رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تطوير

لقد تم الإعلان عن مواعيد الاستحقاق الثالث والأخير والمهم من استحقاقات ثورة ٣٠ يونية، وهو «الانتخابات البرلمانية»، ومع فتح باب التقدم شاهدنا تزاحماً شديداً وغير مسبوق من المتقدمين الجدد والقدامي، ورغم إن الوصول لكرسي البرلمان عملية ذات تكلفة عالية تفوق بمراحل ما يتم إعلانه رسمياً، لذا سنشاهد في هذا البرلمان المال السياسى والعصبيات ونواب الماضى ونواب السلفيين، ومن المؤكد أن ادعياء الدين سوف يحاولون الدخول ولو خفية .. ولكن السؤال هنا.. لماذا هذا التسابق المحموم للحصول علي دخول البرلمان والحصول علي لقب نائب الشعب؟ .. إنها الحصانة .. إنها الهدف الرئيسي والاساسي من هذا المنصب، وتأتي بعدها أي مميزات مادية أو معنوية اخري.

إن الدستور المصرى ينص على أنه «لا يجوز في غير حالة التلبس بالجريمة اتخاذ أية إجراءات جنائية ضد عضو مجلس الشعب إلا بإذن سابق من المجلس، وفي غير دور انعقاد المجلس يتعين أخذ إذن رئيس المجلس ويخطر عند أول انعقاد له بما اتخذ من إجراء»، لذا أصبح علينا لزاما تقويم هذه الحصانة والعمل علي تعديل النص الدستوري لتصبح «حصانة سياسية» فقط .. ليكون تحصين النائب في كل الإجراءات والآراء السياسية التي يتخذها او يعمل بها .. ولكن لا يمكن للحصانة ان تحصنه سواء مدنيا أو في عموم حركة الحياة وحقوق الغير، فإن تم اتهامه بأي تهمة – خلاف السياسة - تتم محاكمته كأي مواطن عادي دون انتظار التلبس أو إذن المجلس، ومن هنا ستصبح عضوية مجلس النواب خدمة وطنية خالصة.. وبهذا سنضمن أن أكثر من 50% من المرشحين ذوي المصالح الخاصة لن يترشحوا، فعلي مر العصور أساء العشرات من النواب استخدام الحصانة البرلمانية في المجالس السابقة بالتورط في قضايا فساد وعلاج على نفقة الدولة وغيرها.. والمصريون وبعد ثورتين يطالبون وبكل ديمقراطية بإعادة تقييم الحصانة البرلمانية لنواب الشعب الجدد لمنع التهافت والبلطجة والتزوير التي تتم اثناء الانتخابات وفي كل مرة.

إن تعديل الحصانة البرلمانية هو من الضمانات لخلق برلمان سليم وديمقراطي، وهذا الاقتراح لا يلزمه الكثير من الوقت والمال، بل نتائجه ستكون إيجابية وسيوفر على مصر كماً كبيراً من المشاكل والفساد الذي تتعرض له قبل واثناء وبعد الانتخابات، إن الانتهاء من تعديل الحصانة دستورياً وإعادة تقييم المميزات التي يحصل عليها النائب ونشرها رسمياً، سيؤدي الي ان يسعي للترشح للبرلمان المخلصون والشرفاء من أبناء هذا الوطن والساعون الي خدمته واعلاء شأنه والتضحية بالنفيس والغالي لرفعته وعزته، وأيضا كي تتدني أعداد الفاسدين أضيف إذا كانت مدة الرئاسة مدتين فقط .. فلماذا يتم الترشح للبرلمان مدي الحياة، فقد رأينا سابقاً نواباً لمدد تزيد علي 40 عاما، لذا يجب أن يتم السماح للشخص الواحد بالفوز بعضوية المجلس لدورتين فقط سواء أكانتا متصلتين او منفصلتين، وبعدها لا يستطيع الدخول للمجلس كنائب مرة أخري مدي الحياة، وبذلك يمكن غلق الباب أمام المفسدين السابقين من ناحية، ومن ناحية أخري تتم إتاحة الفرصة للدم الجديد للتدفق داخل شرايين الدولة، ولأجيال جديدة من الشباب للترشح إلى البرلمان في الدورات القادمة إن شاء الله.

[email protected]