رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ندى

لتبقى كلماته أثرا وشاهدا على قلم طالما ناصر الحق وبحث عن الحقيقة، ومثلما عاش بيننا هادئا مسالما، كان رحيله هادئا مفاجئا مفجعا لقلوبنا.. رحم الله الكاتب الصحفى ورئيس قسم الخارجى السابق بـ«الوفد»، الأستاذ صلاح صيام، وها هو مقاله قبل الأخير، الذى كان حريصا على كتابته حتى فى لحظات مرضه.

بعد أن عافانى الله من «عضة الكلب المميتة» ألح عليَّ سؤال، كيف نحل مشكلة الكلاب الضالة قبل أن تستفحل، خاصة أنها موجودة فى جميع أنحاء البلاد، وكيف نوازن بين حياة الكلاب وأمان البشر.

المشكلة لها أبعاد كثيرة، منها أن الدولة تنفق مئات الملايين على علاج المواطنين الذين يتعرضون يوميا للعقر من الكلاب الضالة، فضلا عن الأموال التى ينفقها المواطنون، ووقوع وفيات كثيرة بمرض «السعار»، خاصة عند الأطفال الذين يتعرضون للاعتداء من الكلاب الضالة، ثم يخافون أو يهملون إبلاغ أهاليهم بذلك، كما أننا نستورد المصل أو اللقاح المستخدم فى علاج السعار، وإنتاجه أصبح قليلاً وغير متوافر فى الأسواق، لأن معظم الدول تغلبت على مشكلة الكلاب الضالة، وبالتالى ينخفض الطلب على المصل، وانتشار الكلاب الضالة بهذا الشكل المخيف - 400 ألف شكوى سنوياً - يعكس صورة سيئة عن مصر أمام زائريها الأجانب، سواء كانوا سائحين أو مستثمرين أو مسئولين، كما يؤثر سلباً على الاستثمار والسياحة حتى فى المدن السياحية مثل شرم الشيخ.

وتقع الدولة بين فكى الرحى، فإذا تحركت لتلبية استغاثات المواطنين وإنقاذهم من الكلاب الضالة فإنها تتعرّض لهجوم شديد من منظمات المجتمع المدنى المصرية والدولية، وإذا تقاعست فى التعامل تتعرّض لانتقاد وهجوم كبير وأشد من المواطنين.

وهناك منظومة متكاملة لابد أن تسير جنبا إلى جنب، أولا تطعيم وتعقيم جميع الكلاب الضالة فى الشوارع وتعقيرها حتى لا تتكاثر، وأيضاً تلجيمها من أجل كبح جماحها حتى لا تؤذى المواطنين.

كذلك جمع القمامة من المنازل حتى لا تتكدّس فى الشوارع وتتجمع حولها الكلاب، وتسهم فى تكاثرها وزيادتها.

فى عام 2015 أنشأ المهندس أحمد الشوربجى ملجأ للكلاب سماه «أمل»، وأتبعه بآخر ليضمّ أكثر من 250 كلبا ضالا أنقذها من الشوارع برعاية 13 موظفا.

ويؤمّن «الشوربجى» حوالى 40% من تمويل المشروع فيما يأتى المبلغ المتبقى من تبرعات الأفراد، ويرى أن الحل الأمثل هو إجراء عمليات تعقيم (الإخصاء) للكلاب الضالة وتحصينها من مرض السعار، ويطالب بضرورة إجراء عمليات التعقيم بدلا من ملايين الدولارات التى تدفعها الحكومة لاستيراد السم.

وفى عام 2017 أصدرت مديرية الطب البيطرى فى محافظة بنى سويف تقريرا يفيد بالقضاء على أكثر من 17 ألف كلب ضال فى شوارع المحافظة بناء على شكاوى الأهالى، كما خصصت محافظة البحر الأحمر مكافأة نقدية قيمتها 100 جنيه لمن يمسك بخمسة من الكلاب الضالة ويسلمها لمديرية الطب البيطري، ولكنها تبقى جهودا فردية لا ترقى إلى الحلول الجذرية.

وحديثا أعلنت لجنة الزراعة والرى بمجلس النواب، موافقتها على مشروع قانون مقدم من النائب أحمد السجينى و60 نائباً بشأن تنظيم حيازة الحيوانات الخطرة واقتناء الكلاب، وذلك من حيث المبدأ.

ويؤكد مشروع القانون وجود حاجة ملحة لوضع نظام قانونى منظم لاقتناء وتداول الحيوانات الخطرة والكلاب فى ظل تعدد حالات استخدامها فى اعمال إجرامية، وأن مشروع القانون يتبنى ثلاثة مسارات، اقتناء بعض الحيوانات الخطرة بدون ترخيص، وظاهرة اقتناء الكلاب لدى المواطنين، والتعامل مع ظاهرة انتشار  الكلاب الضالة فى ضوء اهتمام جمعية الرفق بالحيوان.

وصف النائب أشرف أمين، عضو مجلس النواب، تصريحات الدكتور محمد سيف، الأمين العام للبيطريين، التى أكد فيها أن آخر تقرير إحصائى للكلاب الضالة فى مصر قدر عددها بـ20 مليونا، وأن هناك إحصائيات قدر عددها بـ30 مليون كلب ضال، بالكارثة التى تتطلب تدخلًا عاجلًا من الحكومة لمواجهة هذه الأزمة.

وتساءل أمين عن الإجراءات التى اتخذتها الحكومة لعلاج هذه الأزمة، مشيرًا إلى أن هناك العديد من حالات وفاة المواطنين بسبب الكلاب المسعورة، ومنها وفاة الطبيبة الشابة مروة محمد القرشى بمعهد القلب، والتى توفاها الله إثر أزمة قلبية مفاجئة عن عمر 32 عاماً بسبب تعرضها للخوف والفزع الشديدَين من التفاف الكلاب الضالة حولها.

 

[email protected]