رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لوجه الله

الحكمة.. هى أعظم الصفات التى يمكن أن يتصف بها إنسان.. وهى صفة من صفات المولى عز وجل.. وهبها أنبياءه.. وإن نالها بشر رفعته لمصاف الأنبياء.. ولقمان الحكيم مثال لذلك.. لذا فالتعامل مع الحكمة أمر عصى على كثير من البشر.. فعلا أو إدراكا لمقاصدها وأحوالها.. فربما مابدا لك شر.. كان فى باطنه الخير كله.. ومابدا لك خيرًا كان فى باطنه الشر كله. 
ويكفى هنا الإشارة إلى ما شهده نبى الله موسى مما يبدو شرا مطلقا مع عبدالله الصالح الخضر عليه السلام.. فلم يطق موسى النبى المرسل صبرا أو يتسع عقله لإدراك حكمة الاقدار فيما فعله الخضر عليه السلام. 
وهناك حكمة يابانية من قصص الساموراى.. تشير إلى أن إدراك الحكمة أمر يستعصى على كثير من البشر.. وقد تجد نفسها عاجزة عن تحريك الأحداث حولها. 
فتقول القصة.. تعرضت إحدى البلدات لغزو من قبيلة أخرى أثناء انشغال الساموراى عن بلدتهم.. نهب اللصوص كل ذهب ومؤن القرية.. فقرر الساموراى التحرك لمحاربة اللصوص.. رغم صعوبة الطريق وبعد المسافة.. وبالفعل توجه الساموراى إلى اللصوص.. وخاضوا معهم معركة ضارية.. انتهت بانتصار الساموراى واسترداد مؤنهم وذهبهم. 
وفى طريق العودة.. أشار أحدهم بأن طريق البحر هو الأقصر للعودة إلى وطنهم سريعا.. وبالفعل على شاطئ البحر.. كانت هناك سفينة ضخمة وافق ربانها على اصطحابهم إلى وطنهم.. وفى طريق العودة.. لاحظ الساموراى أن مؤنهم بدأت تقل دون مبرر واضح.. اشتكى الرجال إلى الحكيم الذى كان يصطحبهم فى كل معاركهم.. فقال هذا الربان لص ورجاله لصوص انقضوا عليهم وتخلصوا منهم جميعا حتى تستطيعوا العودة إلى وطنكم.. فقال بعض الساموراى.. ان قتل الرجال من أجل الطعام.. ربما كان الربان ورجاله جائعين والطريق طويل.. ويكفى انهم يحملوننا إلى وجهتنا.. أيام قليلة وبدأت السرقات تزيد وتتخطى حجم إطعام الربان ورجاله.. غضب الساموراى.. وحاول بعضهم التحدث إلى الربان بعد أن امرهم الحكيم بذلك قبل القتال.. إلا أن الربان فاجأهم بالقول إنه مضطر للتوقف لحمل بعض الرجال لإعادتهم إلى وطنهم أيضا.. وعليهم إخلاء بعض المساحات فى السفينة لهم.. ساعات وصعد إلى السفينة أعداد كبيرة من الرجال المدججين بالسلاح.. بدأت السرقات فى التنامى.. وامتدت إلى ما معهم من ذهب وأموال.. ووجد الساموراى أنفسهم عائدين إلى وطنهم وأهلهم بلا مؤن أو ذهب.. وتساءلوا فلماذا كان الخروج والقتال إذن.. وماذا سنقول لأطفالنا الجوعى.. فأمرهم الحكيم بمقاتلة الربان ومن معه والاستيلاء على السفينة للعودة بأموالهم إلى الوطن.. منبها بأن خسائرهم هذه المرة ستكون كبيرة بعد أن زاد عدد اللصوص وتمكنوا من أركان السفينة.. وقد تبين أن المسلحين جميعا أتباع للربان اللص.. فى اليوم التالى.. وقبل بدء المعركة.. هبت عواصف شديدة.. واستحالت الامواج إلى جبال تهدد الجميع بالغرق.. وبدأ كل من على المركب فى العمل لإنقاذ السفينة من الغرق.. وقبل أن يبدأ الساموراى المعركة عادوا مجددا للحكيم.. وكان السؤال الصعب.. أنقاتل اللصوص ونعجل بغرق السفينة وموت الجميع.. أم نعين الربان على العواصف.. ونموت جوعا مع أطفالنا.. هنا انفعل الحكيم قائلا اخترت لكم الحياة.. والآن تخيروننى بين موت وموت.. لا حكمة فى مصاحبة الحمقى.. وهب واقفا شاهرا سيفه وألقى بنفسه من السفينة.