رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

انطلقت قبل 60 يومًا من بدء العام الدراسى

الدروس الخصوصية تتحدي قرارت التعليم

بوابة الوفد الإلكترونية

 

غابت وزارة التعليم فحضرت الدروس الخصوصية مبكرًا.. واستنزفت الكتب الخارجية جيوب المصريين 

50% زيادة فى فيزيتا دروس المنازل.. وحصة الـ«أونلاين» من 100 لـ150 جنيهًا

خبير تربوى: ارتفاع الورق عالميًّا انعكس على أسعار الكتب الخارجية.. والحل فى منصات وزارة التعليم

معلم: التعليم عبر الإنترنت آفة العصر.. والاعتمادية على الأونلاين «كسل».. ولا تعليم دون معلم

بائع كتب بالفجالة: ننتظر قرار الوزير لتسعير كتب الثانوية العامة

أولياء الأمور: التعليم أصبح تجارة

خبراء: المنصات «بزنس» غير المتخصصين ولا تخضع لأى رقابة

بائع كتب بالأزبكية: المستعمل من 30 لـ40 جنيهًا لمختلف مراحل التعليم الأساسى.. وطبعة 2024 بــ80 جنيهًا

 

«قبل الهنا بسنة» -كما يقول المثل الشهير- انطلقت الدروس الخصوصية فى كل محافظات مصر. 

وكل تلاميذ وطلاب مصر من مرحلة الحضانة، وحتى الثانوية العامة بدأوا مع مطلع أغسطس- الجارى- تعاطى الدروس الخصوصية قبل 60 يوما كاملة على بدء العام الدراسى.

ورفع المدرسون فيزينا الدروس: هذا العام بنسبة 50%، أما دروس المنصات «أون لاين» فسعر الحصة يتراوح ما بين 100 و150 

وبالتوازى بدأت المكتبات بيع الكُتب الخارجية بأسعار زادت بما بين 25% و50% مقارنة بالعام الماضى.

وأمام هذا كله غاب وجود أى دور لوزارة التربيبة والتعليم لمواجهة مافيا الدروس الخصوصية والكتب الخارجية، ولهذا لم يجد أولياء الأمور أمامهم خيارا سوى الرضوخ لمدرسى الدروس الخصوصية ولأصحاب المكتبات.

تسود ثقافة متأصلة بين أولياء الأمور فى مصر، تؤكد ضرورة اقتناء الكتب الخارجية وإلحاق الأبناء بركب الدورس الخصوصية، حتى يتفوقوا فى الدراسة وتطمئن قلوبهم فى ظل غياب المعلم والتلاميذ عن المدرسة، حتى إن مجرد الحضور أصبح أمرا روتينيا لا أكثر. 

وقالت صفاء شوقى محمد- ولى أمر أحمد وزياد محمد عاشور- إنها اشترت الكتب الخارجية لابنها أحمد، الطالب فى الصف الثالث الاعدادى بأسعار متفاوتة، حيث بلغ سعر كتاب اللغة العربية نحو 155 جنيها، وكتاب الرياضيات بـ 130 جنيها، وكتاب اللغة الانجليزية بـ158 جنيها، وكتاب الدراسات الاجتماعية بـ 130 جنيها، وكتاب العلوم بـ 135 جنيها، وبالتالى يصبح إجمالى كتب الصف الثالث الإعدادى 708 جنيهات» 

وأضافت: «كتب الصف الخامس الابتدائى اسعارها مختلفة، فبلغ سعر كتاب اللغة العربية 150 جنيها، وكتاب الحساب بـ135 جنيها، وكتاب اللغة الانجليزية بـ155 جنيها، وكتاب مادتى الدراسات والعلوم 130 جنيها للمادة، مؤكدة أن ابنيها بدآ فى حضور الدروس الخصوصية لكل المواد منذ أول أغسطس الجارِي، بسعر الحصة 60 جنيها، ونحن نعيش فى قرية ومن المفترض أن تكون العملية التعليمية أكثر انضباطا وأقل انفاقا من المدن، ولكن التعليم أصبح تجارة».

