رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

في مساء الجُمعة.. ما معنى يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار؟

الصلاة
الصلاة

ما معنى يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار؟ جاء الشرع الشريف بتفضيل صلاة العصر وصلاة الفجر، وهما ما يطلق عليهم الصلاة الوسطي، حيث تكون صلاة العصر هى الصلاة الوسطى في الصلوات المسائية، والفجر هو الصلاة الوسطى في الصلوات النهارية، وجاء في فضلهم الكثير، ومنها حديث رسول الله عن تعاقب الملائكة في الليل والنهار.

 



قال رسول الله ﷺ: يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم الله -وهو أعلم بهم-: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهو يصلون. متفق عليه 

يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار فهؤلاء هم الذين وُكلِّوا بهذه المهام من ملائكة الله، فإن الملائكة عدد كثير لا يحصيهم إلا الله، وقد أعطاهم الله من القُدَر والإمكانات والأعمال ما لا يعلمه إلا هو.

ومن هذه الأعمال التي جاء الخبر عنها هذا التعاقب بين ملائكة الليل وملائكة النهار، فالإنسان قد أوكل الله  به ملائكة، منهم الحفظة الذين يحفظون الأعمال الحسنات والسيئات مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق:18] وهناك حفظة ليسوا لحفظ الأعمال، كما قال الله -تبارك وتعالى-: لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ [الرعد:11] يعني: ملائكة تحوطه وتحفظه؛ وذلك الحفظ هو بأمر الله  لهم، فإذا جاء القدر خلو بينهم وبين ما أراد الله -تبارك وتعالى-.

وهنا هؤلاء الملائكة ينزلون، فلا تخلو الأرض منهم، يتعاقبون، فإذا سمعوا أو شاهدوا مجالس الذكر تداعوا وحضروا وحفوا أهلها بأجنحتهم، فهم على نوبتين، طائفة ينزلون في وقت، ثم يرتفعون في الوقت الآخر، وينزل آخرون، فيتقابلون، فلا تخلو الأرض منهم بحال، وهكذا في كل يوم.

فقوله ﷺ: يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار يعني: طائفة من العصر إلى الفجر، وطائفة من صلاة الفجر إلى صلاة العصر، فالله -تبارك وتعالى- يسأل الذين يصعدون إليه: كيف تركتم عبادي؟ فكل مجموعة من هؤلاء يقولون: أتيناهم وهم يصلون، وتركناهم وهم يصلون يعني: إذا جاؤوا إليهم في وقت صلاة العصر، قالوا: أتيناهم وهم يصلون، ثم ارتفعوا في صلاة الفجر، قالوا: وتركناهم وهم يصلون، والله -تبارك وتعالى- يقول: وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا [الإسراء: 78] والمقصود بقرآن الفجر يعني: القراءة في صلاة الفجر (الفريضة) أي أن صلاة الفجر تشهدها ملائكة الليل، وملائكة النهار، يشهدها طائفة من هؤلاء الملائكة الذين سيصعدون، وطائفة من الملائكة الذين نزلوا في هذا الوقت، فيستمعون القراءة؛ ولهذا شرع التطويل في صلاة الفجر.

يقول: يتعاقبون فيكم ملائكة اللغة المشهورة، وهي لغة عامة العرب بما في ذلك قريش "يتعاقب فيكم ملائكة" فالفعل يفرد، فهنا جمعه يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار وهذه لغة قليلة، هي التي يسمونها لغة: أكلوني البراغيث، يعني: يجمع الفعل (أكلوني) والأصل (أكلني) أو (أكلتني) لكن هنا جمع الفعل، مع الجمع الذي بعده، وهو الفاعل يتعاقبون فيكم ملائكة وهذا من شواهد هذه اللغة، من حديث رسول الله ﷺ.

قال: ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم الله -وهو أعلم بهم-: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون طيب الذي جاءت الملائكة في وقت الفجر وهو نائم، وجاءت ملائكة في صلاة العصر، وهو نائم، جاء من العمل ونام؟ ينام عن الفجر، وينام عن العصر، كيف تكون حاله مع مثل هذه المقامات والفضائل العظيمة؟!

والله -تبارك وتعالى أعلم- أن المحافظة على هاتين الصلاتين مع فضلهما، فالله أقسم بالفجر وبالعصر، والقسم لا يكون إلا لمعظم، يعني الفجر وقت شريف وَالْفَجْرِ ۝ وَلَيَالٍ عَشْرٍ [الفجر:1-2] وكذلك أيضًا أقسم بالعصر، فهذه صلاة عظيمة في هذا الوقت الشريف العظيم، إضافة إلى ما فيها من المشقة على كثير من الناس، وكلما عظمت المشقة كلما كان الأجر أعظم، ومن حافظ على هاتين الصلاتين، فإنه يحافظ على غيرهما من باب أولى، والله تعالى أعلم.