رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

المحدال 

 أصيبت إسرائيل بلوثة فائض القوة بعيد انتصارها المفاجئ و المدوي في حرب الايام الستة 1967 و التي اسفرت عن نتائج كارثية علي المستوى الاستراتيجي و المعنوي ووصل الغرور القاتل لدرجة جعلت موشيه ديان يصرح في لقاء متلفز بأنه ينتظر بلهفة قرب الهاتف لتلقي مكالمة الاستسلام من الزعماء العرب ،سريعا لم يتاخر العرب عليه فكان ردهم الحاسم و المتحدي هو اللاءات الثلاث لمؤتمر الخرطوم الشهير ،ثم اجتمع عبد الناصر مع قادة القوات المسلحة و سألهم عن كيفية استعادة زمام المبادرة وطريقة وقف هذا التطاول الوقح فقال له الفريق عبد المنعم رياض رئيس الاركان الذي كان قد تولى منصبه للتو "لقد عرفت يا سيادة الرئيس من أين سوف ننال منهم إنها ثغرة الغرور" و بالفعل دفعت إسرائيل ثمّنا باهظاً لهذا الغرور المريض فكانت حرب الاستنزاف مقدمة منطقية لملحمة العبور العظيم لأكبر مانع مائي و اجتياز و تدمير خط بارليف الحصين هذا الإعجاز العسكري كان بمثابة مفاجأة مذهلة زلزلت الأرض من تحت أقدام الدفاعات الاسرائيلية المتغطرسة اعقبها اندفاع مباغت و جرئ للقوات المصرية عبر التحصينات التى لم تخترق منذ ستة سنوات ثم صد الهجوم التكتيكى المضاد للدبابات الاسرائيلية و التخندق باستماتة بطولية بعمق عشرة كيلومتر ،عندئذ كانت تل أبيب غارقة في ظلمات الحزن و أنين الرعب و كانوا قادتها جولدا مائير و موشية ديان في حالة صدمة مفزعة من أصوات الجنود الاسرائيليون الذين كانوا يبكون كالاطفال و يصرخون كالنساء يتأوهون من شلال الدماء يتملكهم ذعر من يتعرف لأول مرة معنى الحرب الحقيقية و القتال وجهاً لوجه امام رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه يتمنون الموت في سبيل تحرير الوطن من دنس الخزي و عار الهزيمة كانوا يحلمون و ينتظرون بفارغ الصبر تلك اللحظة الفاصلة لاستعادة كرامتهم و شرفهم العسكري و هذا ليس من قبيل المبالغة المجازية و انما تؤكدها الاحصائيات الرسمية لخسائر إسرائيل من القتلى والجرحى حيث جاء علي لسان الناطق باسم الوكالة اليهودية آفي مائير ان عدد القتلى بلغ (2656) وعدد الجرحى (7251) جريحا ومعاقا، بالإضافة إلى أن هناك آلاف أُصيبوا بمرض الصدمة الدائمة ، و يكفي تصريح وزير المالية انذاك بنحاس سابير الذي قال ان إسرائيل لم تتعرض منذ ان أصبحت دولة مستقلة ذات سيادة وخلال 25 سنة من قيامها لخطر الدمار كما حدث في ذلك اليوم المصيرى كان بيننا وبين القضاء علينا خطوة واحدة، هذه التجربة المريرة أجبرتهم علي فتح تحقيق قضائي من خلال لجنة أجرانات التي  جرى تكوينها في 21 نوفمبر 1973 للتحقيق في القصور الخطير وخلصت  إلى أن أسباب الفشل بأن مصر لن تهاجم دون أن تكون متفوقة من ناحية القوات الجوية، و بأن مناورات الجيش المصري لا تعتبر استعدادًا للحرب و أوصت بتشكيل لجنة وزارية للدفاع وتعيين مستشار لرئيس الوزراء لشؤون المخابرات كما أوصت بإقالة إلياهو زعيرا مدير المخابرات العسكرية "أمان" وكذلك رئيس الأركان ديفيد بن اليعازر و قائد الجبهة الجنوبية شلومو جونين وكذلك عدد من ضباط الاستخبارات. ووثق كتاب المحدال او التقصير باللغة العبرية الذى شارك فى تأليفه مجموعة من الصحفيين والمراسلين العسكريين تتضمن صفحاته شهادات جنود وضباط اسرائيلين شاركوا فى حرب أكتوبر

بالطبع لم يكن مسموحاً أميركياً أن تُهزم إسرائيل، أو أن تفقد قدرتها على إخافة من حولها. فوصل المدد الامريكي يوم 12 اكتوبر بالمعدات الإلكترونية الحديثة والدبابات المتطورة والطائرات الحربية وبمجموعة قيادة وعدد هائل من الطيارين وأطقم الدبابات ومشغلى المعدات المعقدة التى لم يكن الجيش الإسرائيلى يعرف عنها شيئاً ولا يستطيع استخدامها. و الاقمار الصناعية اثبتت قدرة الجيش المصرى الإطباق على القوات الإسرائيلية فى الثغرة لذا حذر كيسنجر  السادات من أنه فى حالة إصدار الأمر بتصفية الثغرة فإن الجيش الأمريكى سيتدخل بشكل كامل لمنع إبادة القوات الإسرائيلية.

في نهاية المطاف، لاشك أن الحروب تقاس بنتائجها السياسية لقد كان السادات قائد فذ سابق عصره ذو رؤية و بصيرة ثاقبة فمواقفه و سياساته أثبتت العقود مدي صوابها فقد تنبأ بأنها ستكون آخر الحروب فلم تجرؤ دولة عربية او غير عربية علي محاربة إسرائيل لانه ذكر السبب الحقيقي و هو انه لا يستطيع محاربة امريكا و انها تملك 99 % من اوراق اللعبة في  الشرق الأوسط فهل تغير شيئا!! الفاتحة لروح بطل الحرب و السلام.