وتقول أميرة محمود عطية - إنها أم لثلاث فتيات: رودينا وجنات ونورا عصام - وهن فى الصفين الرابع والثالث الابتدائى وزوجها «عامل أوناش» باليومية، مؤكدة أنها تعيش وزوجها على الكفاف حتى تدبر المال الذى يكفل تعليم فتياتها على أمل أن يحملن شهادات تكون سلاحا فى أيديهن لمواجهة عثرات الزمان. 

وأضافت «أنها اشترت الكتب الخارجية للصفين الرابع والثالث الابتدائى بسعر واحد، حيث بلغ سعر كتاب اللغة العربية 135 جنيها، وكتاب الحساب 135 جنيها، وكتاب اللغة الانجليزية 155 جنيها، وكتابى الدراسات والعلوم 130 جنيها لكل كتاب منهما. 

فى المقابل، قالت نجلاء سعد ربيع، ولى أمر رحمة وريم مبروك، فى الصفين الثالث والأول الابتدائى، إنها اشترت الكتب الخارجية للصفين الثالث والأول الابتدائى بسعر واحد، حيث بلغ سعر كتاب اللغة العربية 130 جنيها، وكتاب الحساب بـ 120 جنيها وكتاب اللغة الانجليزية 137 جنيها. 

هنا سور الأزبكية

أجرت «الوفد» جولة ميدانية بمنطقة سور الأزبكية والعتبة والفجالة وبعض المكتبات الخاصة، لرصد مدى اقبال أولياء الأمور على شراء الكتب، خاصة بعد قرار محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، بإلغاء مواد فى مناهج صفوف الثانوية العامة الثلاثة. 

وفى سور الأزبكية يتخصص البعض فى بيع الكتب المستعملة، والمفاجأة أن الكثيرين يقبلون على شرائها لرخص ثمنها بشكل كبير عن الكتب الجديدة، فيما يبيع البعض الكتب الخارجية «جملة» بينما يبيعها البعض «قطاعى»!

فى سور الأزبكية التقت الوفد «على طلبة» بائع كتب خارجية، فقال إنه يبيع الكتب الخارجية المستعملة للمرحلتين الابتدائية والاعدادية بسعر 30 جنيها لأى كتاب، أما كتب الثانوية العامة بصفوفها الثلاثة فيبيع الكتاب المستعمل بـ40 جنيها، أما اصدارات 2024 فيبيعها بسعر 75 جنيها لكل كتاب بالمرحلتين الابتدائية والاعدادية، بينما تباع كتب الثانوية العامة بـ 80 جنيها للكتاب.

فيما قال مروان محسن - بائع كتب خارجية للصفوف الثانوية العامة، إنه يبيع مجموعة كتب مواد المرحلة الابتدائية جملة بسعر 500 جنيه بعد خصم 10%، أما المرحلة الاعدادية فيبيع كتب 5 مواد بـ 490 جنيها بعد الخصم، فيما يبيع 9 كتب من مواد الثانوية العامة بـ 910 جنيهات وكلها طبعة 2025. 

وأكد «محسن» أن أصحاب المكتبات أوقفوا بيع كتب الثانوية العامة بعد قرار محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم، بإلغاء مواد فى مناهج صفوف الثانوية العامة الثلاثة، لإعادة تقييم أسعار الكتب الخارجية لمواد الثانوية العامة والاستقرار النهائى على المواد من قبل الوزارة. 

وفى الفجالة أكد محمد ابراهيم- بائع كتب لمختلف مراحل التعليم الأساسى، بمنطقة الفجالة، إن اسعار مواد الكتب الخارجية للمرحلة الابتدائية والاعدادية لجميع الصفوف تتراوح ما بين 129 وحتى 180 جنيها لمختلف المواد. 

وأرجع حسين ابراهيم - معلم بوزارة التربية والتعليم ارتفاع أسعار الكتب الخارجية مقارنة بالعام الماضى إلى زيادة أسعار الطباعة والورق والأحبار، إلى جانب ارتفاع أجور العاملين وفواتير الخدمات المختلفة والايجارات.. وقال: كل هذه الزيادات تضاف لسعر الكتب فى النهاية ويتحملها المشترون وهم الطلاب والأولياء الأمور.

