رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

علي جمعة: لم نرَ قلة الأدب وسوءه إلا في عصر نكدٍ كهذا

بوابة الوفد الإلكترونية

 قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق، أن رسول الله “عليه الصلاة والسلام”، وصانا ألا نخاف إلا من رب الناس، وألا نخاف من أحدٍ في العالمين، وأن نبلغ دينه كما ارتضاه لنا.

وتابع جُمعة: أخرجنا الناس من الظلمات إلى النور، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، وذهبنا شرقًا وغربًا حتى وصلنا في أقل من مائة عام إلى الأندلس، ففتحناها وأزلنا ما بها من ظلمٍ وجبروت، وإلى الهند فدخل الناس فيها في دين الله أفواجًا من غير إكراه، ومن غير حملٍ لأحد على أن يترك هويته ولا لغته ولا ملبسه ولا مأكله ولا ثقافته، غزونا العالم بالخير بالمعروف.

 وأضاف: بذل علماء المسلمين الجهد الكبير فرأيناهم وضعوا المنهج للتوثيق لتوثيق القرآن الكريم، ولتوثيق السنة المشرفة ورأيناهم وضعوا الأدوات لفهم هذا الدين بلغةٍ عربيةٍ صحيحة فصيحة، ورأيناهم استنبطوا الأحكام وناقشوا الأدلة بتنوعٍ وحرية وانطلاق ذهن ملأوا العالم خيرًا، لم نسمع منهم أنهم يستبطنون السخرية من الأئمة الأعلام ولا من مصادر الشريعة الغراء، لم نسمع منهم إلا أنهم احترموا العلم والعلماء واحترموا صحابة رسول الله ﷺ، وكان أحدهم في حرية ذهنه وفي استنباطه واجتهاده من المصادر الشرعية المرعية كان إذا خالف واحدًا من أكابر الصحابة قال: ذلك مبلغ علم عمر رضي الله تعالى عنه، ذلك مبلغ علم عائشة رضوان الله عليها، ذلك مبلغ علم عبدالله بن مسعود إلا أن عبدالله بن عباس خالفه يحتمي به.

 وأشار جمعة إلى أنه لم نرَ قلة الأدب وسوءه وقلة الحياء إلا في عصر نكدٍ كهذا العصر الذي نعيش فيه، يشوشون على العقل كيفية التفكير المستقيم، ثم بعد ذلك رمتني بدائها وانسلت.

 واستطرد جُمعة، أن هؤلاء العلماء الذين عاشوا يدافعون عن العقلية العلمية وعن المنطق في أجلى صوره، يُتهمون بعد ذلك بأنهم لا يعرفون العقل، ولذلك كلمناهم وناقشناهم أتعرفون العقل أنتم؟ وما العقل؟ العقل عرفوه بأنه نور إلهي يلقيه الله - سبحانه وتعالى - في قلب الإنسان، ونتساءل هل تشعرون أيها الفسقة الفجرة بنورٍ في قلوبكم؟ يضحكون ويسخرون ويسألون: وما هذا النور؟ إذا كان الله - سبحانه وتعالى - قد حرمك من نور العقل، ولم تشعر بحلاوة الإيمان فعلامّ تجادل ومن تجادل؟ إن الله - سبحانه وتعالى - قد حجبك عن الحق وحجبك عن الأنوار ولم يكشف لك الأسرار، فمن أنت؟ أنت تحولت إلى ما لا يزيد على اثنين من الجنيهات نشتري به موادك التي سيؤول إليها جسدك بعد أن خيبت نفسك بهذا الهراء، أما الذي ألقى الله في قلبه نورًا فهو الإنسان المكرم الذي قد خرج من أسفل سافلين بالإيمان والعمل الصالح.