رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من قلبى

أردوغان لم يغير جلده.. ولم يخالف سياسته التى بدأ بها.. فمنذ اللحظة الأولى لصعوده - سواء لرئاسة الوزراء فى مارس 2003، أو لرئاسة تركيا فى أغسطس 2014 - وهو يعتمد الرجماتية السياسية أسلوباً للتعامل واتخاذ المواقف.. ويسارع أردوغان إلى الانقلاب وفقاً لمصالحه دون مقدمات.. لكن وفقاً لأحداث يرى فيها تأثيرات سلبية على مستقبله.. ولعل تفجيرات مطار أتاتورك الأخيرة حملت إنذاراً شديداً لأردوغان بأن بلاده لن تكون بعيدة عن الإرهاب الذى ظل لسنوات يغض الطرف عنه علناً.. ويساند مرتكبيه سراً وإن فضحته الأحداث.. وقد أفاق أردوغان ليجد بلاده تسبح فى بحيرة من الأحداث الإرهابية.. وفى منطقة ليست مستقرة ويتهددها الانقسام.. فسارع إلى المصالحة مع إسرائيل دون شرط وتنازل عن كل أقواله التى ساند فيها حماس.. والحقوق الفلسطينية.. وحتى أرواح الأتراك الذين قتلوا فى الهجوم الإسرائيلى على أسطول الحرية الذى كان يحمل مساعدات إلى غزة.. وسعى إلى التصالح مع روسيا متنازلاً عن صلف وغرور مارسهما طوال الفترة منذ إسقاط المقاتلة الروسية فوق الحدود مع سوريا فى نوفمبر الماضى.. وحتى اعتذاره عن هذه الفعلة وإعلان توبته فى رمضان الماضى.

وقد أجبرت الأحداث الأخيرة فى المنطقة أردوغان على التنازل ولو مؤقتاً عن حلم الخلافة العثمانية.. فنفوذ حلفائه، الإخوان فى المنطقة يتراجع بسرعة كبيرة بعد فشلهم فى مصر.. وتونس.. وليبيا.. وسوريا.. والنفوذ الإيرانى الشيعى يتمدد.. ويتزايد قوة فى المنطقة المحيطة بتركيا من الجنوب الشرقى فى العراق.. والجنوب الغربى فى سوريا.. وفى لبنان.. وفى اليمن.. أضف إلى ذلك أن الأكراد فى العراق أصبحوا قوة فاعلة ومؤثرة فى الحرب على تنظيم داعش الذى كان أردوغان يسانده سراً مقابل البترول.. ويتلقى الأكراد، أو ما يعرف بقوات الحشد الشعبى «البشمركة»، فى العراق دعماً مباشراً من الولايات المتحدة، حتى أن واشنطن وقعت مؤخراً بروتوكول تعاون مع إقليم كردستان العراق تتحمل بموجبه رواتب قوات البشمركة التى هى فى الحقيقة الجيش الكردى.. وهو التوقيع الذى تم بعيداً عن الحكومة المركزية فى بغداد.. وهو ما يعنى اعترافاً أمريكياً بانفصال كردستان عن العراق.. وأية إضافة جديدة لقوة الأكراد تعيد القلاقل إلى نظام الحكم فى تركيا بسبب الحلم الكردى فى الانفصال.. أو فى الحكم الذاتى.. خاصة مع تجدد الصراع بين الحكومة المركزية فى أنقرة وحزب العمال الكردستانى فى إقليم كردستان تركيا الذى يغطى 32% من مساحة تركيا ويسكنه 17% من سكان تركيا الذين ينتمون إلى القومية الكردية بفرعيها (الكرمانج والزازا).

أردوغان عاد إلى سياسة خلع القميص التى أعلنها منذ تشكيل حزب العدالة والتنمية هرباً من تضييق الجيش التركى على الأحزاب الدينية.. وأردوغان اليوم يخلع جميع قمصانه... فهو لا يخشى خسارة الإسلاميين داخل تركيا بتخليه عن الإخوان.. فالإسلاميون فى تركيا قلة.. لكنه يخشى الخسارة الاقتصادية الكبيرة بالمقاطعة الروسية.. كما يخشى اعترافات أمريكا بالأكراد.. وأن يقوى أكراد العراق فيؤازرون أكراد تركيا.. وأن يكون على خلاف مع إسرائيل ومصر المتقاربتين اليوم لطرح حل للقضية الفلسطينية.

Email:[email protected]