رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لا حديث فى الأوساط السياسية إلا واقعة اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية فى مخدعه فى العاصمة الايرانية طهران وفى مقر سرى تابع للحرس الثورى الإيرانى.. هذه الواقعة المدانة من حيث المبدأ تثير العديد من علامات الاستفهام حول العلاقات الايرانية الاسرائيلية. 
الفقيد إسماعيل هنية له سنوات ينتقل بين دول العالم ويقيم بصفة دائمة فى الدوحة عاصمة قطر وتواجد لفترات طويلة فى تركيا وكان معلومًا مكانه وتحركاته للعامة وموكبه كان يخترق شوارع الدوحة أمام مرأى من الناس.. فلماذا اختارت إسرائيل إيران لتغتاله طالما يوجد قرار باغتياله ولم تنفذ العملية فى أى البلدان التى تجول فيها هنيه؟
واللغز الثانى كيف علم الكيان الصهيونى بمكان مبيت إسماعيل هنية وكان معه كما ورد رئيس حركة الجهاد الاسلامى والوفد المرافق لهما فى نفس المبنى خاصة وان كانت هناك معلومات انه سيقيم فى الفندق الذى تواجد فيه ضيوف حفل تنصيب الرئيس الإيرانى وكيف تم تحديد مكان غرفته بدقة ووفق الرواية الإيرانية أن صاروخًا موجهًا ضرب الغرفة وأصاب هنية اصابه مباشرة.
فهذه المعلومات السرية كيف وصلت للكيان الصهيونى وكيف وصلت طائرة إلى قلب طهران أطلقت صاروخا ثم عادت بأمان الله إلى ثكناتها ولم تعترضها الدفاعات الجوية الايرانية التى يجب أن تكون فى حالة طوارئ بسبب ضيوف الحفل؟ 
هذه الأسئلة تحتاج إلى إجابات واضحة من السلطات الايرانية فواقعه هنية ليست الأولى لكن عشرات من علماء الذرة الإيرانيين قتلوا فى قلب طهران بجانب قيادات حزب الله اللبنانى الذين يتساقطون يوميا بغارات فى قلب معاقلهم فى الضاحية الجنوبية ببيروت. 
أنا شخصيًا لا أتوقع أى رد فعل من ايران والتجربة تؤكد أن التهديد الإيرانى «جعجعة بلا طحين « كالعادة حتى عندما هاجمت إيران إسرائيل فى تمثيلية هزلية وأطلقت مئات الصواريخ سقطت كلها قبل أن تصل والصاروخ الذى وصل قتل طفلة عربيه فى صحراء النقب.
هناك شىء غامض فى العلاقات الإيرانية الإسرائيلية.. هل هى عداوة وهمية لخداع الرأى العام العربى أم هناك شبه اتفاق بين الجانبين من أجل إقامة دولة شيعية كبرى بجانب دولة يهودية فى المعلومات عن مكان مبيت هنيه وبالدقة ولا يمكن لجاسوس منفردا أن يرسل هذه المعلومات بمفرده إلى تل ابيب ويدخل طائرة إلى داخل طهران وتقصف مقر الإقامة وتعود سالمة.. هذا لا يتم إلا اذا كان هناك تعاون بين أجهزة وحكومات البلدين.
إيران تتلاعب من خلال أذرعها فى إثارة الفرقة والانقسام فى البلدان العربية مثل اليمن والعراق ولبنان ودول الخليج بتحريض الشيعة هناك وكل هذا تحت زعم قميص عثمان وهو القضية الفلسطينية. 
فمنذ الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين لم تدخل إيران فى أى مواجهة مع الكيان الصهيونى وهى غير قادرة على حماية أنصارها فى سوريا وحادث القنصلية ابرز موقف وقبله قاسم سليمانى وكل يوم يقصف الطيران الصهيونى قواعد إيرانية فى سوريا دون أى رد فعل. 
فان كانت حجة ايران أنها لا توجد حدود مشتركة مع الكيان الصهيونى سوريا توجد بها حدود ونظام الأسد من الموالاة للنظام الإيرانى ولا يستطيع أن يرفض طلبا بتواجد قوات ايرانية باسلحتها وعاداتها والدخول فى حرب مع إسرائيل.. لكن الاتفاق السرى بين ملالى ايران والكيان الصهيونى يهدف إلى إضعاف الدول العربية لمصلحة مشتركه بينهما.
فلو كانت إيران جادة فى عداوتها للكيان الصهيونى وأمريكا فعليها أن تأمر جماعة الحوثى بإلقاء السلاح فى اليمن وتطبيق مخرجات الحوار الوطنى الذى انقلبوا على بإقامة دولة مدنية ديمقراطية وأن تطلب من حزب الله التخلى عن مبدأ الثلث المعطل فى لبنان وأن توقف العبث فى دول الخليج فور.. ولكن هذا لن يحدث لأن إيران متحالفة مع إسرائيل للإبقاء على الوضع الحالى فى المنطقة العربية.