رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

ماذا لو «قسم» المصري ما يأكله ـ عند الافطار،  إلي عشرة أقسام.. واحتفظ لأسرته بتسعة أقسام.. وقبل أن يجلس إلي مائدته يكون قد قدم «الجزء العاشر» ليفطر به غير قادر؟ ان من أفطر صائماً محتاجاً له ثواب عظيم..

وهنا أتذكر سلوكيات الإخوة السودانيين، الذين يضعون طعام الإفطار أمام البيوت.. ويجلسون فإذا حان وقت الافطار.. وقف رب البيت ليلح علي كل من يمر أمام داره أن يجلس ويقتسم معه طعام الإفطار، وكل حسب إمكاناته.. حتي ولو كانت كسرة خبز مع قطعة جبن وحبات من التمر.. هنا يتجلي أعظم معاني المشاركة الاسلامية، في السراء وفي الضراء..

●● وإذا كان صعباً علي سكان العمارات أن يفعلوا ذلك  الآن.. وإذا كان صعباً أن تطبخ الأسرة طعاماً ـ زيادةـ علي طعامها لكي تقدمه لمن لا طعام عنده.. فإن علي كل قادر ـ أن يتوقف ـ سواء وهو في ذهابه إلي عمله.. أو عودته منه ليقدم «بعض ما يملك» لمن لا يملك وأتذكر وأنا طفل صغير كيف كنت أحمل وشقيقتي أطباق الطعام الذي تعده الوالدة.. لتدق أبواب المتعففين الذين لا يسألون الناس ونقدم لهم ـ مهما كان الطعام بسيطاً ـ بعضا مما عندنا.. وهنا أركز كلامي علي المتعففين الذين تحسبهم!! وليس علي الذين يقفون علي النواصي ـ حتي وهم يرتدون ملابس عمال النظافة ويقال يستأجرونها نصف  يوم!!

●● وكم من القصص الإنسانية تقف داخل الأبواب المغلقة.. ولا يعلم عنها الناس شيئاً.. وأتذكر هنا حكاية الإمام علي بن ابي طالب،  عليه رضوان الله، ولم يكن في بيته وبيت زوجته ابنة رسول الله علي الصلاة والسلام، إلا تمرات معدودات.. وكيف اقتسمها مع من دق بابه.. حتي لم تعد باقية إلا تمرة واحدة اقتسمها مع زوجته.. وهل هناك إحساس بالمشاركة الانسانية، أفضل من ذلك..

وهذه القصة تعني أن الكمية والنوع لا قيمة لهما عند الاقتسام.. فإذا اقتسم الصائم ـ بعض ما يأكل ـ وأسرع ليقدمه لمن لا يملك هذا يبرز أعظم معاني اشتراكية الإسلام.. وليس شرطاً أن تعطي من يقف يسأل الناس.. المهم أن تعرف من يستحق منهم، ومن لا يستحق..

●● وربما هنا تأتي معاني مائدة الرحمن.. وهي ليست وليدة العصر، بل هي من أعظم ما عرفته الشعوب الإسلامية.. وحتي إن كان السلطان قد بدأها، فإنما بدأها ترسيخاً لمعني المشاركة الذي رآه السلطان متجليا بين القادرين من شعبه..  وهنا ـ ودون أن أجرح مشاعر شقيق سوري يرفض أن يمد يده، بل يصر علي أن يأكل من ناتج  ما يعمل.. أقول: لماذا لا تنتشر موائد الرحمن في المناطق التي لجأ اليها الأشقاء السوريين.. ليجلسوا معاً جميعاً، المصري المقيم.. القادر وغير القادر.. مع السوري الذي لم يعرف الأمان  إلا في مصر، فجاءها طالباً الحماية  والملجأ.. أليس ذلك هو المعني الأعظم لموائد الرحمن في رمضان؟..

●● تعالوا نتسابق لتقديم بعض ما نملك لمن لا يملك مصرياً كان أو سورياً، فالكل أشقاء في المحن.. وفي السراء والضراء علي حد سواء.