عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حديث المصطبة حديث ذو شجون، حيث يجتمع الاهل والجيران بعد يوم طويل من العناء والكدح والعمل فى الحقل، على المصطبة ليتبادلوا أطراف الحديث عن حياتهم ومشكلاتهم فى أجواء من الألفة والمحبة والمشاركة فى السراء والضراء والتعاون المثمر والحميمية المتبادلة وجلسات المصطبة، تتناول الاحداث الجارية والمشكلات اليومية، وهى تمثل نبض الناس ومشاعرهم وآراءهم فى الواقع الحياتى فهى أصدق تعبير وابلغ رسالة عن حياة الناس فى المجتمع وفى هذه الأيام لا تخلو أحاديث المصطبة من الشكوى من ارتفاع الأسعار، فطلبت من احد رواد المصطبة الحديث عن مطالبهم وامانيهم، فاشترط عدم ذكر اسمه فوافقت فقال بلاش نقول حيلنا اتكسر أحنا أحسن من غيرنا، ومصر محروسة لكن الأيام صعبة، وكل يوم صدمة فى الأسعار، تخيل السولار لوحده حكايته حكاية فى نقل الانفار والرى والحصد ونقل المحصول وكل المحاصيل أسعارها بتزيد بسبب النقل والكهرباء أسعارها مرتفعة وحتى مياه الشرب زادت علينا وربنا يبعد عنا المرض الدواء عايز ميزانية لوحده، الزراعة والإنتاج الحيوانى عايز مال قارون، الأسمدة سعرها خيال والمبيدات الزراعية بالجرام، الكلام كتير صعب نكمله يا ريت الحكومة تقعد معانا يوم على المصطبة فليس من رأى كمن سمع لكن لازم وحتما تبلغهم أن الغلاء أصبح وحش كاسر وأن كنا غاليين عليكم ارحمونا واحمونا من غول الأسعار وبلاش نقدى وخليها مستورة وسألته عن سبب عدم ذكر اسمه فقال علشان الناس ماتقولش الحاج فتوح عايز يبقى ترند فتبسمت وشكرته ووعدته بالكتابة ولمست فى حديثه الصدق فهو كلام من القلب يصل إلى القلب. 

وخلاصة القول إن مسألة التحول من الدعم العينى إلى الدعم النقدى فى الوقت الحالى موضوع يحمل تخوفات عديدة ومشروعة لعل منها ما أثاره الكافة حتى مؤيدو الاتجاه إلى الدعم النقدى من ارتباط الدعم النقدى بموجة تضخمية فى الأسعار ويرى المنادون بالتحول إلى الدعم النقدى أن التضخم سيكون مؤقتا ويمكن الحد منه ببرامج حماية لضبط السوق والعمل على فاعلية شبكة الضمان الاجتماعى للمواطنين، ويرى البعض الآخر أنه لا يمكن السيطرة على الأسواق ومن ثم فإن التضخم أحد لوازم الدعم النقدى على أية حال وفى جميع الأحوال بعد عدة تعويمات متلاحقه لا يمكن للمواطن أن يتحمل هذا العبء الثقيل من ارتفاع الأسعار فستكون فوق طاقته وقدرته ولن يستطيع أن يمارس حياته ويلبى احتياجاته الضرورية والأساسية من غذاء وعلاج وتعليم، هذا فضلا عن أن هناك نمطا سلوكيا يتعايش به المواطن مع الدعم العينى طوال حياته لا يمكن أن يتجاوزه فقد ارتبط به وخلاف ذلك سيحدث لديه حالة من الارتباك قد تؤدى إلى عواقب أسرية، فحالة الاعتياد والتعايش لا يمكن اغفالها ويبقى دعم المحروقات لاغنى عنه ولا يمكن تحويله لنقدى وعلى وجه الخصوص السولار لأنه متعدى الأثر ويتسبب فى ارتفاع كافة السلع ويجب على الحكومة أن تضعه فى قائمة لا مساس وأسطوانة الغاز التى يستهلكها القطاع الريفى الفقير يجب أن توضع فى قائمة لا مساس وفى الحقيقة أن التحول إلى الدعم النقدى لا يمثل اصلاحا اقتصاديا ولا ماليا ولا نقديا ولكنه قد يترتب عليه خطورة مجتمعية فهو لا يمثل حلا، فعين العقل أن نبقى على الدعم بصورته الحالية مع تفعيل شبكة الضمان الاجتماعى.