رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

إطلالة

الاستراتيجية والأمن القومى وجهان لعملة واحدة أحدث الإصدارات للواء دكتور سمير فرج الخبير الاستراتيجى. هذا الكتاب يعد من الكتب المهمة التى صدرت مؤخرا لما يحتويه من معلومات ضرورية ويحلل للاستراتيجية الوطنية المصرية بشكل أكثر من رائع. فاللواء سمير قد قسم كتابه إلى خمسة فصول، الفصل الأول يحتوى على الاستراتيجية علم وتخطيط، والثانى الأمن القومى مصطلح كل العصور، والثالث دوائر الأمن القومى المصرى، والرابع قصة الإرهاب، والخامس الحرب والتسليح فى ضوء مفاهيم الأمن القومى. هذا الكتاب يشرح بتفصيل مهم كل الأدوار الاستراتيجية التى لعبتها مصر خلال ال 15 عاما الماضية وكما يقول فى مقدمة كتابه لقد شهدت مصر والعالم فى ال 15 عاما الماضية العديد من المتغيرات التى كان لها تأثيرات فى مختلف جوانب ومناحى الحياة خاصة على مختلف أركان الدولة المصرية سواء من الجانب السياسى أو العسكرى أو الاقتصادى وحتى الاجتماعى والصحى.. بداية الموجة ثورات ما أطلق عليه الربيع العربى وصولاً إلى موجات مكافحة الإرهاب على المستوى المحلى أو الدولى وحتى مكافحة فيروس كورونا الذى اجتاح العالم فى مارس 2020 والحرب الروسية الاوكرانية، وأخيراً الحرب الإسرائيلية على غزة.

وتناول الكتاب تعريفات للأمن القومى كما وصفه اللواء دكتور سمير فرج بأنه مصطلح كل العصور وقد تعددت هذه التعريفات ولكنها اتفقت جميعاً فى اعتباره الهدف الأساسى الذى تسعى اليه الدولة وتتحمل مسؤولية تحقيقه من خلال وضع السياسات والبرامج. ومن ضمن تلك التعريفات تعريف مهم جداً يلخصه بأنه ما يحقق حماية الدولة ضد جميع الأخطار الداخلية والخارجية. وبتطبيق هذه التعريفات نجد أن الحديث عن الحفاظ على سيادة الدولة المصرية والقدرة على توفير الحماية والاستقرار لتحقيق أهداف الدولة من التنمية الشاملة فى جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والإجتماعية والفنية والاعلامية ضد جميع التهديدات داخلياً وخارجياً على جميع المستويات المحلية والاقليمية والعالمية. وبالتالى فإن الأمن القومى المصرى هو قدرة الدولة المصرية على حماية كيانها من الأخطار المختلفة من أى متغيرات عدائية كما يحددها اللواء دكتور سمير فرج.

ولم يغفل الكتاب قضية بالغة الأهمية وهى دوائر الأمن القومى المصرى والتى تعد هى مفتاح وجهتها وبوصلتها عند اتخاذ القرارات الاستراتيجية وتحديد السياسات المستقبلية المتعلقة بالأمن القومى للدولة. وتنقسم إلى دوائر بعيدة ودوائر قريبة وإقليمية ودوائر خطرة طبقاً لتصنيفات اللواء المحلل الاستراتيجى سمير فرج. وقد تناول الكتاب بتفصيلات واضحة وصريحة وواضحة علاقة الأمن القومى المصرى بكل هذه الأبعاد المختلفة من خلال دول الجوار وغيرها من الدول التى من الممكن أن يكون لها تأثيرات سلبية على الأمن القومى المصرى.

إضافة إلى أن أخطر التحديات التى تواجه الأمن القومى المصرى هى قضية الإرهاب لأنه سواء كان داخليا أو خارجيا هو للأسف جزء متأصل من ثقافة الانسان المحب للسيطرة والهيمنة. وقد أدى التطور الهائل فى وسائل وأساليب العنف والقتل فى القرن العشرين إلى ظهور الجماعات الإرهابية المسلحة والهياكل التنظيمية المتعددة. وزاد من تنامى تطور هذه التنظيمات قيام بعض الدول بتبنى العمليات الإرهابية لتحقيق مصالحها. والإرهاب ليس له شكل أو وجه واحد فهناك أشكال وصور متعددة يرصدها الكتاب بشكل أكثر من رائع.

الخلاصة فى هذا الكتاب أنه يعد من الكتب المهمة التى صدرت مؤخرا والتى يجب أن ان تكون بمثابة نبراس لجيل الشباب خاصة الذين تغيب عنهم العديد من القضايا.وبالتالى فإن تدريس هذا الكتاب وقراءته باتت من الأهمية بمكان لأنه يهتم بالدرجة الأولى بقضية بالغة وهى الأمن القومى والاستراتيجية التى وصفهما اللواء دكتور سمير فرج بأنهما وجهان لعملة واحدة. وهذا العمل يعد أكثر من رائع وبالتالى يستحق الكتاب من الجميع الإطلاع عليه وقراءته وتدريسه.