رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

نظرات "هاريس" تفضح "ترامب"

بوابة الوفد الإلكترونية

دخلت نائبة الرئيس كاملا هاريس مناظرتها الأولى مع الرئيس السابق دونالد ترامب وسط استطلاعات رأى محيرة واستقطاب عالٍ، ولكنها استطاعت قلب الطاولة على منافسها فى مناظرة التسعين دقيقة على شبكة إيه بى سى نيوز، كما فعلت وظيفتها كمدعية عامة بشكل أشاد به المحللون السياسيون وتعاملت مع ترامب كمجرم مدان فى موقف دفاعى، حيث أغضبته مرارا وتكرارا وافقدته التوازن بخبطات متتالية على الرأس، ما قد يشير إلى تحقيق الأخذ بالثأر لجو بايدن الذى خرج من السباق الرئاسى الأمريكى بذات ليلة تشبه تلك الليلة ولكن مع اختلاف النتيجة.

بدأ الأمر بسلام وثقة من هاريس أربكت حسابات ترامب وعرفته بنفسها وانتهى الأمر بانصراف دون مصافحة أخرى، وكانت المناظرة سجالا لم يكن كلاميا فقط بل بالنظرات حيث تعمدت هاريس كثيرا التعبير طوال الوقت بتعبيرات وجهها ردا على كلامه لتوضيح اكاذيبه بينما ظل هو محدقا للأمام دون النظر لها ولم يستمر ذلك كثيرا بل عبر عن استيائه ممتعضا حينما شنت الهجوم عليه، كما وضح الاختلاف بينهما فى الرؤية حيث تحدثت هاريس كثيرا عن المستقبل، بينما ظل ترامب قابعا فى ماضيه، وربما تجلى ذلك فى تجاهل الطرفين ذكر أو احياء هجمات الحادى عشر من سبتمبر خلال مناظرتهما.

*ضربة البداية.. الاقتصاد

بدأت المناظرة بسؤال من المفترض أن يصب فى مصلحة ترامب عن الاقتصاد ووضع الشعب الأمريكى وكان ترامب أكثر ثقة عندما اتهم هاريس بتقاسم المسئولية عن زيادة التضخم والهجرة غير الشرعية فى عهد بايدن، واتهم هاريس بعدم وجود سياسات أو سجل للترشح بناءً عليه. وتجنبت هاريس مرارًا وتكرارًا الأسئلة المتعلقة بتراجعها عن سياساتها.. كما أشار ترامب إلى نفسه فى المناظرة باعتباره «كتابًا مفتوحًا».

وقد أمضى ترامب أغلب وقته فى الحديث عن الاقتصاد والهجرة.. وإنه أنشأ أحد أفضل الاقتصادات فى الولايات المتحدة، دون تقديم تفاصيل، وهو ما قوبل بضحكة ساخرة من جانب هاريس، وقال «انظروا، لقد كان لدينا اقتصاد رهيب، بسبب التضخم، وهو ما يُعرف حقًا بأنه مدمر للبلاد» وسرعان ما تحدث عن الهجرة وسلبياتها قبل مقاطعته.

وحاولت هاريس الدفاع : «أنا فى الواقع الشخص الوحيد على هذا المسرح الذى لديه خطة تهدف إلى النهوض بالطبقة المتوسطة»، مضيفة أن ترامب يريد مساعدة الأغنياء من خلال تخفيضات الضرائب وفيما يتعلق بالاقتصاد، قالت إن ترامب «مهتم بالدفاع عن نفسه أكثر من اهتمامه بالاهتمام بكم» كما أدان استغلال بعض الدول للولايات المتحدة ما ادى لتفوقها عليها منها الصين.

6 يناير.. نقطة ترامب السوداء

إن أعمال الشغب فى الكابيتول تشكل محورًا واضحًا آخر لحملة هاريس الانتخابية. فقد تم عزل ترامب، ثم توجيه اتهامات جنائية إليه، بسبب هذا اليوم الذى ادى إلى وقوع اصابات ووفيات لكن هاريس كانت ماهرة بشكل خاص فى الحديث عن تلك الأحداث بطريقة وصفت ترامب بأنه شخص استبدادى وغير آمن إلى حد كبير.

وقالت هاريس فى إشارة إلى العدد التقريبى للأصوات التى تم الإدلاء بها للرئيس بايدن: «لقد تم طرد دونالد ترامب من قبل 81 مليون شخص. ويبدو أن هذه الصياغة، مع ما تحمله من دلالة على الضعف النفسي، محسوبة لإزعاج ترامب.

سلطت هاريس الضوء على وضع ترامب كمجرم مدان ورد ترامب باتهام لا أساس له من الصحة بأن هاريس وإدارة بايدن «يستخدمان الحكومة كسلاح» لمقاضاته.

