رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الفتوى بين فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ واستفتِ قلبك.. الورداني يوضح الفرق

دكتور عمرو الورداني
دكتور عمرو الورداني

ورد سؤال إلى فضيلة الدكتور عمرو الورداني أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية و مدير مكتب الإرشاد الزواجي يقول: "أنا برجع  لدار الإفتاء في المسائل التي أحتاج فيها إلى فتوى، ولكن صديقي قال لي حديث استفتِ قلبك، وبصراحة احترت بين متى أتبع قول :فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ، ومتى أتبع قول: استفتِ قلبك، وليه بقى يكون فيه مفتين؟".

طلب الفتوى بين استفتِ قلبك وفَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ

أكد الورداني على أهمية السؤال المطروح وأننا نحتاج للعودة إلى حياة الصحابة مع حضرة النبي صلى الله عليه وسلم للإجابة عن هذا التشابك، ونفهم الفرق بشكل صحيح.

 

وقال الورادني أن الصحابة عليهم السلام قد خرجوا إلى غزوة، وهناك أُصيب أحد الصحابة في رأسة، ثم احتلم فصار على جنابة، فقال له بعض الصحابة دون استفتاء رسول الله: لا نرى لك رخصة وانت تقدر على الماء فاغتسل، فاغتسل فمات، وعندما وصل الأمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قَتَلُوهُ قَتَلَهُمْ اللَّهُ.

 

قتلوه قتلهم الله 


ووضح الورداني أن سبب موت الصحابي، أن الصحابة رضوان الله عليهم في هذا الموقف تصروفوا حسب الانطباع ولم يتبعوا العلم، فلم يسألوا الفتوى من أهلها، بل تعاملوا مع الأمر وقف وجهة نظرهم الخاصة، وكان يجب أن يستمعوا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما شفاء العي السؤال"، فمن لا يعرف شفائه أن يسأل.


أدلة الأحكام في الشريعة

وتابع الورداني، وهنا يأتي قول الله تعالى :"فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ"، وهناك دائرة كبيرة للشريعة تحتوى على أولًا دائرة الأدله وبها 6236 آية، وأدلة الأحكام تحتوى من 300 إلى 500 آية، وهناك من 60 إلى 100 ألف حديث صحيح على منهج الإمام البخاري و الإمام ابن حبان، ويمكن أن نأخذ منهم 1800 حديث المتواجدين في بلوغ المرام، فتظل نسبة أدلة الأحكام لا تزيد عن 7% ، و93% المتبقية نأخذها من الأخلاق المتعلقة بالعقيدة، وهنا يأتي استفتاء القلب ولكن بعد تزكية النفس وتعزيز الضمير، يمكن هنا أن نرجع لقلوبنا في طريق وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَن زكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا".

وأضاف الورداني أن بعد تزكية النفس تترقى من النفس الأمارة إلى النفس اللوامة، وحين توجد النفس اللوامة يتواجد الضمير، وعندما يتواجد الضمير في نفوسنا، نستفتي قلوبنا في أمور مثل: “اسامح فلان ولا لأ، ارجع اكلم فلان بعد ما أذاني ولا بلاش"، وهنا يأتي دور هذا الحديث.

ويختم أمين الفتوى حديثة موضحًا أن آية "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ"، تأتي في الأحكام الشرعية، ولا يجوز لأحد أن يتكلم الأحكام الشرعية بغير علم، حتى لا يقع تحت دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم  قتلوه قتلهم الله، ومع النفس نلتزم بالأخلاق، فيحركنا الضمير اتجاة الأخلاق وحينها نستفتي قلوبنا.