكون الطريق الي الجامعة حلم ملايين الشباب من اهالي محافظة الجيزة ، وخاصة ان أبناء أهل هذه القري من البسطاء والكثير منهم من الفقراء ولا يستطيعون أن يتحملوا تكلفة التنقل إلي مدارس المدينة البعيدة ، هذا بالإضافة الي عدم وجود وسائل مواصلات في هذا الوقت الا للقادرين فقط ، وهنا صمم علي سلامة للبدء في تحقيق الحلم الكبير ، وبدأ حملة كبري لجمع تبرعات وبناء منارة العلم لأهل قريته ، وجال وصال هنا وهناك وطاف كل محافظات مصر لجمع الأموال ليضع اول لبنة في بناء مدرسة ثانوي لأهل قرية المنوات وكل القري المجاورة ، وشارك علي سلامة في تنظيف ارض المدرسة من الاحراش وكانت الارض عبارة عن مستتقع كبير قاموا شباب ورجال القرية بقيادة علي سلامة بردم المستنقعات ليتحول الحلم المستحيل إلي حقيقة واقعية تشهد علي رجل افني عمره من أجل الآخرين وتكون مدرسة المنوات الثانوية شهادة علي ذلك ، وتصبح المدرسة الوحيدة في منطقة جنوب الجيزة والتي تخرج منها أجيال وأجيال من رجال ونساء علي حد سواء واصبح منهم علامات بارزة في المجتمع المصري الان .

وارتبطت قرية المنوات والتي تقع في مركز ومدينة الجيزة باسم المناضل الوفدي العظيم علي إبراهيم سلامة ، وأصبح مسار فخر واعتزاز لاهالي محافظة الجيزة الذي مثلهم علي مدار عمله السياسي تحت قبه البرلمان وكان صوتهم الحقيقي بل كان صوت كل المصريين في الدفاع عن الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية ولم يرضخ للظلم ولم يستكين له ، قاد نضالا عظيما وحربا شرسة ضد انظمه الاستبداد والفساد والظلم  من أجل الدفاع عن الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية ، ولأنه ولد في اسره بسيطة فكان دائما يشعر بمعاناة البسطاء ، وواجه طغيان وجبروت ذكي بدر وزير داخلية مصر في ذلك الوقت الذي أسس التعذيب والقهر في سجون مبارك ، رفض أن يُهان المواطن المصري علي يدي رجال ذكي بدر ، ورفض القبضة الأمنية الغاشمة ضد ابناء هذا الشعب وقدم الكثير من الاستجوابات العاجلة ضد تعذيب وإهانة المواطن المصري ومن أشهر تلك الاستجوابات حادثة الجبل الأحمر وحادثة وكرداسة الشهيرة .

كما أنشأ علي سلامة ايضا بالجهود الذاتية المعهد الأزهري التي كانت منبرا مضيئا لأهالي قري جنوب الجيزة ، ومركز علي سلامة الطبي الذي يخدم عشرات الألف من اهل جنوب الجيزة  .

مات علي سلامة ولم يكن في رصيده جنيها واحد وكان معروفا بالنزاهة والشفافية والصدق في القول والعمل ، ولم يدخر جهدا في خدمة المواطنين .

شارك علي سلامة في ثورة الطلبة والعمال عام 1935 مطالبين باستقلال مصر وعودة دستور 1923 الذي ألغاه إسماعيل باشا صدقي واستبدله بدستور 1930المستبد والمقيد للحريات ، وتعرض لحملات اضطهاد وتم نفيه لأقاصى الصعيد بسبب نزعته الوفدية .

فاز علي سلامة بعضوية مجلس الشعب سنة 1976 ، وكان ينافسه  «على رؤوف» مرشح الحكومة وشقيق السيدة جيهان السادات حرم الرئيس الراحل محمد أنور السادات وكان لنجاحه صدى كبير داخلي وخارجي تحدث عنه كافة الوسائل الإعلامية والصحفية .

وعاش علي سلامة حياة النضال والكفاح من أجل الوطن ودخل السجون والمعتقلات مرات عديدة ، كان اشهرها بسبب اشتراكه فى تشييع جنازة مصطفى النحاس باشا رحمة الله عليه عام 1965 .

واشتري علي سلامة قبرا ملاصقا للزعيم مصطفي النحاس وفؤاد باشا سراج الدين ليكون بجوار رفقاء دربه ، وبالفعل مات علي سلامة بعد وفاة فؤاد باشا مباشرة وكأنه يرفض الحياة بدون رفيق دربه  .