رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قارئى العزيز.. هل حدث يوما أن انفردت بنفسك, وسألتها بشجاعة وصدق... هل أنا انسان مثقف؟ أم نصف مثقف؟ أم غير مثقف؟!!. ممممم...

وبافتراض أنك طرحت هذا (السؤال) بالفعل... فللإجابة عنه يتعين أن يكون هناك وحدة قياس, أو بمعنى آخر مجموعة من العوامل أو الشروط المحددة لنقيس عليها الإجابة....

وأتذكر معكم بأننى كنت قد استمتعت منذ سنوات بقراءة مقال مترجم للفرنسى «دوبريه», والذى لم يكن مجرد مفكر يسارى أو فيلسوف متمرد على مثالب عقود طويلة من القهر والظلم الإنسانى, بل كان منارة تنويرية... وقد حدثنا «دوبريه» فى هذا المقال عن ستة شروط يجب توافرها فى الشخص المثقف، وسأحاول إيجازها:

أولا: أن يكون على درجة لا بأس بها من الإلمام بالتركيب الطبيعى للعالم الذى يعيش فيه, بمعنى أن يعرف القواعد الأساسية لعلوم الطبيعة والفلك, أى المواد التى تتألف منها الشمس والأرض والنجوم، وباختصار فإن مجمل تلك العلوم يقول بأننا كنا وحدة واحدة انفصلت أجزاؤها, والسبيل إلى الوقوف على هذه الوحدة هو دراسة (التركيب الذرى).

ثانيا: أن يكون أيضا على دراية ببعض قواعد علم تطور الأحياء، وهو تاريخ طويل مثير, حافل بالعجائب والغرائب والأسرار, يتيح التعرف على مراحل تطور الإنسان وعلاقته بالمخلوقات الأخرى, وماذا يربطه بالحيوانات؟ فيما يتشابه وفيما يختلف, وكذلك يعرفنا بالعوامل التى تعمل على بقائنا أو فنائنا, وكيف تكونت الأسنان وكبر المخ وظهرت الغدد الصماء و.... إلخ.

ثالثا: أن يضطلع على الحركات الكبرى فى التاريخ البشرى, وخاصة تلك الحركات التى فتحت ميادين جديدة للفهم، حيث أن هناك بعضا من الحركات البشرية الهادمة التى أشعلت التاريخ ضجيجا لا طائل من ورائه، والتى لن نخسر شيئا إن جهلناها, ولكن «دوبريه» قصد الحركات البنائية الارتقائية والتى لايزال آثارها باقيا كاكتشاف المصريين للزراعة والذى أخرج البشر من حياة الغابة إلى حياة التمدن, وكذلك اختراع الكتابة، واكتشاف الذرة وغيره.

رابعا: أن يعرف المثقف من علوم الاجتماع والأنثربولوجيا والقانون وغيرها ما يمكنه من معرفة النظم التى يعيش بها البشر فى المجتمعات المختلفة, سواء من أيدلوجيات ونظم حكم, وكذلك القواعد المنظمة للزواج وإدارة الثروات وتوزيعها, والطرق المتبعة فى أمور كالتعليم والصحة وغيرهما, وأسباب تقدم أمة وتأخر آخرى وهكذا.

خامسا: دراسة الأديان والفلسفات القديمة والحديثة, الشرقية منها والغربية,.... فالفلسفة حاولت الوصول بالعقل إلى ما وصلت إليه الأديان بالوحى, ودراسة ذلك تساعدنا فى معرفة أسس القيم البشرية.

أخيرا: دراسة الفنون والاداب والموسيقى, لتعميق الإحساس والارتقاء بالوجدان, وهنا يروق لى أن أشير الى أهمية ممارسة الفنون لا التوقف فقط عند دراستها, فممارسة الكتابة والرسم والنحت والرقص والغناء تؤصل لإنسانيتنا.

هذا ملخص الشروط الستة للمثقف عند «دوبريه»... والآن دعونا نصارح أنفسنا أعزائى كم من 6 سيأخذ كل منا؟... وماذا تنوى أن تفعل.