كلمة عدل
فى إطار الحديث عن دور المحاكم باعتبارها الوجه الآخر للعدالة وفى إطار الحديث عن الثورة التشريعية والإصلاح القضائى. تحدثنا عن إدارة المحاكم بوزارة العدل والدور الذى يجب أن تلعبه فى متابعة المحاكم وأهمية المتابعة الدورية لها، واليوم نرى المحاكم وقاعاتها مرتعًا لنقل الأمراض، بسبب الاهمال الشديد فى النظافة وعدم الاعتناء بالنظافة.. ورغم اكتظاط القاعات بالمتقاضين والمتهمين فإن هناك مدخنين كثيرين، مخالفين فى ذلك قانون البيئة الذى يمنع التدخين فى الأماكن المغلقة وبات شيئًا عاديًا أن نرى الأدخنة تتصاعد من داخل القاعات.
لابد من عملية حسم شديدة فى عملية الاهتمام بدور المحاكم والاعتناء بها ولابد من عملية تغيير شاملة من خلال تغيير هذه السلوكيات السلبية، حتى تحدث عملية تطوير شاملة.. وعلى المسئولين المنوط بهم المتابعة لهذه الأمور أن يغيروا من تصرفاتهم وأفعالهم «والله سبحانه وتعالى يقول: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».
ثم ان هناك مواعيد متضاربة لفتح الجلسات، ولا يوجد التزام بموعد فتح الجلسة، فما يجب أن يكون فى الساعة التاسعة نجده يقع فى الواحدة ظهرًا وهكذا، لابد أن تعود للمحكمة هيبتها لأن تحقيق العدالة الناجزة والمقنعة لا يتحقق أبدًا بالتشريعات وحدها، إنما للمحكمة دورها فى هذا الشأن والعناية والاهتمام بقاعات المحاكم يلعب فى هذا الشأن دورًا كبيرًا.
وبشأن حضور المتهمين من محبسهم إلى قاعات المحكمة، نقترح أن يجرى اتفاق بين وزيرى العدل والداخلية، يسمح بمقتضاه احضار المتهمين فى ليلة المحاكمة ويتم إيداعهم سجن المحكمة، حتى يكونوا جاهزين أثناء نظر القضية، ويتم انشاء سجون خاصة بهم داخل المحكمة، بهدف عدم تعطيل الجلسات أو تأخير عقدها. والهدف من ذلك هو سرعة انجاز القضايا وتحقيق العدالة السريعة، خاصة أنه فى الغالب الأعم ما تتعطل المحكمة أو يتم تأجيل الجلسات بسبب تأخير حضور المتهمين من محبسهم.
الاهتمام بهذه الأمور التى قد يراها البعض بأنها هامشية، تعد بالغة الأهمية فى سرعة الفصل فى القضايا وتحقيق العدالة السريعة، لأن هيبة المحكمة من هيبة العدالة، بل إن دور المحاكم هو الوجه الآخر للعدالة. ومن هنا جاءت الأهمية بضرورة العناية بدور المحاكم.
.. و«للحديث بقية»
سكرتير عام حزب الوفد