رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

»ﻏﻠﻴﺎن اﻟﻀﻔﺪع« ﻳﺆﺟﺞ اﻟﺤﺮب اﻟﻨﻮوﻳﺔ

بوابة الوفد الإلكترونية

خيارات «بوتين» للرد على التحالف الأطلسى

تجاهل الرئيس الأمريكى جو بايدن ورئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر تهديدات الرئيس الروسى فلاديمير بوتن أثناء لقائهما لمناقشة مناشدات أوكرانيا لاستخدام الصواريخ البريطانية ضد أهداف على الأراضى الروسية. وفى ذلك رد بايدن على تصريح بوتن بأن مثل هذا العمل من شأنه أن يضع دول حلف شمال الأطلسى «فى حالة حرب مع روسيا»: «لا أفكر كثيرا فى فلاديمير بوتن»

وردا على سؤال حول المدة التى سيكون مستعدا فيها للسماح لأوكرانيا بإطلاق الصواريخ على عمق أكبر فى روسيا، أضاف بايدن: «سنناقش ذلك « دون تفاصيل واتفق ستارمر فى عدم اتخاذ قرار نهائى بشأن صواريخ ستورم شادو، وألمح إلى أن المزيد من التطورات قد تتبع فى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة فى وقت لاحق من هذا الشهر. مضيفًا: «من الواضح أننا سنستأنف الاجتماع مرة أخرى فى الجمعية العامة للأمم المتحدة فى غضون أيام قليلة مع مجموعة أوسع من الأفراد»

فيما نفى أن يكون تركيزه على «الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة» يتعلق بتأمين تكتيكات بشأن أوكرانيا قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وانتصار محتمل لدونالد ترامب، الذى وصف بوتين بأنه «عبقرى». وقال «لا، أعتقد أنه إذا نظرت إلى الوضع فى أوكرانيا والشرق الأوسط، فمن الواضح أنه فى الأسابيع والأشهر المقبلة هناك تطورات محتملة مهمة حقا، بغض النظر عن الجداول الزمنية الجارية فى بلدان أخرى»

ولكن هذا لم يمنع روسيا وأوكرانيا من تكثيف الضغوط على المملكة المتحدة والولايات المتحدة اللتين تخشيان بالفعل التصعيد. وكتب الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكي: «من الصعب أن نسمع مرارا وتكرارا عبارة: نحن نعمل على هذا، بينما يواصل بوتن حرق مدننا وقرانا».

كما عبر مسئولون أمريكيون عن شكوكهما فى أن استخدام صواريخ ستورم شادو من شأنه أن يغير قواعد اللعبة فى الحرب

وكان قد اطلق بوتن تهديدات حربية أخرى ردًا على تكثيف الغرب للمساعدات العسكرية لأوكرانيا. ولكنه لم ينفذ قط أى نوع من الهجمات العسكرية التقليدية ضد حلف شمال الأطلسى. ومن الصعب أن نعرف ما إذا كانت هذه المرة ستكون مختلفة. ولكن التحذير الأخير كان واحدا من أكثر تصريحاته مباشرة حتى الآن بشأن احتمال اندلاع حرب بين حلف شمال الأطلسى وروسيا وقال بوتن إنه إذا تم اتخاذ القرار بالسماح لأوكرانيا بإطلاق الأسلحة الغربية فى عمق روسيا، «فإن هذا لن يعنى أقل من التدخل المباشر وهذا يعنى أن دول حلف شمال الأطلسى والولايات المتحدة والدول الأوروبية أطراف فى الحرب فى أوكرانيا» ليؤكد متحدثه أن الحديث مهم وواضح للغاية.

كما سعى بوتن طوال الوقت إلى تذكير العالم بالقدرة التدميرية لترسانته النووية، بما فى ذلك إجراء أنواع جديدة من التدريبات على الأسلحة النووية والإشارة ضمنًا إلى استعداده لاستخدام تلك الأسلحة ولكن على الرغم من أن الحرب مع روسيا قد تشكل خطرًا كبيرًا على حلف شمال الأطلسى، فإنها قد تفرض تحديات كبيرة على بوتن أيضاً بحسب تحليل لنيويورك تايمز، حيث اعتماده على إيران وكوريا الشمالية فى الحصول على الأسلحة، وتردده فى إصدار أمر بتعبئة أخرى بسبب المخاوف الداخلية، فقد استخدم السجناء المدانين لاستكمال صفوف جيشه. ومن شأن تفعيل بند الدفاع المتبادل فى حلف شمال الأطلسى أن يضعه فى مواجهة أقوى الجيوش فى الغرب

ولعل بوتن اقترح فى ضوء هذه الحقيقة سبلًا أخرى قد يستخدمها للرد على الغرب لمساعدته أوكرانيا، بما فى ذلك تزويد خصوم أميركا بالأسلحة حتى «يستهدفوا المنشآت الحساسة فى البلدان التى تفعل هذا بروسيا». كما أثار احتمال تعرض البلدان الصغيرة للخطر، وهو ما يشكل تهديدًا لاستعراض روسيا لعضلاتها أمام جيرانها الأقل قوة.

