عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

جمال مغناطيسي ينصهر فيه العرب والأجانب

محمد سلطان لـ"الوفد" : "سيوة واحة الأسرار" يمكن استثماره للدعاية للسياحة العلاجية والبيئية

بوابة الوفد الإلكترونية

ظاهرة ولع وعشق تجاوزت المحلية لتطوف العالم لتجذب مختاريها من الأوروبيين والأمريكيين لتقتلعهم من موطنهم وتزرعهم من جديد بروح جديدة في أرضها المليئة بالأسرار ، انها واحة سيوة جوهرة الطبيعة التي سلبت قلوب العابرين بمنازلها البسيطة وعيونها الكبريتية ورمالها الذهبية الشافية،  تقف شامخة متفرده تفتح ذراعيها لجميع الثقافات والجنسيات ودمجهم في ثقافة واحدة لغتها المحبة والسلام.

 

لم يكن غريبًا أن تلفت واحة سيوة أنظار قناة "سكاي نيوز" العالمية، و التي اختارتها مؤخرا لتسجيل فيلم وثائقي عن هذا المكان الأخاذ، حيث يروي سكانها من الأجانب سر هذه المدنية التي طاردتهم في احلامهم حتى لبوا النداء واستقروا فيها ، وهذا الفيلم يعد مصدر دعاية سياحية لمصر بشكل غير مباشر، ليجذب المزيد من محبي السياحة البيئية والعلاج بالطبيعة من جميع أنحاء العالم."

وقال محمد سلطان المنتج المنفذ للفيلم الوثائقي أن سيوة واحة ليست مكتشفة بالقدر الكافي، لم يكتشف سحرها الكامل بعد، فكان هذا الفيلم ليقدم للعالم هذا الجمال الساحر، واصفا إياها بأنها واحة الأسرار، حيث تتجلى عظمة الخالق في كل زاوية، وحيث يلتقي الماضي بالحاضر في انسجام تام . وبسؤاله عن أكثر شيء تفاجئ به بعد نهاية التصوير، قال سلطان لـ"الوفد" كنت على ثقة من جمال الواحة ولكن بعد انتهاء التصوير اكتشفنا ان الواحة بها مغناطيس، من يأتي إليها يصعب عليه مغادرتها، وهو ما عبر عنه ابطال الفيلم، وناشد وزارتي السياحة والهجرة بترجمة هذا الفيلم لعدة لغات وإرساله إلى البعثات المختلفة خارج مصر كنوع من الدعاية السياحية لمصر.

 يبدأ الفيلم بتعريف سيوة بأنها " من بين اللغة كافة، اختارت سيوة الصمت لغة وقدرا، وأجاد أهلها الاحتفال بهذا الصمت، ودل الغرباء عليها. و منذ الأزمنة الأولى عرف هؤلاء أن الصمت نوع من الحنين إلى الاتصال بالمطلق، و عودة إلى الجذور الأولى قبل تفرق الألسنه، يقول بعض الفلاسفة أن حلم الاتصال لا يجد تجسده سوى في الصمت، لأن فيه إجابة عن أسئلة الوجود. وفي الميثولوجيا القديمة يجسد الصمت طوق العالم إلى جنة عدن، ولأن من ذاق عرف، فإن كل من أتى إلى واحة سيوة. مارس إيمانه بالصمت ترك لروحه فرصة الخلاص حين أتاح لها فرصة أن تهمس له بحياة جديدة. عليه أن يبدأها من هنا، من الأرض التي هي جنات وعيون"

وأوضح محمد سلطان  ان الفيلم الوثائقي جاء بعنوان " سيوة: واحة الأسرار" سجل مجموعة من الشهادات لمجموعة من المصريين والأجانب الذين اتخذوا قرارًا بالعيش والحياة في الواحة كل على حدى، وان الفيلم يناقش طبيعة الواحة الجغرافية ويغطي لمحة عن تاريخها عبر العصور وتميزها الشديد باحتفاظها بخصوصيتها الشديدة، ليس فقط داخل مصر ولكن عالميًا.

