مزارعو البحيرة يعرضون أسباب ارتفاع أسعار البطاطس.. والانخفاض في ديسمبر المقبل

ارتفعت أسعار البطاطس بشكل جنوني خلال الأيام الماضية، حيث وصلت الأسعار في بعض الأسواق إلي 28 جنيهًا للكيلو الواحد، مما أدى إلى استياء المواطنين، خصوصًا ذوي الدخل المحدود، بسبب أهمية البطاطس في جميع المنازل المصرية، حيث لا تخلو منها المائدة.

 أجرت "الوفد" تحقيقًا حول الإرتفاع الجنوني للبطاطس، والأسباب التي أدت إلى ذلك الارتفاع، ومواعيد انخفاض الأسعار مرة أخرى، حيث كانت البداية من قرية كوم البركة التابعة للوحدة المحلية لمركز ومدينة كفر الدوار، التي تعتبر من أشهر مناطق زراعة محصول البطاطس على مستوى الجمهورية.

 وقال عادل مطير - مزارع-  الذي أشار إلى أنه يتم زراعة محصول البطاطس مرتين في العام، العروة الشتوية، في شهر يناير ويتم الحصاد في شهر أبريل من كل عام، والعروة الصيفية يتم زراعتها في بداية شهر أغسطس ويستمر موسم الزراعة حوالي 100 يوم، ويتم الحصاد في شهر نوفمبر من كل عام، ويضيف قائلًا أن الارتفاع الشديد في درجات الحرارة الذي نشهده خلال الفترة الحالية، تسبب في تأخير بدء موسم زراعة العروة الصيفية، لمدة شهر كامل، وهو الأمر الذي يؤخر بدء موسم الحصاد إلى منتصف شهر ديسمبر القادم، مما يعني أن ارتفاع أسعار محصول البطاطس في الأسواق، سوف يستمر ما يزيد على 3 شهور مقبلة.

 وأضاف سلامة إبراهيم - مزارع- ترتفع تكاليف زراعة محصول البطاطس علي مدار مراحل الزراعة، ففي العروة الصيفية التي يتم زراعتها خلال الأيام الحالية يحتاج الفدان إلى 2 طن تقاوي سعر الطن الواحد 20 ألف جنيه بإجمالي 40 ألف جنيه للتقاوي فقط، فضلًا عن 6 شكائر أسمدة بتكلفة ما يقرب من 8 آلاف جنيه ، بالإضافة إلي مبيدات زراعية بحوالي 9 آلاف جنية للفدان طوال مراحل الزراعة حيث أن زراعة البطاطس تحتاج إلى متابعة دقيقة بسبب التقلبات في الأحوال الجوية وتأثر الحرارة الشديدة في العروة الصيفية، والبرد القارس في العروة الشتوية، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل يحتاج محصول البطاطس إلى عدد كبير من الأيدي العاملة، بداية من يوم زراعة المحصول، مرورًا بتطهير النباتات من الحشائش، ثم يوم الحصاد، بما لا يقل عن 35 أجر العامل 200 جنيه في اليوم، بإجمالي 7 آلاف جنية أجرة عمال لكل فدان، وفي النهاية لا يحقق المزارع سوى هامش ربح بسيط .

ويقول خميس حسين- مزارع- تختلف زراعة العروة الشتوية عن العروة الصيفية ، حيث تحتاج العروة الشتوية والتي يتم زراعتها في شهر يناير من كل عام ، حيث تحتاج إلي تقاوي مستوردة من دول أوروبا مثل هولندا والدنمارك ، وتتصف تلك التقاوي بالأسعار العالية والتي تتراوح ما بين 5 إلى آلاف جنيه للشيكارة زنة 50 كيلو جرامًا، حسب نوع التقاوي، ويحتاج الفدان إلي كمية كبيرة تتراوح ما بين 8 إلى 10 شكائر للزراعة، وهو ما يزيد من أعباء المزارعين وارتفاع تكاليف الزراعة.

 ومما سبق يتضح أن إرتفاع أسعار محصول البطاطس في الأسواق، مستمر حتى منتصف شهر ديسمبر القادم، بداية موسم الحصاد، بسبب قلة الكميات المعروضة وزيادة الطلب على السلعة.