رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

المسئولون فى جميع دول العالم  وسائل مساعدة للمواطنين على حل مشاكلهم أو على الأقل تقديم  النصيحة المخلصة الصادقة, فرجال الشرطة فى مجال الجريمة وحماية المجتمع  من الخارجين على القانون وبسط الأمن والأمان, ورجال الزراعة فى توعية الفلاحين وإرشادهم وتثقيفهم للحصول على محاصيل جيدة, وهكذا, فما بالنا برجال يتعاملون مع الإنسان بطريقة مباشرة, ويتصدون لحمايته من المخاطر التى تهدد سلامته.

ومحافظة الجيزة مثال صارخ على غياب المسئولين, فالمحافظة تئن من عدة مشكلات تؤرق حياة المواطن الجيزاوى, بدءاً من المياه التى أصبحت حلماً بعيد  المنال لسكان المحافظة, مروراً بالكهرباء التى تواصل انقطاعها بنجاح ساحق, وانتهاء بأكوام القمامة التى تغمر شوارع المحافظة, فضلاً عن التوك توك الذى يزيد مشكلة الشوارع المتهالكة أصلاً.

ومما زاد الطين بلة ما يقوم به المسئولون في الجيزة الذين يزيدون معاناة المواطن الجيزاوى عندما يلجأ إليهم طلباً للمساعدة, وعندى واقعة كنت شاهد عيان عليها, بل كنت طرفاً أصيلاً فيها وهى ببساطة انتشار مجموعة كبيرة من الكلاب الضالة فى شوارع منطقة فيصل بالجيزة، خاصة شارع مصنع المكرونة والشوارع المجاورة بصورة مخيفة، وأصبحت تهدد سير المارة وتنذر بتعطل مصالحهم بسبب خوفهم من مغادرة منازلهم، فضلاً عن تفشى الأمراض والأوبئة بسبب عبث تلك الكلاب بمخلفات المنازل والمحلات فى هذا القيظ الشديد, وعبثاً حاولت الاتصال بتليفونات مديرية الطب البيطرى بالجيزة الموجودة فى الدليل، ثم البريد الإلكترونى لها، وأخيراً صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى دون جدوى, ومن قبلها الخط الساخن لمحافظة الجيزة الذى تلقى الشكوى ووعدنى بتوصيلها للمسئولين، وهدانى تفكيرى لطلب مدير المديرية عله يحل المشكلة – بعد حصولى على تليفونه من أحد الزملاء - ورد علىّ بعد جهد جهيد ووعدنى بعمل اللازم – على طريقة الحكومة المصرية - وبعد 5 أيام فوجئت بتليفون من شخص عرف نفسه بأنه الدكتور حسنى من مديرية الطب البيطرى بالجيزة، وسألنى عن العنوان, فأخبرته بأنى أسكن فى أول الشارع، وفعلاً وصل إلى الشارع وواصل السير إلى آخره، لا أعرف لماذا, ثم أخبرنى هاتفياً بأن الكلاب لها أصحاب وأن أصحابها أشقياء, لذلك لن يستطيع فعل أى شىء، وعبثاً حاولت إقناعه بأن الكلاب ضالة ومجرمة وخارجة على القانون، ثم تفتق ذهنه عن فكرة عبقرية – يخدمنى بها - طلب منى نزول ابنى صاحب الأربعة عشر ربيعاً لمقابلته وأخذ لفافة تحتوى على أرجل دجاج غارقة فى مادة شديدة السمية لتقديمها للكلاب، والحقيقة أنه لم يترك الصغير لحاله بل – فطنه – وشرح له طريقة الاستخدام ونصحه بأن يكون موعد العملية ليلاً حتى لا يراه أحد، ونصحه كذلك بارتداء قفاز وغسل يديه جيداً بمادة مطهرة بعد إتمام العملية.

القضية خطيرة، وتصرف المسئول غير مسئول، فكيف يشرك طفلاً فى هذه المهمة الانتحارية، وماذا لو أكل من هذه الخلطة الجهنمية طيراً أو حيواناً أو إنساناً وما أكثر من يبحثون فى القمامة عن أى طعام فما بالكم بـ «فراخ».

خاطبت مدير المديرية ثانية فاستنكر ما حدث ووعدنى بالتصرف فى الموضوع، ومازال حتى كتابة هذه السطور يبحث عن حل، ومازلت أتحمل رائحة اللفافة، ولكن كيف لي أن أطيق وجود أرجل الدجاج الممزوجة بالمادة القاتلة بالمنزل، وإذا تغاضينا عن العبث بها من جانب الأطفال، فمن يضمن لى السلامة من رائحتها.

راجعت الموقف بأكمله وتوصلت إلى نتيجة واحدة وهى «الكلاب الضالة أرحم من نصيحة الدكتور حسنى», وتأكدت أن كلام المسئولين لا يرد حتى ولو كان خطأ - والعياذ بالله - فقررت التخلص من اللفافة فى صحراء مدينة السادس من أكتوبر, ورفعت الراية البيضاء للكلاب الضالة معترفاً بالهزيمة أمامها.

[email protected]