رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

للوطن وللتاريخ

ترددت كثيراً فى كتابة هذا المقال عن الجامعة الحديثة «MTI» لأسباب كثيرة، فمنذ أكثر من 4 سنوات، كان للدكتور وليد دعبس، نائب رئيس مجلس أمناء الجامعة الحديثة موقف لا ينسى مع أحد الطلاب تقديرًا لظروفه الاجتماعية ليقرر إعطائه منحة كاملة فى إحدى كليات القطاع الطبي، وكنت وقتها رئيساً للقسم السياسى بصحيفة الوفد لم أتولى بعد ملف التعليم والجامعات، ولأننى كنت شاهداً على ما حدث مع آخرين، جاتني وقتها فكرة كتابة مقال عن تقدير الجامعات للطلاب المستحقين للمنح الدراسية، سواء لحالتهم الاجتماعية، أو الذين تعرضوا لظروف قاسية حالت بين قبولهم للكليات الحكومية، خاصة القطاع الطبي، وما فعله الدكتور وليد دعبس فى هذا الموقف.
ويعلم الله وحده أن الدكتور وليد دعبس رفض تمامًا كتابة أى شئ يتعلق بهذا الأمر، وأتذكر جيدًا حينما قال لى أن تقدير بعض الظروف الاجتماعية لعدد من الطلاب هو أحد أهم أهداف الجامعة، وأنه فى النهاية يتم لوجه الله الكريم دون انتظار شكر من أحد،ليؤكد بأن الجامعة تسعى لإعطاء أكبر عدد من المنح أو التخفيضات للرسوم الدراسية لمن يستحق، وهذا نهج والديه الدكتور نبيل دعبس، رئيس مجلس الأمناء، والدكتورة النائبة ألفت كامل رئيس الجامعة الحديثة، أطال الله فى عمرهما كونهما مؤسسى الجامعة بمختلف فروعها وكلياتها.
ومناسبة ما سبق، هو تقدير واحترام الجامعة الحديثة لأولياء الأمور خلال الأيام الجارية التى تشهد الإقبال الكبير على الالتحاق بالجامعات الخاصة أو الأهلية، خاصة بعد إعلان تنسيق المرحلة الأولى للتنسيق الحكومي، وسعى الكثير من أولياء الأمور للحاق بكليات القطاع الطبى فى هذه الجامعات، حيث اكتملت الأعداد فى كثير من الكليات نظراً للإقبال الشديد على كليات الجامعة الحديثة، ليس فقط لكونها الأقل فى المصروفات الدراسية بين كل الجامعات تقريباً ،وإنما لتاريخها وأدائها وتعليمها المميز منذ سنوات.
لقد قررت الجامعة الحديثة منذ أيام، وكعادتها دائماً عدم خداع أولياء الأمور بدفع رسوم استمارة الرغبات «الأبلكيشن» للحاق بالكليات بعد اكتمال الأعداد فى بعض الكليات، على عكس ما حدث ولا يزال يحدث فى الكثير من الجامعات الخاصة بقبول رسوم التقديم رغم يقينها بصعوبة بل واستحالة قبول الكثير من الطلاب، سواء لعدم وجود أماكن شاغرة، أو المجموع الذى لايتفق مع التنسيق الداخلى للكلية المراد الالتحاق بها.
والواقع الذى يعيشه ملايين من أولياء الأمور الآن فى عشرات الجامعات الخاصة يحتاج إلى وقفة من وزارة التعليم العالى والبحث العلمي، ويحتاج إلى احترام وتقدير أولياء الأمور الذين يقطعون مئات الكيلو مترات أملاً فى البحث عن مقعد داخل كلية، ليجدوا أنفسهم عرضة لبيع الوهم بدفع رسوم التقديم برغم انتهاء الأعداد لجمع ملايين الجنيهات دون رحمة أو شفقة، والسبب يظل كما هو بعدم تطبيق التنسيق الإلكترونى للحاق بالجامعات الخاصة والأهلية لتخفيف الضغط على أولياء الأمور، ومنع الحرج بالتدخل لقبول طلاب هنا وهناك.
إن ما تفعله الجامعة الحديثة، وإحترام قياداتها لأولياء الأمور والطلاب لدرجة تصل إلى إبلاغهم من على الأبواب بعدم وجود أماكن شاغرة فى بعض الكليات وأنه لا فائدة من دفع رسوم «الأبلكيشن» يستحق الإشادة والتقدير والاحترام، ويستحق أيضاً أن تسير عليه كل الجامعات رأفة بأولياء الأمور. وأتمنى من الدكتور وليد دعبس التماس العذر بذكر ما حدث، وكرمه تجاه بعض الحالات منذ سنوات، ورفضه لنشرها تحت أى ظرف، فالشئ بالشئ يذكر، والمواقف الانسانية والمحترمة تخلد فى الذاكرة، وما نقوله كلمة حق، وشهادة أمام الله، وأعلم جيدًا أنه وأسرته فى غنى عنها.. حفظ الله مصر وشعبها وجيشها من كل سوء، وللحديث بقية إن شاء الله.