رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

عقب منحها جائزة نوبل للسلام لهذا العام، وصفت منظمة «نيهون هيدانكيو» للناجين من القنبلة الذرية فى مدينتى «هيروشيما» و«ناجازاكى» خلال الحرب العالمية الثانية الوضع فى غزة بما حدث فى اليابان قبل 80 عاماً، ربما لاحظت تلك المنظمة ما لم تلاحظه الولايات المتحدة الأمريكية المجرم الأول فيما حدث والشريك الحالى فيما يحدث الآن فى غزة والأراضى العربية على يد «نتنياهو» وأتباعه، وعلينا من باب تفسير الماء بالماء أن نوضح أوجه التشابه التى ترقى لدرجة التطابق بين الجريمتين رغم مرور ثمانية عقود بينهما، ربما نحافظ على حياة عدد من أطفال فلسطين «الأيتام» ممن فقدوا عائلاتهم بالكامل كشهود عيان على تلك الجرائم فى المستقبل البعيد.

الوجه الأول:

الدمار والخراب وعدد القتلى، هى السمات الأبرز فى الحالتين، فإذا كان عدد القتلى فى «هيروشيما» و«ناجازاكى» يقترب من 100 ألف شخص، فإن هذا العدد يظل نسبياً بسبب المشاكل المتعلقة بتعداد السكان اليابانيين فى زمن الحرب، ثم الرقابة الصارمة و«كتم الأصوات» والسرية التى فرضتها الولايات المتحدة على التأثير الإشعاعى ومن قتلوا نتيجة التعرض لهذا الإشعاع الذرى لاحقاً، وهذا ما ينطبق على غزة ويتطابق معها، فرغم البيانات الرسمية التى تشير إلى أن عدد الضحايا تجاوز الأربعين ألف شهيد، فإن هناك مخاوف كما ذكرت صحيفة «الجارديان البريطانية» من أن يصل عدد الضحايا إلى 186 ألف فلسطينى بسبب سوء التغذية ونقص الرعاية الصحية التى سببتها الحرب.

الوجه الثانى:

بعد إلقاء الولايات المتحدة القنبلة الذرية على «هيروشيما»، لقى أكثر من 90% من سكان وسط المدينة حتفهم، وحمل ألفى طفل لقب يتيم بعد أن قضت القنبلة على عائلاتهم بالكامل، وماتت كل أسر النازحين تقريباً، وتوضح شهادة «شوسو كاواموتو» أحد الناجين من «الهيباكوشا» وهم الأطفال الأيتام الناجين فى هيروشيما، أن الطريقة الوحيدة التى تمكن بها الأطفال من البقاء على قيد الحياة هى كشط الطعام المتبقى فى الأوانى، ويؤكد «شوسو» أنه رأى العديد من الأطفال يموتون جوعاً، وإن بعضهم مات والحجارة فى أفواههم!

أليس هذا ما يحدث فى غزة الآن، ثم أضف إليه وعليه، الإجرام والفجور المتزايد وغير المسبوق للكيان المحتل باستهداف موظفى ومقرات إغاثة اللاجئين «الأونروا» فى فلسطين، وقصف قوات حفظ السلام الدولية «اليونيفيل» فى جنوب لبنان.

الوجه الثالث:

الإبادة المقصودة، صباح يوم السادس من أغسطس 1945 الساعة الثامنة والربع و17 ثانية، أسقطت الولايات المتحدة القنبلة الأولى «الولد الصغير» وتزن 5 أطنان على «هيروشيما» التى يسكنها نحو نصف مليون نسمة، وفى صباح التاسع من أغسطس فى الساعة الثامنة والنصف ألقت القنبلة الثانية «الرجل الثمين» على مدينة «ناجازاكى» التى يسكنها ربع مليون نسمة، المفارقة هنا الفارق الزمنى بين إلقاء القنبلتين، فلم تتراجع الولايات المتحدة عن الضربة الثانية رغم الدمار الشامل الذى سببته الأولى وسجلته آلات التصوير التى رافقت الحدث!، هذا الدمار الشامل والمتعمد هو انعكاس لما نشاهده فى غزة الآن، فـ«بيبى» اليوم تلميذ لـ«بيبى» الأمس.. طريق الإجرام واحد!

الوجه الرابع:

المساواة بين عشرات الجنود وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، فعند زيارة «أوباما» كأول رئيس أمريكى فى الحكم يزور «هيروشيما»، مايو 2016، لم يعتذر عن هذا الفعل الآثم، وعبر بلهجة عاطفية عن حزنه الذى جمع فيه بين أكثر من مائة ألف رجل وامرأة وطفل يابانى، وعشرات الأمريكيين الذين كانوا أسرى!، ثم يستغل هذا الحدث كفرصة للتأكيد على تعهدات بلاده بالاستمرار فى تحقيق الأمن والسلام!

الخلاصة

سلام «الراية البيضاء» قد يصلح فى إنهاء حرب وليس فى اغتصاب أرض!

وهذا الفارق الوحيد الذى وجدته بين الحالتين.

[email protected]