رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

عندما فاز الأديب الكبير بهاء طاهر بجائزة الملتقى الدولى للرواية العربية، طالب بأن تمنح الجوائز للشباب، ويحتفى بها فى الأقاليم بعيدا عن مقهى ريش بوسط المدينة، بمعنى أنه يأمل أن يتم منح هذه الجوائز لأدباء خارج صندوق ريش وزهرة البستان والميديا القاهرية.

ويومها كتبنا هنا وانتقدنا تدوير جوائز الدولة على بعض المثقفين والمبدعين الذين يحتلون المشهد الثقافى والإعلامى، وقلت إنه ليس من المعقول ان يحصل أديب أو فنان بعينه على جميع جوائز الدولة، من الممكن ان يجمع بين جائزتى الدولة التشجيعية والتقديرية، لكن ليس من المقبول ان يمنح جميع جوائز الدولة، التشجيعية والتقديرية وجائزة التفوق، وجائزة النيل، لماذا؟، ومن الذى يمنحه جميع هذه الجوائز.

المدهش فى الأمر أن بعضهم أو أغلبهم لا يكتفى بهذه الجوائز بل يدفع به إلى الحصول على الجوائز المتخصصة فى البلدان العربية، وهو ما يؤكد أن ثمة فسادا يشوب اللجان المانحة، وقد يدعم هذا التفسير أن هذه اللجان تقوم بتدوير الجوائز على بعضها البعض أو على مجموعة بعينها، ويتم حجبها عن شباب أو فنانين أو كتاب يستحقون عن جدارة هذه الجوائز، وفى حاجة لتكريم معنوى.

والذى يعود إلى تاريخ الجوائز المصرية والعربية يكتشف أن بعض الأدباء والفنانين والكتاب، تم منحهم هذه الجوائز لاعتبارات أخرى، قد تعود إلى منصبه فى الوزارة أو الحكومة أو فى وسيلة إعلامية، والبعض الآخر بسبب الشللية، صحيح أن أغلب هؤلاء الفنانين والأدباء لهم قيمتهم وتاريخهم وحجمهم، وصحيح أن قامتهم أكبر بكثير من الجوائز مجتمعة، لكن أن تقاس القيمة فى مصر والبلدان العربية بعدد الجوائز التى يحصل عليها فى حياته فهذه هى الكارثة.

إذا عدنا إلى جوائز الملتقى العربى للرواية العربية، سنكتشف أنها نموذج لإهدار المال العام ولحصر توزيع الجوائز على الأدباء الكبار، فمنذ عام 1998 تم توزيعها ست مرات فقط على أدباء لهم قيمتهم وحجمهم وتاريخهم، لكنهم سبق وحصدوا العديد من الجوائز، مثل الأديب السعودى عبد الرحمن منيف الذى فاز بها سنة 1998، والأديب صنع الله إبراهيم سنة 2003، والأديب السودانى الطيب صالح، سنة 2005، وفاز بها الأديب إدوار الخراط بالدورة الرابعة، سنة 2008، وفى دورتها الخامسة عام 2010 فاز بها الأديب الليبى إبراهيم الكونى، قبل أن يفوز بهاء طاهر بجائزة الدورة السادسة منذ يومين.

وإذا عدنا إلى جوائز الدولة المصرية سيتضح أن بعض الأسماء الكبيرة قد سبق وحصلوا على جميع الجوائز، كما سبق وحصل بعضهم على جوائز من بلدان عربية، والمدهش فى الأمر أن بعض من حصدوا الجوائز مؤخرا أصبحوا خارج الخدمة منذ سنوات، بمعنى أنه لم يعد منتجا ولا مبدعا، وحتى إذا كان فى مرحلة التقطير الإبداعى، فقيمة ما يقطره  بالطبع أضعف بكثير من فترة الشباب والنضج.

 فى ظنى أن أخطر أنواع الفساد ليس ما يمارسه بعض السياسيين والموظفين وبعض رجال الأعمال، بل ما ينتجه ويبدعه ويفنه بعض المثقفين.

رحمة الله على الأديب محمود البدوى عندما قال: «أنا لا أكتب للخلود، ولا أعتقد أننى سأخلد، بل أكتب لأزيح عن نفسى شيئا لا أعرف ما هو».

[email protected]