رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

شهدت هولندا خلال السنوات الأخيرة موجة تطرُف ضد العقيدة الإسلامية وأهلها، بعثت على القلق فى نفوس مسلمي هولندا، ذهبت حدتها لمطالبة «خيرت فيلدرس» رئيس حزب ونائب فى البرلمان بحظر القرآن، ووقف بناء المساجد، واتهامات يعف اللسان عن ذكرها فى الشهر الكريم، وحدثت اعتداءات على أماكن عبادة ونزع الحجاب من على رؤوس نساء مسلمات، وتشجع كُتاب مقالات فى الإساءة للإسلام فى وسائل إعلام مختلفة، وساعد رجل قانون وفيلسوف معروف آخرين فى تأسيس جمعية للمرتدين عن الإسلام.

لكن فشل التطرف كما فشلت الحركات الإرهابية فبثت الخوف من الإسلام والمسلمين بهولندا، واتضح ذلك من جوانب جلية فى مشاهد لا تستطيع العيون إغفالها، بداية من تخصيص كبريات مراكز تجارية أقسام لبيع السلع الغذائية الرمضانية تحت شعار «حلال»، ولم يعد غريباً قراءة عبارات التهنئة بمختلف اللغات فى الأماكن العامة تشارك المسلمين الذى يزيد عددهم على مليون مواطن، أشهرها «كلنا من أجل شهر رمضان، ورمضان كريم».

وقد بعث ذلك على بهجة مسلمى هولندا، حيث تبادلوا صور عرض السلع الرمضانية فى مختلف أماكن بيعها، وعبارات التهنئة الهولندية، مؤكدين ان تلك الظاهرة تعتبر انتصاراً على التطرف السياسى والإرهاب فى وقت واحد.

وعلى عكس الماضى لم يعد أحد الآن من أبناء الجالية الإسلامية فى حاجة لبذل جهد فى تعريف الهولنديين بعبادة صيام رمضان، فاليوم يُبادرك بعضهم أولاً بقول «رمضان مبارك» بلهجة خواجاتى، ثم يتبعها بمشاركتك وجدانياً فى أن ساعات الصيام طويلة هذا العام حيث تبدأ من الثالثة فجراً وحتى العاشرة مساءً أى 19 ساعة، لكن حمداً لله اعتدال الطقس المائل للبرودة نعمة تساعد الصائم على تحمل ترك الأكل والشرب.

لكن يبقى بعض من أسئلة يتسم بعضها بالفضول وأخرى بالطرافة، كأن يستفسر هولندى بقوله: هل يمكن أن يشرب الطفل ويمتنع فقط عن الطعام؟.. وهل ممكن للكبار وضع الماء فى الفم دون بلع للتغلب على جفاف الحلق؟.. وما إلى ذلك من أسئلة تكون فرصة لتوضيح أن الصوم لتهذيب النفس وليس تعذيبها كما يروج أعداء الإسلام فى هولندا، ويمتد الحديث عن الصبر وقوة الإرادة، وأن الامتناع الطوعى عن الأكل والشرب والملذات الأخرى يُشعر الصائم بحاجة الفقراء والمحتاجين.

موجة التطرف السياسى ضد المسلمين قائمة حتى اليوم، تتصاعد وتتراجع بين حين وآخر إلا أن رمضان نجح هذا العام بجدارة فى هزيمة التعصب بهولندا.

[email protected]