رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

الذى قرأ كتاب برودلى محامى الزعيم أحمد عرابى، المعنون بـ«كيف دافعنا عن عرابى وصحبه»، تستوقفه الخطابات التى أرسلها الزعيم عرابى إليه من داخل السجن، سوف يدهش للمعاملة القاسية التى قابلها فى زنزانته، حيث لم يكتف الخديو توفيق باستدعاء الجيش الإنجليزى لكى يناصره ضد الزعيم عرابى ورفاقه، ولا بتسليمه البلاد للمحتل الأجنبى مقابل بقائه فى العرش، لم يكتف توفيق بذلك، بل تعمد إهانة الزعيم أحمد عرابى هو ورفاقه فى محبسه، حيث كان يرسل لهم من يهينهم ويضربهم، وقد سجل عرابى لنا هذه الإهانات فى رسائله إلى برودلى، من هذه الرسائل، رسالة حررها الزعيم عرابى فى 17 أكتوبر عام 1882، حكى فيها بشكل مفصل ما جرى له داخل محبسه، من أحد خدام الخديو توفيق، اسمه إبراهيم أغا، وقد حدد عرابى تاريخ الواقعة والساعة التى وقعت فيها، كما أنه ذكر فى الرسالة، والتى تعد شكوى منه إلى الحكومة البريطانية، نوع الإهانة التى وقعت عليه، والفترة الزمنية لها، ولأهمية هذه الشهادة ننشر نص رسالة الزعيم أحمد عرابي بنصها:

«صديقى العزيز والمحامى عنى مستر برودلى، دام كماله

انه بناء على ما تيقنته من حسن مقاصد دولة إنكلترا نحو مصر، سلمت سيفى ونفسى إلى ذمة وشرف الإنكليز، عن يد الجنرال لوى بالنيابة عن القائد العمومى للجيش الإنكليزى الجنرال ولسلى، عندما كان فى نفس مصر من العساكر المصرية خمسة وثلاثون ألف نفر، وفى باقى الجهات مثلهم، وبناء على ذلك مكثت مع العساكر الإنكليز مكرمًا عشرين يوما من ابتداء ليلة 15 سبتمبر سنة 82 لغاية 4 أكتوبر سنة 82، وفى يوم 5 أكتوبر صار سجنى فى السجن المصرى، فحصل لى من الإهانة ما يأباه شرف إنكلترا وشرف كل إنكليزي، وذلك بأنه فضلا عن تفتيشى من خدامين وأغوات سراى الخديو، وتردد ذلك أربع مرات ثم قلعونى الجزمة من أقدامى فى يوم واحد، وفى ليلة 9 أكتوبر الساعة ثمانية والنصف، بعد أن نمت، فتح على الباب ودخل على نحو عشرة أو أزيد من الناس، وقال أحدهم:

ــ يا عرابى أتعرف من أنا؟

ــ فقلت: لا من أنت وماذا تريد منى فى هذا الوقت؟

فقال: أنا إبراهيم أغا الذى كنت داير وراه يا كلب يا خنزير

 وتفل على ثلاث مرات، وصار يسبنى ويشتمنى، حتى تصورت أنه مأمور بقتلى فى هذه الليلة، ومكثت على ذلك نحو ثمانى دقائق، وخرج من المحل الذى أنا مسجون فيه، وحيث إن حصول ذلك مما لا ترتضيه ذمة وشرف إنكلترا خصوصا لمثلى الذى سلم نفسه اعتمادا على شرف دولة، الدولة الإنكليزية، فقد حررت هذا بما حصل لى من الإهانة.

29 أكتوبر 82 .. أحمد عرابى..خاتم باسم أحمد عرابى» .

[email protected]