رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

«بشر» يرحل وتبقى أعماله وجوائزه خالدة

الدكتور «كمال بشر»
الدكتور «كمال بشر»

غيّب الموت العالم واللغوى الدكتور «كمال بشر»، ووارى جثمانه الثرى فى قريته بمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، ويعد الدكتور كمال بشر، من كبار اللغويين فى عصرنا الحديث، وهو عالم مصرى ولد عام 1921 بقرية «محلة دياي» في مركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ ثم التحق بالكتاب عام 1927م واستطاع أن يحفظ القرآن فى تسعة أشهر. والتحق بعد الكتاب بالمعهد الأزهرى الابتدائى بدسوق عام 1932م ثم بالمعهد الثانوى الأزهرى بالإسكندرية، قبل أن ينتقل إلى كلية دار العلوم، وكان «بشر» فى طليعة الطلاب الذين وقفوا فى وجه الحكومة ينادون بتحويل دار العلوم من مدرسة عليا إلى كلية تتمتع بما تتمتع به سائر الكليات.

وبعد إضراب ومظاهرات وبوليس ونيابات صدر المرسوم الملكى بتحويل دار العلوم إلى كلية وضمها إلى جامعة فؤاد الأول بالقاهرة.

وكان الدكتور كمال بشر من أول الخريجين فى أول سنة يحصل عليها طالب دار العلوم على درجة الليسانس بتقدير ممتاز، ثم حصل على دبلوم المعهد العالي للمعلمين في التربية وعلم النفس عام 1948. سافر إلى بريطانيا عام 1949 ليحصل على درجة الماجستير في علم اللغة المقارن عام 1953، ثم الدكتوراه في علم اللغة والأصوات عام 1956، ثم عاد إلى مصر مدرسا بكلية دار العلوم، ثم ترقى حتى وصل إلى درجة الأستاذية، ثم عميدا للكلية عام 1973. عمل بشر في العديد من الجامعات في دول كثيرة - منها: السعودية وقطر والإمارات والكويت والبحرين والأردن وتونس - أستاذا لعلم اللغة العربية، ومحكما للإنتاج العلمي في مجال تخصصه، ومشاركا في المؤتمرات اللغوية العلمية، وكاتبا في المجلات العلمية المتخصصة.

قدم بشر للمكتبة العربية عشرات المؤلفات والأبحاث العلمية في علوم اللغة، ومئات المقالات واللقاءات الإذاعية والتليفزيونية، وكان عضوا بالمجلس القومي للتعليم والمجلس القومي للفنون والآداب، وعضوا بالمجالس القومية المتخصصة، وعضوا بالمجمع العلمي المصري، ورئيسا لجمعية «حماة اللغة العربية».

تم اختياره عضوا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة عام 1985، كما اختير عضوا بالمجمع اللغوي بدمشق، ووصل إلى منصب الأمين العام لاتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية، ثم نائب رئيس المجمع اللغوي بالقاهرة.

نال بشر جائزة الدولة التقديرية عام 1991، ووسام العلوم والفنون من الطبقتين الأولى والثانية. ومن آرائه أن «وظيفة مجمع اللغة العربية فيما مضى كانت تتركز على الأساسيات، وهي النظر في اللغة وثقافتها ومشكلات ذلك واقتراح الحلول لهذه المشكلات، ولكن في موقع ضيق معروف بالمجمع، ولكن الوقت تغير وينبغي للمجمع أن يحاور المجتمع في فترات مختلفة من الزمان، وفي مواقعه المختلفة في المكان». ويعزو ذلك إلى أن «العلاقة بين المسئولين وعامة الجماهير، الذين يُفترض أن المجمع يقوم بتلبية ما يحتاجون إليه فعلا من الثقافة اللغوية والأدبية بل والعلمية أيضا، مفقودة». ولقد توالت مشاعر الحزن على رحيل العالم الجليل الدكتور «كمال بشر» عبر شبكات التواصل الاجتماعي فقال الأستاذ بكلية الآداب جامعة المنوفية خالد فهمي إن وفاة العلامة الكبير الدكتور كمال بشر هي خسارة علمية كبيرة لأحد أهم أعلام اللغة العربية في الوقت الحاضر، وأحد أبرز من خدمها بحثا وتطبيقا، سواء في الجامعات ومراكز التدريب المختلفة أو في مجامع اللغة العربية. وأعرب فهمي عن أمله أن يلقى بشر التكريم الذي يليق به كعالم ولغوي وباحث من قبل المؤسسات والهيئات اللغوية والثقافية في مصر والوطن العربي والإسلامي. وبدوره، قال المتخصص في علم المقاصد الدكتور وصفي عاشور: إن الدكتور بشر قضى أكثر من نصف قرن يخدم اللغة العربية، أستاذا في كلية دار العلوم، وهي أهم محاضن العربية في الوقت الحاضر، وله آلاف التلاميذ الذين يعرفون قدره في مصر والعالم العربي. للدكتور كمال بشر سجل حافل من النشاط الأكاديمي:

