بوضوح
لا أعرف إلي متي تظل حكومتنا حكومة رد الفعل .. إلي متي ننتظر وقوع الكارثة حني نتحرك ونتخذ قراراً أو نفعل قانوناً؟
مواقع التواصل الاجتماعي مشتعلة بأخبار اختفاء الأطفال.. ولا يمر يوم دون بكاء ونحيب أب أو أم مكلومة تستعطف وتستنجد بذوي القلوب الرحيمة لمساعدتها في العثور علي فلذة كبدها .
المثير أن هناك أيضا أخباراً كثيرة ومتتابعة تنشر علي الفيس عن ظهور مافيا الأعضاء البشرية في مصر خاصة بعد العثور علي تسع جثث لأشخاص صوماليين منزوعة الأعضاء علي شواطئ الاسكندرية، واكتشاف مخزن مهجور به جثث لأطفال مفرغة تماما من الأعضاء بطريقة طبية دقيقة بمنطقة المندرة.
هذه الأخبار انتشرت علي الفيس مقرونة بصور جثث أطفال منزوعة الأعضاء، ورغم أن البعض أكد أن هذه الصور لأطفال ليسوا مصريين، الا أن نشرها آثار حالة من الذعر والهلع بين الأهالي بدرجة أن منهم من نشر تحذيرات مشددة للأهالي بعدم السماح لأطفالهم بالنزول في الشوارع بمفردهم أو حتي الذهاب للنوادي، وطالبوا رواد مواقع التواصل بنشر هذه التحذيرات لأكبر عدد ممكن.
وكالعادة انتشر الأمر بسرعة رهيبة وسط غياب تام للجهات الحكومية المعنية، وحالة من اللامبالاة المقصودة من وزارة الداخلية التي تتعامل مع كل حالات الاختفاء بأسلوب موحد حتي ولو دخل الأمر حيز الظاهرة .
نتمني أن تتحرك وزارة الداخلية لحل هذا اللغز والرد علي هذه الشائعات نفياً كان أو قيد الدراسة، وألا تنتظر حتي تقع الكارثة ويتم الكشف بالصدفة عن وصول مافيا تجارة الأعضاء الي مصر بعدما نكون فقدنا المئات من أطفالنا وذهبت أعضاؤهم لأثرياء الخارج، خاصة وأن هذا النوع من الجريمة بصعب اكتشافه بسهولة، فالمافيا تتكون من عدة أذرع ذات مقدرة مالية كبيرة وعلمية وشبكة علاقات مرعبة لتتمكن من تنفيذ جرائمها خاصة وأن أرباح هذه التجارة تقدر بعشرات المليارات من الدولارات ونسبة اكتشافها ضعيفة، وإثباتها علي مرتكبيها صعب وعقوبتها هزيلة لا تردع مرتكبيها.