رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

عقدت ندوة نظمتها المنظمة العربية للحوار لمناقشة أهم قضية تواجه مصر والعالم العربي في الوقت الراهن الا وهي الارهاب وعلاقته بالاعلام، وقد حضر تلك الندوة التي ترأسها الاعلامي والوزير السابق أسامة هيكل الدكتورة حنان يوسف والدكتور سامي الشريف ومجموعة من الاعلاميين في الاعلام الخاص والعام  والأكاديميين والمهنيين والكتاب لعرض أهم التوصيات التي علي الدولة العمل بها لمواجهة ظاهرة الإرهاب  محلياً ودولياً، واستعرض الجمع المتميز تجارب الدول الغربية في المواجهة الاعلامية للارهاب وأيضاً العلاقة التبادلية بين الارهاب والاعلام الذي يروج ويثير الفتن  والخوف من خلال شبكات التواصل الاجتماعي  باعتبار أن القادم هو الاعلام الديجيتال الرقمي الالكتروني  وليس الاعلام التقليدي.

وكذلك كيف أن كليات الاعلام عليها أن تعيد صياغة المناهج  الدراسية لتخريج اعلاميين يمتلكون  أدوات العصر من لغة وتكنولوجيا لأن الدور الذي يلعبه الاعلام الجديد في تشكيل الرأي العام لا يقتصر علي حدود الوطن ولكنه  يعبر إلي الفضاء العالمي بعد أن تحولت السماوات إلي حلقة للصراع الفكري والأيديولوجي من خلال الاعلام المسيطر علي الفكر والسلوك والخبر والمعلون ومن هنا فإن الاعلام الخاص الذي يعمل وفق حسابات المكسب والخسارة عليه أن يعيد حساباته وأن تتدخل الدولة حتي لايخرج عن السياق الوطني خاصة بعد أن انسحبت الدولة من دعم الاعلام العام أو الرسمي المملوك للمواطن المصري والمعبر عن هويته وقوميته واحتياجاته وآماله..

 وكان من أهم ما طرح هو قضية الثقافة وعلاقتها بالاعلام حيث ان الإعلام قد تحول إلي التجارة والخبر والدراما التي تنتجها شركات الانتاج وفق معايير شركات الاعلان المسيطرة  والمحتكرة للسوق  فتفرض علي المشاهد توجهات وآراء وفن  يتجاوز حدود الواقع والعادات والتقاليد ويخلق  مجتمعا جديدا لا تحكمه أي ضوابط أو حواكم بدعوي الواقعية واحتياجات ومتطلبات السوق الخاص.. بناء الانسان المصري هو دعوة علي  مثقفي مصر ومبدعيها أن يتبنوها ويدعوا إليها فليس المجتمع مجرد رغيف خبز وطريق واستثمار وغاز وكهرباء فإن الانسان هو الذي يصنع وينتج ويبدع ويحافظ علي ما انتجه وصنعه وأبدعه..

الخريطة العالمية تشكل الحدود الجغرافية ولكن الثقافة مع الاعلام تشكل التاريخ والملامح الانسانية وما يحدث علي مستوي الاعلام يؤكد أن المعركة الكبري التي علينا جميعاً مواجهتها هي معركة بناء الشخصية المصرية، فالارهاب في مصر بكل أسف إرهاب عقائدي وديني في المقام الأول لأن القضية ليست حكما أو سلطة أو حدودا جغرافية أو شرعية ولكنها تداعيات للب الموضوع وعين الحقيقة التي علينا مواجهتها بكل صدق وشفافية... التطرف الديني هو الإرهاب الذي أدي بحياتنا جميعا إلي المهالك، وإلي المواجهة العسكرية علي حدود الوطن وداخل البلاد في الشارع وفي المصلحة وفي الاعلام وفي التعليم والصحة والفكر.. جماعة علماء الأزهر.. أو الدفاع عن الأزهر.. هي جماعة من أساتذة الأزهر وخريجيه الذين تبنوا أفكارا متطرفة ومتشددة  وابتعدوا عن صحيح الدين ووسطيته وسماحته وكان أن أعلن الأزهر عن أنها جماعة لا  تعبر عنه وهو من أنشأها ودعمها وعين أعضاءها  وعين المعلمين والأساتذة ودعمهم بالمال والفكر والبيانات الداعمة الرافضة لأي حركة  تغيير في الخطاب الديني  وفي المناهج الأزهرية وفي موقف مشيخة الأزهر من مجلة الأزهر ومن يرأسها ومن قيادات الأزهر ومن فتاوي وتصريحات العديد من الأزهريين.. الاعلام يخشي أن يتطرق إلي موضوع الأزهر ومشاكله وصراعاته ولا يتبني أي تجديد في الفكر والطرح وانما يرتكز الاعلام الخاص علي برامج الطبخ والفتاوي وعلي الأخبار والحوار والفن  والطبل والزمر، أما الاعلام العام فقد أفرغ مضمونه وقد أصبح صراعا صريحا بين قطاع الأخبار بقيادة صفاء حجازي وقربها من السيد رئيس الوزراء المهندس ابراهيم محلب وبين السيد عصام الأمير والمدعوم من جهات أخري والاعلاميين الكبار في واد آخر وقد أحيلوا الي التقاعد المبكر غير المعلن، والاعلاميون  الشباب الذين ينتمون إلي انتماءات متعددة  بعضهم يرغب في النهوض بالمبني العريق ماسبيرو والآخر لا يهتم إلا بالمرتب والأرباح وايجاد فرصة عمل في الاعلام الخاص داخليا أو خارجيا... الاعلام المملوك للمواطن المصري دافع الضرائب لهذا الصرح الاعلامي العريق والفريد في امكاناته البشرية والتقنية ذلك الاعلام لم يعد رائداً في التنوير والتغيير وبناء الشخصية.. فلا توجد أى خريطة ورؤية واستراتيجية حقيقية للبرامج والانتاج والاعداد سواء للأطفال أو الثقافة أو الدراما أو الفن وقطعاً الخطاب الديني..

كل ما يطرح وما تتم مناقشته هو ميثاق الشرف والمجلس الوطني للاعلام ونقابة الاعلاميين وجميعها مصالح للسلطة أو للمنتفعين، أما الوطن والمواطن فلا نصيب لهما من هذه الكعكة الاعلامية الاعلانية  الانتاجية.. لن نواجه الارهاب بالجندي والشرطي والقضاء فقط.. ولكن ولكن الارهاب يبدأ من الكلمة  والمدرسة الأزهرية والمسجد الموجود بالقرية أو بالحارة، والاعلام الالكتروني الذي يروج للشائعة وللتطرف والاعلام الدولي الذي يعرض ويروع المجتمع من القادم الداعشي أو القاعدي أو الشيعي أو السني... الإرهاب بحاجة إلي اعلام مستقل وطني مستنير له أجندة ورؤية ورسالة واستراتيجية قابلة للتنفيذ.. المؤتمرات مجرد رسائل للدولة وللوطن بأن هناك خللاً وعرضاً لمرض مزمن ضرب أوصال المجتمع والشخصية المصرية..