فيديو.. أصوله تعود لهدايا ملك العراق للملك فاروق قبل 94 عامًا.. حصاد البلح البرحي بالأقصر

بدأت مزرعة الملك فاروق بإسنا جنوب الأقصر، تؤتي ثمارها من البلح البرحي؛ تزامنًا مع موسم حصاده والذي عادة يكون في أواخر أغسطس، إلا أن هذا العام تم جني الثمار مبكرًا؛ نتيجة الطقس الحار الذي شهدته مصر في صيف 2024؛ مما ساهم في استواء الثمار قبل أوانها.

على مساحة تبلغ 75 فدانًا بإسنا، هي مساحة المزرعة؛ زُرع  فدانان منها نخيل البلح البرحي، وفدانان آخران لأشجار نخيل البلح السيوي، وتتنوع البقية بين أشجار المانجو والبرتقال واليوسفي.

الوفد رصدت مراحل جني ثمار البلح البرحي من داخل المزرعة؛ إذ يبدأ "طالع النخل" مهمته المحفوفة بالمخاطر، في صعود النخلة، وهي أكثر مرحلة شاقة وخطرة في ذات الوقت، نظرًا لاحتمالية تعرضه للسقوط، أو قد يواجه حشرة سامة؛  يتسلق العامل النخلة وقد ربط حول خصره والنخلة حبل، ممسكًا بيده  أداة التقطيع، ليصل إلى مصدر الثمار ثم يبدأ بتقطيع سباطة التمور، ويتلقاها العمال في الأسفل، ثم يتم نقلها إلى محطة الفرز والتعبئة.

مجموعة من العمال، كل منهم في مهمته، إذ يقوم أحدهم بنقل "سبايط التمر" من العربة، ويضعها على فرش مجهز لبدء أعمال الفرز، ويقوم آخر  بتهذيب عِقد البلح بالمقص؛ وثالث يقطف الثمرة الخضراء وينحيها جانبًا، ورابع يقوم برص صفوف عناقيد البلح في كراتين تجهيزًا لتوزيعها للمشترين.

حلقة عمل تجمعت في مكان واحد بوسط المزرعة، كل يقوم بمهمته في حيوية ونشاط، وأجواء من الفرحة تكسو وجوه العاملين؛ إذ يمثل موسم جني محصول البلح البرحي فرحة للعاملين بالمزرعة وهم يرون ثمرة جهودهم على مدار العام قد أينعت.
المهندس عبدالدايم سيد، مسؤول البساتين بمزرعة الملك فاروق، أوضح للوفد أن البلح البرحي من أجود أنواع التمور ويحوي فوائد غذائية لاحتوائه على فيتامينات ومعادن فضلًا عن مذاقه الحلو والذي يعد الفاكهة الوحيدة التي لم تؤثر حلاوة مذاقها على مريض السكري، وهو ما يجعل الإقبال على شرائه كبير.

ولفت مسؤول البساتين إلى أنه يتم حصاد البلح قبل أن يصل إلى الاستواء التام؛ وبمجرد دخول البلح محطة الفرز والتعبئة، يتم عزل غير المستوي منه، وانتقاء الأفضل، والصالح للاستخدام منه، ويتم تجميعه بكراتين لتوزيعه للمستهلك.وأشار إلى أن التقلبات الجوية ساهمت في تبكير موسم جني البلح، إذ يتأثر البلح البرحي بحرارة الطقس.

وأكد المهندس عبد الدايم أن نخيل البلح البرحي بالمزرعة جاء نتاج زراعة أنسجة من نخيل البرحي العراقي، والذي ترجع زراعته بإسنا إلى عام 1930 حين أهدى ملك العراق مجموعة من النخيل البرحي للملك فاروق، وتمت زراعتهم بمزرعته والتي تحمل اسم مزرعة المطاعنة حاليًا؛ مشيرًا إلى أن عوامل الطقس على مدار عقود أدت إلى تساقط عدد من النخيل ولم يتبق منهم سوى نخلتين فقط، لافتًا إلى أنه نظراً لقدم عمر النخلتين، فهناك عناية خاصة لهما من حيث متابعة التقليم والتلقيح.