وعندما سأله المذيع عما إذا كان ترامب سيعترف بخسارته فى الانتخابات الرئاسية لعام 2020، رد بزعم كاذب بأنه فاز بالفعل فى الانتخابات. وعن تمرد السادس من يناير، تابع ترامب: «لم يكن لى أى علاقة بذلك، باستثناء أنهم طلبوا منى إلقاء خطاب

السياسة الخارجية.. اوكرانيا وغزة ودعم إسرائيل».

بالإضافة إلى السياسة الداخلية، ضغط المنسقون أيضًا على هاريس وترامب بشأن قضايا السياسة الخارجية، بما فى ذلك الحروب المستمرة بين أوكرانيا وروسيا، وإسرائيل وحماس.

وبشأن الحرب بين إسرائيل وحماس، حاولت هاريس إيجاد حل وسط بشأن غزة – وهى القضية التى ربما تكون الأكثر إثارة للانقسام داخل الحزب الديمقراطى، وإن الخطر فى هذا النهج هو أنه قد ينتهى إلى عدم إرضاء أحد.

وزعم ترامب أن «إسرائيل ستزول» إذا أصبح هاريس رئيسًا، كما كرر ادعاءه بأن هجوم حماس فى السابع من أكتوبر فى جنوب إسرائيل لم يكن ليحدث أبدًا لو كان رئيسًا.

ولفت ترامب إلى إن الحرب بين روسيا وأوكرانيا لم تكن لتحدث لو كان رئيسا. وعندما سُئل عما إذا كان يريد أن تفوز أوكرانيا بالحرب ضد روسيا، قال ترامب فقط: «أريد أن تتوقف الحرب». وردت هاريس: «لو كان دونالد ترامب رئيسًا، لكان بوتن يجلس فى كييف كما هاجمته بشدة فى تلك الأثناء واكدت على محبة الديكتاتوريين له لأنه واحد منهم حسب وصفها قائلة إن القادة الآخرين قادرون على «التلاعب بك من خلال الإطراء والمجاملات».

إن حجة ترامب بأنه يريد فقط «وقف الحرب» قد يكون لها بعض الجاذبية لدى الأمريكيين الذين يشعرون بأن الأموال الموجهة إلى أوكرانيا يمكن إنفاقها بشكل أفضل فى الداخل.

وعلى النقيض من ذلك، رفض ترامب مرتين أن يقول ما إذا كان يريد أن تهزم أوكرانيا روسيا، قائلًا إن الأولوية هى إنهاء الحرب. كما زعم كذبًا أن «ملايين البشر» لقوا حتفهم.

وردا على اتهامها انها اسوأ مفاوضة أشارت هاريس إلى أنها التقت مع فولوديمير زيلينسكى قبل وقت قصير من بدء الحرب لتحذيره من معلومات استخباراتية أمريكية تشير إلى أن الغزو وشيك.

وفى احتدام النقاش أكد ترامب خطورة اندلاع حرب تتضمن قوة نووية.. وزعمت هاريس أن الخطر يكمن فى ترامب نفسه.

أسوأ لحظات دونالد ترامب «إنهم يأكلون القطط»

كرر ترامب شائعات لا أساس لها من الصحة حول أكل المهاجرين للحيوانات الأليفة، قائلا : «فى سبرينغفيلد، يأكلون الكلاب والأشخاص الذين يأتون إلى هنا يأكلون القطط.. يأكلون الحيوانات الأليفة التى يعيش معها الأشخاص».

وأشار موير إلى أن شبكة «إيه بى سى نيوز» تواصلت مع مدير مدينة سبرينغفيلد بولاية أوهايو، «وأخبرنا بأنه لم ترد أى تقارير موثوقة عن مزاعم محددة بشأن تعرض الحيوانات الأليفة للأذى أو الإصابة أو الإساءة من قبل أفراد داخل مجتمع المهاجرين».

لقد حفر ترامب لنفسه مكانًا أعمق من خلال رده: «لقد رأيت أشخاصًا على شاشة التليفزيون، يقول الناس إن كلبى قد تم أخذه واستخدامه كطعام».

هاريس والعرق

ولم يتمكن ترامب من التغلب على تعليق غير مدروس أدلى به فى أواخر يوليو أثناء ظهوره أمام الجمعية الوطنية للصحفيين السود.. وقال إن هاريس لم تتبنَّ هوية سوداء إلا مؤخرًا.

وعندما سُئل عن سبب اعتقاده أنه من المناسب التدخل فى هذا الموضوع، أجاب ترامب: «لا أعتقد ذلك. ولا يهمنى ما هي».

ولكن بعد إلحاح أضاف: «كل ما أستطيع قوله هو أننى قرأت أنها ليست سوداء –وأنها قالت ذلك– وسأقول ذلك.. ثم قرأت أنها سوداء، وهذا أمر جيد».ويبدو أن هذا الجدل هو الجدل النادر بالنسبة لترامب والذى لن يختفى أبدًا.

