عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

كانت فرصة رائعة.. من الصعب أن تتكرر مرة أخرى.. انفراد السيد الرئيس بثلاثى الصحف القومية بعيداً عن باقى رجال ونساء الإعلام.. كانت فرصة رائعة ليقول لهم سيادة الرئيس باختصار شديد: اختشوا.. ميزانية الدولة مش ناقصة خسائركم.. نفس هذه الصفحة كانت تكسب ملايين، بل بعضها كان يحقق مليارات.. أين هى الآن؟

كانت فرصة رائعة لكى يتم بحث موضوع الصحف القومية بصراحة بعيداً عن باقى الزملاء.. هذه الدور الصحفية الثلاث تصدر مجلات وكتباً وباقى أنواع الإصدارات التى لا يقرأها كثيرون وبلا إعلانات.. لماذا؟.. وهذه الإصدارات المختلفة تتم طباعتها بأغلى أنواع الورق «الكوشيه»، وأغلى أصناف الحبر المستورد بالدولار.. ثم لماذا كل هذا العدد من الصفحات؟ لماذا 30 صفحة، والعدد الأسبوعى يزيد على 40 صفحة.. وكل هذا بالعملة الصعبة.

(...)

كان الدكتور يوسف بطرس غالى آخر وزير مالية قبل ثورة يناير 2011.. كان قد قرر وقف نزيف (الصحف القومية)، فقرر غلق دارين من الصحف هما دار الشعب ودار التعاون.. رغم أنف صفوت الشريف.. فقد كانت الداران لا تكسبان جنيهاً واحداً!! وكان الاعتماد كلياً على خزانة الدولة، فقرر الدكتور يوسف غالى غلقهما فى آخر ميزانية له.. وقرر صفوت الشريف بقاءهما.. ولكن لما تقرر إلغاء ميزانية الدارين تم إغلاقهما فوراً.. فكيف سيستمر البقاء دون مرتبات ودون أي ميزانية للأمور الأخرى مثل الماء والكهرباء؟

وكانت هذه أول خطوة لوقف (نزيف الصحف القومية)..

ثم كانت هناك خطوة ثانية مختلفة.. وهى بيع دور الصحف المهجورة التى انتقل أصحابها إلى دور أخرى أكبر وأوسع.. هناك دور صحف مهجورة منذ سنوات.. وكذا أراض وجراجات وغيرهما.. وكلها تشغل مساحات ضخمة فى أغلى أماكن وسط القاهرة.

هناك مثلاً دار بناها أدجار جلاد باشا فى 11 شارع الصحافة أمام دار أخبار اليوم.. دار صحفية من الألف للياء.. دار مبنية لتصدر جريدة أو مجلة فيها كل شىء من المكاتب إلى المطابع والإدارة وكل شىء.. هذه الدار التى صدرت منها صحيفة (الزمان) المسائية ثم جريدة (الجمهورية) فى أول صدورها، ثم جريدة (المساء) من 6 أكتوبر 1956 إلى 31 ديسمبر 1959.. ثم انتقلت (المساء) إلى 24 شارع زكريا أحمد.. ومن يومها وهذه الدار بكل ما فيها من أثاث يصلح لإصدار جريدة أو مجلة، وهى مغلقة وبجوار قطعة أرض تابعة لها كانت مخصصة ليتسلم فيها البائعون الصحف من المطبعة مباشرة.

(...)

كانت هناك لجنة كنت أحد أعضائها وصلنا إلى قرارات تكسب منها الدولة مليارات.. وكان الدكتور يوسف غالى فى منتهى الفرح لهذه الإيرادات المضافة للخزانة العامة.. ولكن الرئيس الأسبق مبارك وقف فى طريقها لأسباب شخصية.. وما زالت هذه المبانى والأراضى مهجورة تنعى من بناها منذ سنوات طويلة!! ولا أدرى هل أثيرت هذه الأمور كلها خلال لقاء سيادة الرئيس بثلاثى الصحف القومية أم لا؟