رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

لماذا اختيار اللواء محمد مصيلحي وزيراً للتموين؟.. ليس صدفة أو عشوائية أن يتولي حقيبة التموين في هذا التوقيت هذا الرجل، إنما هذا الاختيار تم بعناية فائقة وفكر مدروس، لأن هذه الشخصية  التي تولت منصبين كبيرين في القوات المسلحة وهما هيئة الإمداد والتموين والخدمات العامة، لابد أن تكون عقلية ليست بالهينة ولا يستهان بتفكيرها وقدرتها علي تجاوز الأزمات وإيجاد حلول للمشكلات المستعصية.

والحقيقة أن وزارة التموين كلها ألغام شديدة تحتاج إلي من يتسلح بالخبرة الواسعة والأداء الجيد والحسم والحزم في التعامل مع ملفات الوزارة، ابتداء من التلاعب في منظومة القمح والتي أنهت علي الوزير المستقيل خالد حنفي، وانتهاء بوصول الدعم الي مستحقيه من الفقراء ومحدودي الدخل، ومروراً بفوضي الأسواق وجشع التجار الذين يتلاعبون بقوت المواطنين، ويتسببون في رفع الأسعار بهذا الشكل الجنوني الذي يقصم ظهور الناس.

ولذلك أختلف تماماً مع كل الذين يريدون تولي هذه الوزارة تحديداً لأشخاص يعملون في العمل العام، بل إن اختيار الوزير ذي الخلفية العسكرية والذي تولي منصبين بالغي الحساسية والأهمية بالقوات المسلحة، يترك في النفس أثراً مهماً ويزيد من الإاطمئنان علي أن الألغام داخل وزارة التموين  وإداراتها الأخري، سينجح الوزير الجديد في إبطال هذه الألغام وتفكيكها بدون خسائر إن شاء الله تعالي.

وهذه الألغام المدمرة بالوزارة لا يقدر أحد علي التعامل معها إلا مثل هذه الشخصية.

الحرب علي جشع التجار والتصدي للمتلاعبين بالأسعار والمتاجرين بقوت الشعب، تحتاج إلي حسم وحزم شديدين، وسياسة اللين في هذا الشأن لا تسمن ولا تغني من جوع، وكلنا يعلم ويعيش مأساة حقيقية في هذا الارتفاع الجنوني في أسعار كل شيء بسبب التلاعب من جانب التجار. وسأضرب مثلاً صغيراً وهو أن كيلو الطماطم يباع في الأرض عند الفلاح بما يساوي خمسين قرشاً فقط، ونجده في الأسواق يتراوح ما بين خمسة وسبعة جنيهات.

أليس في ذلك جشعاً؟!.. ألسنا في أشد الاحتياج لمن يؤدب هؤلاء الجشعين الذين يثيرون الأزمات ويصدرون المشاكل في البلاد  بهدف شغل الرأي العام في قضايا فرعية للنيل  من الدولة الجديدة.

ضبط الأسواق والقضاء علي الفوضي العارمة يحتاجان إلي حزم شديد بالقانون وتفعيله، والتلاعب في الدعم وعدم وصوله إلي محدودي الدخل وأهل العوز، يتطلب من يعمل بحسم في هذا الأمر  للقضاء علي منظومة الفساد الذي ساد واستشري بشكل مخيف.. والذين أوصلوا إنبوبة البوتاجاز إلي ستين جنيهاً أليس هؤلاء يحتاجون من يوقفهم عند حدهم ويبطل ألاعيبهم ويفسد مواقفهم الشيطانية؟!..

أعتقد أنني أجبت عن السؤال الذي طرحته في البداية: لماذا تم  اختيار مصيلحى وزيراً للتموين؟.. وأضيف علاوة علي ذلك أن الذين لا يعجبهم ذلك هم المستفيدون من الفساد والخراب ومن الفوضي، وأيضاً الذين يسعون إلي إفشال  المشروع الوطني الجديد للبلاد.

 

[email protected]