عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كيف يرد الله روح الرسول عند السلام عليه؟

مركز الأزهر العالمي
مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية

نشر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية الحديث الشريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما مِن أحدٍ يُسلِّمُ عليَّ إلَّا ردَّ اللَّهُ عليَّ روحي حتَّى أردَّ علَيهِ السَّلامَ» على موقعها الرسمي، مما يطرح العديد من الأسئلة منها: كيف يرد الله روح الرسول في قبره؟،وهل النبي -صلى الله عليه وسلم- حي في قبره ؟

 

أجاب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف عن تلك الأسئلة عبر صفحته الرسمية على الموقع الفيسبوك، أن الحديث الشريف :«ما من أحد يسلم عليّ إلا رد اللَّه عليّ روحي حتى أرد عليه السلام» ،يعني أن سيدنا رسول الله خاتم النبيين، نبوته قائمة فينا إلى يوم الدين، وإنما وفاته لسنة الله في خلقه، ومماته -كما محياه- فيه خير لنا؛ لأن الشريعة قد تمت، واكتمل الدين؛ فكل ما سكت عنه الشرع في حياته  -صلى الله عليه وسلم- فهو معفوٌ عنه تكرمة اللهِ هذه الأمةَ المرحومة .


وأضاف أنه لو بقي بيننا فلم ينتقل إلى يوم الناس هذا لزادت التكاليف يوما بعد يوم، ولانبرى أقوام يسألونه عما سكت عنه؛ فحرمت أمور من أجل مسألتهم، وكثرة اختلافهم على نبيهم..! ولكن بعثه الله رحمة مهداة، وقد خيِّر  -صلى الله عليه وسلم- فاختار الرفيق الأعلى ، يرد عليه روحه فيستغفر لأمته  -صلى الله عليه وسلم- ، فقد قال رسول الله  -صلى الله عليه وسلم- : «حياتي خير لكم؛ تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم؛ فما كان من حسن حمدت الله عليه، وما كان من سيئ استغفرت الله لكم».


هل النبي حي في قبره ؟

أشار جُمعة إلى أنه قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: "وقد ذكر جماعة منهم الشيخ أبو نصر بن الصباغ في كتابه الشامل الحكاية المشهورة عن العتبي، قال: كنت جالسًا عند قبر النبي  -صلى الله عليه وسلم- ، فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله، سمعت الله يقول: « وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا » وقد جئتك مستغفرًا لذنبي مستشفعًا بك إلى ربي، ثم أنشأ يقول : «يا خيرَ مَنْ دُفِنَتْ بالقَاعِ أعْظُمَه * فطابَ مِنْ طِيبِهِنَّ القاعُ والأكَمُ ، نفسي الفداءُ لقبرٍ أنتَ سَاكِنُه * فيهِ العَفَافُ وفيهِ الجُودُ والكَرَمُ».
واستطرد: ثم انصرف الأعرابي، فغلبتني عيني فرأيت النبي  -صلى الله عليه وسلم- في النوم، فقال: يا عتبي، الحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له" ، مضيفًا : فما أفقهَهُ من أعرابي..! وما أسعدَ ذلك العُتبي ولله دَرُّ سلفنا الصالح؛ بما علموا وما عملوا وما فقهوا ؛ فرضي الله عنهم وأرضاهم.

كيف يرد الله الروح إلى النبي عند السلام عليه؟

وضح الدكتور علي جمعة، أن حياة النبي برزخية، وهي نقاط منفصلة وفي ذات الوقت متصلة، والحياة البرزخية للنبي -صلى الله عليه وسلم تعني أنه ليس متحركًا في القبر، فالروح خرجت من جسده، وكان يقول إلى الرفيق الأعلى فخرجت روحه من جسده ودفن جسده تحت القبة الخضراء، باتفاق العقلاء، وباتفاق البشر مسلم وغير مُسلم بأن الذي تحت القبة الخضراء هو النبي .


وتابع: وقد عرفنا الله تعالى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى ننفذ قوله تعالى: «وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا» الآية 64 من سورة النساء، لافتًا إلى أن كلمة «إذ» التي وردت بالآية الكريمة تفيد في الدلالة على المستقبل بالكتاب والسُنة، وليس الماضي كما يظن الجهلاء.


ولفت إلى أن الرد في الحديث اسمه الاتصال لا الانفصال، فحياة النبي هي نقاط منفصلة، لذا عبر بـ«رد»، لأن الروح خارج الجسد، مشيرًا إلى أنها في نفس الوقت متصلة، وهذا يعبر عن شيء عجيب أشبه بفوتونات التليفزيون، الذي ترى فيه صورة بينما هي في حقيقتها عبارة عن ومضات لكن الإنسان لا يراها هكذا، لأنه لا زمن بين الومضة والأخرى.