وردا على ذلك قالت هاريس: «بصراحة، أعتقد أنه من المأساوى أن يكون لدينا شخص يريد أن يكون رئيسًا والذى حاول باستمرار، طوال حياته المهنية، استخدام العرق لتقسيم الشعب الأمريكي».

*أكذوبة الحشد

وزعمت هاريس أن أنصار ترامب يغادرون مبكرا بسبب «الإرهاق والملل».. وكان هذا أحدث مثال على استهداف المرشح الرئاسى الديمقراطى لترامب بسبب هوسه بأحجام الحشود.

ويبدو أن الاستراتيجية نجحت حيث رد ترامب قائلا إن هاريس «تدفع للناس للحضور وتنقلهم بالحافلات، ثم تظهرهم فى ضوء مختلف».

وقالت هاريس «سأدعوك لحضور أحد تجمعات دونالد ترامب لأن مشاهدته أمر مثير للاهتمام حقًا وعلق ترامب «قالت إن الناس بدأوا فى المغادرة. الناس لا يذهبون إلى تجمعاتها الانتخابية. لذا لا يمكنها التحدث عن ذلك. الناس لا يغادرون تجمعاتى الانتخابية».

هاريس تدافع عن نفسها..انت لا تترشح ضد بايدن

وكان أحد أهداف ترامب هو ربط هاريس بسياسات بايدن الأكثر عدم شعبية، وخاصة فيما يتعلق بالاقتصاد والهجرة، وعاد للتلميح عن سن بايدن وأنه مثير للشفقة.

وحثت هاريس منافسها على التركيز على هذا الأمر، فقالت: «من المهم أن أذكر الرئيس السابق، أنت لا تترشح ضد جو بايدن، بل تترشح ضدي». ولم يكن ترامب قد وجد إيقاعه الحقيقى الذى يربطها بـ«بايدن» إلا فى بيانه الختامى.. فقال عن وعودها المختلفة: «ستفعل كل هذه الأشياء الرائعة. لماذا لم تفعلها؟».

لم يكن عليها أن تجيب، لأن المناقشة كانت قد انتهت.. ولكن ترامب لم ينته عند هذا الحد.. فقد ذهب إلى غرفة الدعاية لمراجعة أدائه، وقال «لقد كان أفضل نقاش خضته على الإطلاق».

*ارتياح فى حملة هاريس وخيبة أمل الجمهوريين

قالت حملة هاريس انا المرشحة الديمقراطية «سيطرت على المسرح فى كل قضية تهم الشعب الأمريكي» خلال المناظرة فى فيلادلفيا، بينما كتب ترامب على موقع Truth social أنه خاض «أفضل مناظرة على الإطلاق»، بينما لم يلتزم بمناظرة أخرى.

ومن الواضح أن حملة هاريس اعتقدت أن مرشحها فاز، حيث دعت على الفور إلى إجراء مناظرة ثانية فى بيان صدر بعد دقائق من اختتام المناظرة.

وقالت جين أومالى ديلون، الرئيسة المشاركة لحملة هاريس: «تحت الأضواء الساطعة، تمكن الشعب الأمريكى من رؤية الاختيار الذى سيواجهه هذا الخريف فى صناديق الاقتراع: بين المضى قدمًا مع كامالا هاريس، أو العودة إلى الوراء مع ترامب».

بينما هاجم الجمهوريون مقدمى المناظرة حيث قال السيناتور ليندسى غراهام إن المنسقين «ربما يكونون على قائمة رواتب الحزب الديمقراطي»، فى حين قال الإعلامى المحافظ بن شابيرو إنهم «عار على مهنتهم».

قال ترامب فى البداية خلال مقابلة مباشرة بعد المناظرة على قناة فوكس نيوز إنه «سيتعين عليه التفكير فى الأمر» وأن هاريس تريد مناظرة ثانية «لأنها خسرت»، ولكن عندما ضغط عليه المضيف شون هانيتى بشأن ذلك، قال ترامب: «ربما إذا كانت على شبكة عادلة». واقترح هانيتى أنه قد يدير مناظرة ثانية، اقترحت قناة فوكس نيوز الثلاثاء إجراءها فى أكتوبر، «كما فعلت» مع حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم (ديمقراطي) وحاكم ولاية فلور.

كما اشاد بايدن باداء نائبته قائلا: «الولايات المتحدة شهدت الليلة القائدة التى كنت فخورًا بالعمل إلى جانبها لمدة 3 سنوات والنصف».

وتأكيدًا على الأداء الناجح الذى قدمته هاريس، أعلنت نجمة البوب تايلور سويفت تأييدها علنًا لها عبر موقع إنستغرام بعد دقائق فقط من انتهاء الحدث.