وأضاف العام الماضى كُتب الصف السادس الابتدائى كانت تباع بـ120 جنيها، وهذا العام ارتفعت بنسب 25%. 

ولفت حسين ابراهيم، إلى أن الكُتب الخارجية تحتوى على نماذج اختبارات متنوعة واسئلة وتقويم، وتساعد الطلاب على التدريب على الطرق المختلفة للأسئلة، ونماذج الامتحانات، وتضع خلال الدروس والشرح تمرينا على كل فقرة فى الدرس، بالإضافة إلى اشتمالها على امتحانات السنوات السابقة، أما كتب الوزارة فتحتوى على الوحدة وعليها تمرين من 10 أسئلة فقط، لأن كتب الوزارة تهتم فقط بتوفير الورق والأحبار لأنها ميزانية دولة، لكن الكتب الخارجية تعتمد على ميزانية أولياء الأمور. 

وأضاف: «منصات الدروس الخاصة انتشرت بشكل كبير منذ تفشى كورونا، وأولياء الأمور والطلبة اعتمدوا عليها بشكل كامل على مدار عامين، ورغم انتهاء الجائحة إلا أن الظاهرة تطورت وتطورت أساليب الاستفادة منها من قبل أصحاب تلك المنصات». 

وأكد أن هناك طلبة لا يستوعبون من المنصات التعليمية حسب مستويات الذكاء، وأغلب الطالبات يفضلن الحضور والتفاعل المباشر مع المعلم، بحسب استطلاعات الرأى.. وقال: لا عملية تعليمية دون معلم يتفاعل مع تلاميذه، وبفقد هذا الشرط تفقد العملية التعليمة أهم مميزاتها وهو التفاعل بين المدرس والطلاب.

وأضاف استخدام التطور التكنولوجى فى التعلم أمر جيد لكن بشرط ألا يؤثر ذلك على ثوابت العملية التعليمة، وفى الدول المتقدمة لم يتم الاستغناء عن المدارس أبدا على العكس الطلاب يحرصون على الحضور للمدارس وتلقى العلم مباشرة من المدرسين، أما التعلم عبر الانترنت فهو آفة العصر، كما أن الاعتماد على دروس الأونلاين فقط «كسل حقيقى». 

وتابع: العملية التعليمية تتم عبر مجهود كبير أهم ما فيه حضور المعلم والطالب إلى المدرسة، فالمعلم مع التواصل والتفاعل مع طلابه يستطيع تحديد مستويات الذكاء لدى طلابه ويحدد مواضع الضعف لديهم، ومن هنا يستطيع اتباع أساليب وسلوكيات تربوية وتعليمية لمعالجة هذا الضعف وتعديل اى سلوكيات خاطئة فى قوام الطالب، وذلك لن يتحقق إلا بالرجوع إلى المدارس. 

ودعا «إبراهيم» وزارة التربية والتعليم إلى معالجة مشاكل التعليم فى مصر، من خلال عودة المعلم والطالب إلى المدارس، وتعيين المعلمين وإعطائهم رواتب تصون كرامتهم، ومن هنا نحل مشكلة عجز عدد المدرسين، مع ضرورة زيادة أعداد الفصول الدراسية والحد من الكثافة الطلابية بالمدارس، وتخصيص ميزانية أكبر للتعليم.

وواصل: لو أردنا التقدم والتطور السريع مثل الدول المتقدمة، فلن يكون ذلك إلا عبر الاهتمام بالتعليم وتكريس كافة العوامل والمتطلبات لإنجاح العملية التعليمة. 

وأرجعت الدكتورة ولاء شبانة، استشارى الصحة النفسية والتربوية والعلوم السلوكية، ارتفاع أسعار الكتب الدراسية للعام الدراسى الجديد إلى غياب الرقابة على الأسواق ومنافذ البيع، بالإضافة احتياج طلاب المدارس فى مراحل التعليم الأساسى إلى الكُتب الخارجية بالتزامن مع التأخر العجز الشديد فى تسليم كُتب الوزارة الرسمية بالمدارس منذ الموسم الدراسى الماضى. 

