رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لقداسة العلم خاصة فى مرحلته الجامعية فى الأمم المتحضرة، يطلق على نطاق الجامعة مسمى «الحرم الجامعى إشارة إلى خصوصية المكان وقاعات العلم به، وأنه يحرم التصرف داخل حدود هذا الحرم بما يخالف أعرافه وجليل أهدافه فى خدمة العلم، و«الحرم» هنا من «التحريم» أى أن ما يجرى خارج حدود وأسوار هذا المكان لا يجوز أن يجرى داخله، وكذلك كونه يحمى الحرية الفكرية والثقافية ويوفر الاستقلال وحرية البحث والفكر لهيئته من أعضاء هيئات التدريس ورواده من طلاب العلم. و«الحرم» فى الدين متصل بالأماكن المقدسة فهو محراب للتعبد والعبادة، والحرم فى الجامعة هو محراب للعلم والتعلم. 

حفلات سيئة ومسيئة؛ هذا هو توصيف ما نشهده نهاية كل عام فيما يطلق عليه مجازا «حفلات التخرج»، حفلات سيئة بما تحمله من خروج صارخ على القواعد الأدبية والجامعية، بل والأخلاقية أيضا. وهى مسيئة بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ ومضامين سلبية، لأنها تسىء إساءة بالغة للعلم، تشوه صورة التعليم الجامعى فى مصر ومخرجاته، وتشوه تاريخا طويلا ممتدا من التعليم الجامعى فى مصر يرجع إلى عام 1908 مع إنشاء وتأسيس الجامعة الأهلية المصرية التى تحولت إلى جامعة القاهرة بعد ثورة يوليو 1952. وهى ثانى أقدم الجامعات المصرية فى التاريخ الحديث بعد الأزهر الشريف الجامع والجامعة.

بل إن بعض الدراسات تقول إن أول جامعة عرفتها البشرية كانت مصرية قبل 5000 عام كاملة، وهى جامعة «أون - هليوبوليس» والمعروفة حاليا بجامعة عين شمس، التى تعد المنبع الأصلى لفكر فلاسفة اليونان وعلى رأسهم أفلاطون الذى درس بها نحو 13 عاما.

بيان جامعة الزقازيق حول واقعة طالب كلية التجارة «الراقص» فى حفل تخرجه «عذر أقبح من ذنب»، وعوضا أن تحيل الجامعة الواقعة برمتها للتحقيق، وتراجع إجراءات هذه الفعاليات، فإنها تعلن عن إحالة طالب تخرج بالفعل للتحقيق!!

خروج نطاق هذه الحفلات عن السيطرة، وتحكم ما يطلق عليه «بيزنس حفلات التخرج» الذى تقوم به مكاتب متخصصة العديد منهم فى الأغلب متعهدو حفلات وأفراح وليال ملاح. أصبح يستوجب تدخلا عاجلا من الدولة ممثلة فى المجلس الأعلى للجامعات، ووزارة التعليم العالى. لوضع ضوابط صارمة لمثل هكذا فعاليات تتم داخل أسوار الحرم الجامعى، وحتى تلك التى تقام فى قاعات خاصة خراج أسوار الجامعة طالما أنها تقام تحت اسم ورعاية الجامعات وكلياتها المختلفة. لا أفهم أن مجتمعا يعانى من وضع اقتصادى خانق وضاغط يستدعى التقشف وضبط الانفاق ينفق مئات الألوف من الجنيهات سنويا تحت مسمى «حفلات تخرج» بدلا أن يتم توجيهها لتأهيل طالب وطالبة حديثة التخرج.

فيديو طالب جامعة الزقازيق ليس الفيديو الأول، ولن يكون الأخير طالما لم تتم مواجهة هذه الظاهرة «المسيئة» بحزم وحسم، هى ظاهرة تحتاج لوعى مجتمعى مرتفع بقيمة وقيم التعليم الجامعى، وتدخل حكومى صارم. أعيدوا للجامعة المصرية وللتعليم الجامعى هيبته، وإذا كانت عوامل عديدة ساهمت فى تراجع قيمة التعليم الجامعى فى مصر ومعه هيبة الجامعة، لتكن البداية أوقفوا حفلات التخرج الراقصة المسيئة.