وعلى ضوء هذه التهديدات، اتخذ الغرب نهجا تدريجيا لتعزيز القدرات العسكرية التى كان يقدمها لكييف كما اعتبر مسؤولون الأمريكيون أن هذه الاستراتيجية باعتبارها «غليان الضفدع». ومن خلال اتخاذ نهج أبطأ بما فى ذلك القرارات المنفصلة بإرسال صواريخ هيمارس، والدبابات، والصواريخ بعيدة المدى، وطائرات إف-16 المقاتلة يبدو أن كل خطوة متتالية أثبتت أنها أقل أهمية من أن تؤدى إلى رد فعل حاد من موسكو.

ولكن بدلًا من ذلك، كانت الرسالة التى يوجهها بوتن منذ فترة طويلة هي: «سنستمر بعدكم». ويبدو أنه مقتنع، كما يقول المحللون والمسؤولون الروس السابقون الذين يعرفونه، بأنه سينتصر فى نهاية المطاف لأن روسيا لديها الموارد الديموغرافية والاقتصادية اللازمة لخوض حرب طويلة، فى حين ستستنفد أوكرانيا فى نهاية المطاف الرجال، وسوف يفقد داعموها الغربيون إرادتهم فى نهاية المطاف.

ولكن يبدو أن حرص بريطانيا على تزويد أوكرانيا بصواريخ ستورم شادو بموافقة الولايات المتحدة لاستخدامها فى عمق روسيا كان له وقع أكثر حساسية. فقد وصف الزعيم الروسى الأمر بأنه «قصة مختلفة تماما».

وأوضح إيليا جراشينكوف محلل السياسة الروسية إن بوتن كان بتصريحه منخرطا فى عمل آخر من أعمال المساومة مع واشنطن. لافتا إلى تزايد المخاطر. وأضاف أن الجانبين بحاجة إلى التوصل إلى نوع من التكافؤ قبل الدخول فى مفاوضات ذات مغزى ومن الناحية النظرية فى مرحلة ما من المفترض أن يؤدى مثل هذا التصعيد الحاد إلى خفض التصعيد.

واكد أولريش كوهين، الخبير فى الأسلحة فى معهد أبحاث السلام والسياسة الأمنية فى هامبورغ، إنه لا يستبعد أن يختار بوتن إرسال نوع ما من الرسائل النووية–على سبيل المثال اختبار سلاح نووى فى محاولة لتخويف الغرب. وهو ما يشكل تصعيدا دراماتيكيا للصراع

وأوضح ماركوف المستشار السابق للكرملين إن «روسيا قررت كسر» استراتيجية «غلى الضفدع على نار هادئة»، فى إشارة إلى الزيادات التدريجية التى يقدمها الغرب فى المساعدات لأوكرانيا بهدف عدم إثارة رد فعل روسى حاد

وألمح كوهين إن خيارا آخر قد يكون أن تقوم روسيا بتصعيد أعمالها «الهجينة» مثل التخريب فى أوروبا أو التدخل فى الحملة الانتخابية الأمريكي

وفى السياق أكد مستشار كبير للرئيس الأمريكى جو بايدن إن الرئيس سيستخدم الأشهر الأربعة المتبقية من ولايته «لوضع أوكرانيا فى أفضل وضع ممكن لتحقيق النصر». كما سيلتقى الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى فى أواخر سبتمبر فى الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك لمناقشة المساعدات لأوكرانيا

وسيتم استبدال بايدن فى يناير المقبل إما بنائبة الرئيس كامالا هاريس، التى أشارت إلى أنها ستواصل سياساته الداعمة لأوكرانيا، أو بالرئيس السابق دونالد ترامب، الذى لم يقل فى مناظرة فى وقت سابق من هذا الأسبوع ما إذا كان يريد أن تفوز كييف بالحرب