رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قطرات حب

إن الرأفة والرحمة ليست مجرد صفة إنسانية لكنها صفة إلهية.

فالله تبارك اسمه نعرف عنه جميعاً أنه رؤوف ورحيم، فهو يترأف على كل الخليقة التى خلقها.

ورأفة الله ورحمته ظاهرة للجميع لا يستطيع أحد ان ينكرها. ورأفة الله ورحمته يطلبها الجميع فى هذه الحياة والحياة الآخرة.

لقد خلق الله الإنسان وأوجد فيه صفة الرأفة والرحمة لكى يرحم ويترأف على جميع المخلوقات ليس البشر فقط لكن أيضًا الحيوان والنبات.

والناس يشفقون على الحيوان فيعطونه طعامه ويسقونه الماء.

ويشفق الإنسان على النبات فيرويه ولا يتركه يجف.

إن الذى لا يستخدم الرحمة فى تعامله مع الإنسان والحيوان هو إنسان تجرد من إنسانيته، وأصبح يفتقد صفة أوجدها الله ليس فى الإنسان فقط لكن فى الحيوان أيضًا.

ويكون أقرب إلى الجماد حتى انه يقال (إن قلبه حجر). لابد للإنسان أن يستعمل الرأفة والرحمة فى تعاملاته مع البشر حتى يترأف الله عليه ويرحمه فى هذه الحياة وفى يوم الحساب. إن عمل الرحمة لا يقتصر على تقديم المساعدة المادية للمحتاجين فقط إنما يمتد أيضًا إلى صور أخرى مثل الإشفاق على الضعفاء وكلمات التشجيع. مطلوب منا أن نعلم أولادنا منذ صغرهم أن يكونوا رحماء بكل الطبيعة، فلا نترك طفلاً مثلاً يلهو بقطة ويعاملها بقسوة بل يعاملها برأفة ويقدم لها الطعام والشراب وأيضًا نعلم أطفالنا ان يتعاملوا مع النباتات والزهور بدون عنف أو إتلاف. إن عاملنا أولادنا بقسوة فى صغرهم حتى لو كان ذلك بحجة التربية، فإننا نقتل فيهم تدريجياً صفة الرأفة والرحمة، وسوف ينشئوا معقدين يسلكون فى حياتهم وفى تعاملاتهم بدون رأفة أو رحمة. ان الطفل الذى ينشأ على مبادئ الرحمة لا يكون فى قلبه مكانا للعنف، مثل هذا القلب الذى امتلأ بالرأفة والرحمة هو اللبنة الاساسية لبناء مجتمع قائم على التراحم والترأف.

إن التاجر أو صاحب المهنة أو الحرفة الذى يغالى فى الأسعار أو فى أتعابه هو انسان يسلك بدون رحمة ولا يشفق على إخوته فى الإنسانية الذين قد يكونون من الفقراء أو المحتاجين.

القاعدة العامة للرحمة والتعامل أن الذى لا يرْحم لا يُرحم. فالذى لا يستخدم الرحمة فى تعاملاته. فلا شك أنه سوف لا يجد الرحمة سواء كان فى هذه الحياة أو فى الحياة الآخرة.

والسيد المسيح كان يعلم الجموع وينادى بالرحمة قائلا: (طوبى للرحماء لأنهم يرحمون).

ليتنا نسلك بهذه الصفة الإلهية فى حياتنا وفى تعاملاتنا مع البشر. ونزرع هذه الصفة فى أولادنا منذ صغرهم حتى تسود فى مجتمعنا الرأفة والرحمة.