رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رحم الله النجم نور الشريف عندما كان يتحدث عن موهبة عبده الدفاس في دفن المخدرات في فيلم العار .! هناك ما يشبه دفس أو دفن الثقافة الرسمية ,بتغييب الاستراتيجية الثقافية ,وربط الأنشطة برغبات وأوامر المؤسسات الدينية , عبده الدفاس يرغب في دفن مفاهيم التنوير وإعادة الرقابة علي الكتب ومنح المؤسسة الدينية اليد العليا  فوق أي نشاط ثقافي.! هل اختيار عبده الدفاس هو مكافأة للسلفيين لانضمامهم لتحالف 30 يونية؟ أم إرضاء للأزهر بالإطاحة بعصفور الذي حاول تجديد الخطاب الديني.!

ثم الإتيان بوزير أزهري يقوم بتجديد الخطاب الثقافي كما أمره الأزهر, وتأتي القيادات الجديدة التي وضعها عبد الواحد النبوي تلاحقها شبهات الانتماء أو التعاطف مع الإخوان مما دعا بعض الصحفيين والمثقفين لاعتبار تلك القيادات خلايا إخوانية نائمة ,المهم أن الإحلال والتبديل بدأ .!

فشل وزير الثقافة في تقديم فعاليات فنية وأسندت القيادة السيِاسية الحفل الفني في افتتاح قناة السويس لإدارة الأوبرا.! فالأمر لا يحتمل المغامرة  في حفل عالمي ومناسبة تاريخية عظيمة.! ولكن إذا كانت القيادة السياسية أنجزت مشروع قناة السويس الثانية بدون مشاركة الحكومة وإذا كان الرئيس يقول لا يكفينا أن نسرع ويطمح أن يقفز بمصر للأمام, فلماذا نقفز بساق واحدة هي القوات المسلحة, بينما تتحول الحكومة إلي ما يشبه الأثقال المعوقة لحركة هذه الساق الجبارة .!

والسؤال هو هل استطاع تنظيم الإخوان الدولي إعادة تنظيم صفوفه الخفية ؟وهل تسربت خلاياه النائمة إلي بعض مؤسسات الدولة؟

 وهل هناك أسباب خطيرة تمنع عملية التطهير ؟ إذا أضفنا لذلك الخبر المريع الخاص باختطاف سائح كرواتي من قلب القاهرة وقيام داعش بالخروج به إلي سيناء ! حيث تم ذبحه هناك حسب بعض الأخبار ! كيف مر عبر الحدود ! أم مر من أنفاق لا نعرفها ؟ وما مدي تواجد عناصر لداعش في قلب عاصمة العروبة القاهرة ؟ وهل تمت محاسبة المسئولين عن هذا التهاون ؟ وهل يمكن أن نصحو في يوم لنجد أن الخلايا الإخوانية النائمة قد تربعت في مؤسسات الدولة وسيطرت عليها  وسهلت المهمة علي داعش؟

تطهير مؤسسات الدولة من الخلايا الإخوانية النائمة لا يقل أهمية من المواجهة الأمنية للإرهابيين في مصر , وتفريغ ودفن الثقافة بعبده الدفاس وأعوانه بمثابة تمهيد الطريق للإخوان والدواعش , فقديما استهدف هولاكو مكتبة بغداد العظيمة وأغرقها في نهر دجلة حتي صار لون النهر بلون الكتب وقيل إن الخيل كانت تعبر فوق الكتب .! وحديثا دمرت أمريكا وإسرائيل آثار العراق واستهدفت متحفها ,فالثقافة هي ذاكرة الأمة وأمة بلا ذاكرة هي أمة بلا مستقبل والثقافة هي حائط الصد المنيع , إذا سقط سقطت الأمة , وما يحدث هو تحنيط للثقافة ودفس ودفن لها .! ينتظر المثقفون قرارات لإعادة بناء الحائط الثقافي علي أسس من التنوير والتقدم , أتصور أن مرحلة ما بعد قناة السويس الجديدة تحتاج سياسات ورجالا واستراتيجيات جديدة تتفهم طبيعة المرحلة وتحدياتها وهذا ما أتوقع حدوثه قريبا, المهم أن يشرك المثقفون في اختيار مستقبل الثقافة  ومستقبل البلاد , المرحلة القادمة تحتاج لكل يد تجيد البناء , ولا مكان فيها لأي دفاس من أي نوع .

[email protected]