وقالت: كتب وزارة التربية والتعليم تتأخر فى الصدور، وإن وجدت لا تحتوى على تدريبات وتمارين تغطى متطلبات التلميذ من المراجعة، وبالتالى يضطر أولياء الأمور إلى شراء الكتب الخارجية، لأنها تُعالج نقاط التقصير فى كتب الوزارة، ومن المفترض أن تعالج الوزارة هذا الأمر فى كتبها. 

وأضافت: فكرة الدروس الخصوصية مرفوضة من الأساس فكيف نتقبلها عبر المنصات التى تفقد أهم عوامل العملية التعليمية وهى التفاعل بين المعلم والتلاميذ، ومنصات الوزارة آمنة وتحتوى على مواد كافية لدراسة الطلاب، ومن باب أولى أن يتم تغذية المدرسة بعدد كافٍ من المعلمين والتربويين والمتخصصين، وهذا من شأنه حل أزمة الدروس الخصوصية. 

وتابعت: ارتفاع أسعار الدروس الخصوصية أزمة تتكرر مع كل عام دراسى جديد، ولن تنتهى إلا بقرار حاسم من الحكومة، ونتحدث عنها كل عام ولا يحدث شىء وكأننا فى حلقة مفرغة.

وأكدت «شبانة»: هناك أسباب كثيرة وراء انتشار الدروس الخصوصية أولها غياب الدور الرقابى داخل المدارس وعجز عدد المدرسين وثقافة ولى الأمر وقناعته أكثر بالدروس الخصوصية، وثقافة الطالب الذى يلغى دور المدرسة على اعتبار أنه يأخذ دروسا، بالإضافة إلى عدم اهتمام المعلم بالتدريس داخل الصف المدرسى. 

وأشارت إلى أن منصات المدرسين الخاصة «المدفوعة» لا تخضع لإشراف أو آليات رقابة وزارة التربية والتعليم، ولا يوجد منصات آمنة غير المنصات الرسمية المعلن عنها، ومقدمو المحتوى عبر المنصات الخاصة بعضهم غير متخصصين، ومع ذلك يسمح لهم بشرح المواد التعليمية!

قالت الدكتورة بثينة عبدالرؤوف، خبيرة تربوية، إن أسعار الكتب الخارجية للعام الدراسى الجديد 2024 - 2025 فلكية بسبب ارتفاع أسعار الورق فى المقام الأول، ودعت أولياء الأمور إلى الاكتفاء بكُتب الوزارة إلى جانب متابعة منصات وزارة التربية والتعليم، ومنها: منصة ذاكر وحصص مصر الإلكترونية ومنصة البث المباشر وبنك المعرفة والقنوات التعليمية، مؤكدة أن تلك المنصات زاخرة بمختلف المواد التعليمية والتدريبات ومواد الشرح ونماذج الامتحانات وحلول الامتحانات لمراحل التعليم الأساسى المختلفة، بالإضافة إلى وجود آلاف القنوات التعليمية عبر اليوتيوب.

وكشفت أن المدرسين وجدوا اقبالا كبيرا من أولياء الأمور والتلاميذ على المنصات التعليمية، فشرعوا فى تدشين منصات تعليمية خاصة بأكواد واشتراكات مدفوعة منذ تفشى كورونا، موضحة أن مدة الحصة ساعة وثمنها يتراوح ما بين 100 إلى 150 جنيها، «يعنى دروس خصوصية أونلاين»، ولكنها تفتقد إلى التفاعل والتواصل مع المدرس، فأغلبها مواد علمية يتم تحميلها أو فيديوهات شارحة تفتقر إلى التفاعل، وقد يكون بثا مباشرا يحضره الطلبة فى وقت محدد.. وقالت: نحن فى عصر «السداح المداح الإلكترونى» وكل فرد فى المجتمع تُخول له نفسه شيئا يفعله، والمنصات الخاصة للأسف لا تخضع لأى آليات أو ضوابط أو إشراف رقابى من قبل وزارة التربية والتعليم، إلا فى حال تم تداول معلومات مغلوطة عن منصة ما، ويتم الإبلاغ عنها، معقبة: «الفضاء الإلكترونى ليس فى يد أحد»، مع فقد الناس لثقافة اكتشاف الخطأ لا حل غير اللجوء إلى منصات وزارة التربية والتعليم الآمنة.