رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اليوم سيكون الرئيس «السيسي» في البرتغال.. أول زيارة رسمية له منذ توليه السلطة في البلاد.. غادر مصر أمس.. أتمنى ألا يتعرض لأي حرج في أي مؤتمر صحفي للرئيس ونظيره البرتغالي.. فقد يكون السؤال الأول له عن حبس نقيب الصحفيين ومجلس النقابة.. مسألة الحريات في العالم ليست مسألة ترفيه.. فما بالك في قارة الحريات؟.. لا أدري بماذا يرد الرئيس؟.. ما الذي يقوله بعد الحكم؟.. هل تعفو عن المحبوسين أم تحبس آخرين؟.. بالتأكيد سوف  يفاجأ.. وبالتأكيد سيقول إنه حكم أول درجة.. وكنا في غنى عن التبريرات.. والحرج أيضاً!

هل استعد الرئيس بإجابة من هذا النوع؟.. هل فوجيء بالحكم مثلنا؟.. أعرف انه ليس له يد في الحكم.. لكن تعامل الدولة مع الملف أوحى بأن هناك مشكلة.. وربما أوحى بأن النقابة ينبغي أن تتأدب.. للأسف يعني أيضاً أن وزارة الداخلية ايدها واصلة أوى.. المحصلة أن مصر تدفع الثمن.. والمحصلة أن «السيسي» سوف يظهر في خانة انه الرئيس الذي يحبس نقابة الحريات.. غير معقول هذا بالمرة.. غير مقبول أن يحدث في هذا الزمان.. لم يفعلها حكام عصور الظلام.. «مبارك» نفسه تراجع.. لم يقع في الفخ.. فكيف يفعلها رئيس جاء بعد ثورة؟!

صورة مصر الآن لا تسر عدوًا ولا حبيبًا.. تصدير الأمر على انه لا يتعلق بالحريات كذبة كبرى.. تصديره على انه يتعلق بإيواء مطلوبين أمنياً ضحك على الذقون.. هذا الكلام نقوله فيما بيننا هنا.. في الخارج خسرنا كثيرًا. ترديد هذا الكلام عيب.. لا أعرف إجابة الرئيس عن السؤال.. لا أعرف إن كان في الخطة مؤتمر صحفي أم لا؟.. في كل الأحوال نخسر.. من اسمنا ومن سمعتنا.. نخسر استثمارات.. الاستثمار لا يذهب إلا بالبلاد التي يحكمها البوليس!

رأس المال جبان.. قوانين الاستثمار لا تكفي.. قوانين الحريات قبلها.. مصر كانت أحوج ما تكون للاستثمار.. الجنيه ينهار.. السلع نار.. المواطن يتمزق.. كنا نريد بصيص نور وبصيص أمل.. لجنة العفو كانت بادرة طيبة.. معناها ان الرئيس يستجيب لطلبات شعبه.. الرسالة الآن سلبية.. تعني اننا غير جادين في مسألة الحريات.. تعني اننا نستهلك الوقت.. وتعني اننا لا نعترف بالحريات وحقوق الإنسان.. هذه هي الحقيقة بكل أسف.. لا يفلح أي تسويق سياسي لصورة مصر ونحن نخنق الحريات.. الأمر يحتاج لإثبات حُسن النوايا.. أولاً وأخيراً.. غير هذا نبقى بنهزر!

لا تصدق يا ريس من يصورون لك الأمر على أن الصحفيين مش على رأسهم ريشة.. مش حكاية ريشة يا فندم.. الحكاية ان ما حدث هدم لرمز.. لن يفهمه المنافقون.. نحن نقوله لك بإخلاص.. موقفنا من تصرف مجلس النقابة معروف.. لكن حبس النقابة جريمة سوف تبقى في سجلات هذا العصر.. الخلاص من هذا المجلس ليس بالسجن.. الخلاص منه في الانتخابات بعد شهور.. بالانتخابات وحدها يا ريس، وليس بفتح أبواب السجن.. الآن ستقف الجمعية العمومية خلف نقيبها.. الكلام عن تأديب الصحفيين وشق الصف كلام فارغ.. انتبهوا من فضلكم.. ميصحش كده!

كنا قد فرحنا يا ريس بقرارات العفو.. وكنا ننتظر قرارات أخرى.. ما حدث شوش على ما قمت به من قرارات إيجابية، تفتح صفحة جديدة.. المصادفة البحتة انها عقب قرارات العفو.. المصادفة أيضاً أنها يوم عيد ميلادك.. يوم كان البعض يقول اكتب كلمة للرئيس في عيد ميلاده.. ماذا يقولون؟.. ماذا يكتبون؟..  المفاجأة أن ما قيل لا يسعدك أن تقرأه أو تسمعه.. حزنت لما قرأت وسمعت.. حزنت لأن السياسة غابت عن المشهد،وعن مناسبة عيد الميلاد.. لا أظن انك ترضى الحبس.. ولا تقبله.. هناك من يرسمون المشهد خطأ!

ما حدث يا ريس ان هناك من جاء في فرح منصوب؛ ثم ضرب «كرسي في الكلوب».. تحول الفرح إلى معركة.. وأخشى أن تتحول زيارة البرتغال إلى مناسبة للإحراج.. وأخشى أن يكون السؤال الأول فيها: كيف تحبس نقيب الصحفيين ومجلس النقابة؟!.. ماذا تقول؟.. وكيف تبرر ما جرى؟.. عفوًا هذه هدية مسمومة!