فهو من الرعيل الأول الذي نشر علم اللغة الحديث بالجامعات العربية، فقد نهض بتدريسه بجامعة الملك سعود، وبكلية التربية وكلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية بقطر، وبكلية الآداب بجامعة الإمارات وبجامعة الكويت، وبمعهد بورقيبة للغات، هذا بالأصالة إلى تدريسه بكلية دار العلوم وبكلية الآداب والإعلام بجامعة القاهرة وبكلية البنات وكلية الألسن جامعة عين شمس وبمعهد البحوث والدراسات العربية بمعهد الفنون المسرحية وبمعهد الدراسات والبحوث الإفريقية. الدكتور بشر مدرسة وحده في إعداد الباحثين اللغويين: منهجيًّا وثقافيًّا. فقد أشرف على عدد كبير منهم بكلية دار العلوم وبكلية الآداب جامعة القاهرة وبمعهد البحوث والدراسات العربية وبجامعة الأزهر. وشارك في فحص الإنتاج العلمي والبحوث العلمية (للنشر أو الترقية) في مصر والسعودية والإمارات والأردن والكويت وفلسطين والبحرين. أما نشاط الدكتور بشر في التأليف فواسع ومتنوع، وقدر لمؤلفاته أن تنشر أكثر من مرة، وأن تكون مراجع موثقة لكل الباحثين في علم اللغة، ومن كتبه: قضايا لغوية، 1962م. علم الأصوات، نشر عدة مرات وأعيد تنقيحه وطبعه 1999م. دراسات في علم اللغة، 1996م. دور الكلمة في اللغة، وهو ترجمة لكتاب: words and their uses، ، وقد نشر أول مرة سنة 1962م، وأعيد طبعه أكثر من خمس عشرة مرة. علم اللغة الاجتماعي، نشر أول مرة سنة 1992م، وأعيد طبعه (منقحًا) سنوات 93، 94، 1995م.

خاطرات مؤلفات في اللغة والثقافة، 1995م. اللغة العربية بين الوهم وسوء الفهم، نشر سنة 2000م. فن الكلام، 2003م.

ولا يقتصر نشاط الدكتور بشر الدائب على الجانب الأكاديمي والتأليف والعمل المجمعي بل نجده دائمًا حاضرًا ونافعًا في المنتديات العامة وفي المؤتمرات العلمية وفي الندوات الثقافية والدورات التدريبية ونشير فحسب إلى مشاركته في: مؤتمر خبراء اللغة العربية في تونس، ومؤتمر سيبويه بشيراز 1974م، ومؤتمر (الرصيد اللغوي) بتونس، ومؤتمر تعليم اللغة العربية لغير العرب بالرياض، ومؤتمر اللغة العربية في جامعات الخليج.

ومشاركته في: الدورات التدريبية في اللغة العربية للمذيعين بمصر 1966م حتى الآن. الدورات التدريبية في اللغة العربية للمذيعين في السعودية وقطر والإمارات العربية. تقديم المادة العلمية لبرنامج إذاعي خاص باسم (لغة الشعب) والمادة العلمية للموسوعة العالمية العربية بالسعودية. بالإضافة إلى إشرافه على ترجمة معجم المصطلحات اللغوية ومراجعته مراجعة نهائية 1983م. نال تقديرًا عاليًا في مصر وفي العالم العربي. فنال جائزة الدولة

التقديرية 1991م، ونال وسام العلوم والفنون من الطبقتين الثانية والأولى. كما نال جائزة صدام في الدراسات اللغوية عام 1987م.