وأكد "سلطان" ان الشهادات التي قدمها ابطال الفيلم تعكس مدى الجاذبية التي تتمتع بها الواحة، والسحر الذي يحيطها، والذي يوقعك في شباكه فور زيارتك لها، وتابع قائلا :" قبل أن تنتهي زيارتك تشعر بأنك تريد أن تقضى بقية حياتك بها وأنك لا تريد أن تغادرها، وإن غادرت فحتمًا ستعود".

 الأجانب المقيمون بالواحة :  عالم آخر في قلب الصحراء المصرية يشفي النفس ويطمئن الروح

 

ويقف ابطال الفيلم التسجيلي رغم اختلاف جنسياتهم ، ولكن يثيرهم نفس السؤال لماذا أجد راحتي وسعادتي في هذا المكان ليغوص في أسرار هذا المكان باحثا عن إجابة، ربما يكون الجواب يكمن في بساطة الحياة، وفي جمال الطبيعة، وفي دفء أهلها. ربما يكون الجواب يكمن في أن سيوة هي المكان الوحيد في العالم حيث يمكن للإنسان أن يشعر حقاً بأنه في بيته، أو قد يكون بحثاً عن الهدوء والسكينة، هرباً من ضوضاء الحياة العصرية. ليتفقوا أنهم يجدون في سيوة ملاذاً آمناً، حيث يمكنهم الاستمتاع بجمال الطبيعة البكر، والتعرف على ثقافة شعب عريق حافظ على تراثه الأصيل

سكان سيوة يقدسون هذه الواحة، يفتخرون بأن الله  وهبها بالعيون الخضراء والمياه المعدنية الشافية، التي تعد أحد أهم المقومات السياحية التي تجذب الزوار ، حيث تتميز واحة سيوة بالتنوع الثقافي والاجتماعي، حيث يعيش فيها جنبا إلى جنب العرب والأجانب الذين اختاروا هذا المكان ليكون موطنهم الجديد. وينعم جميعهم بالأجواء الهادئة والمناظر الخلابة التي تعد علاجا شافيا للنفس والجسد على حد سواء. إنها واحة السلام والنقاء في قلب الصحراء الغربية.

التناغم على طاولة واحدة

"الحياة أبطأ هنا مقارنة بفرنسا ، ولكني اعتقد أن ما أفضله على كل شيء فعلا هي تلك الكثبان الرملية الكبيره والنخل والهدوء "  بهذه الكلمات بدأت باسكال بيلامي الفرنسية حكايتها بعدما تركت باريس و أضوائها واختارت سيوة كمقر لاستقرار روحها التي وجدت فيها ضالتها في هدوء الواحة وسحرها.

وتقول صديقتها بلاندين جاكر مؤرخة فرنسية " لقد أحببت هذا المكان بعجائبه، بالاضافة الى الفوائد العلاجية للشمس والماء الساخن والماء البارد والرمال الساخنة، وكل المزايا وجدتها في سيوة"

فيما يقول سيرجيو فولبي أمين مكتبة في واحة سيوة قصته " أنا مهتم بتاريخ سيولة، لأنها المملكة الأمازيغية الوحيدة في التاريخ، ولفترة طويلة جدا كانت مأهولة بالسكان قبل مصر " بهذه الكلمات بدأ فولبي قصته، وتابع  " لقد جئت إلى سيوه لأول مرة عام  1989 لم يكن هناك شئ في سيوة لا درجات ولا عربيات نقل المعروفة بالتوك توك .. وبعد ذلك قررت ان تكون هي بيتي "

 

هؤلاء الأجانب، وغيرهم الكثير، يشكلون جزءاً لا يتجزأ من نسيج المجتمع السيوي. فهم يحترمون تقاليد وعادات السكان الأصليين، و يتعلمون لغتهم، ويعيشون بانسجام تام معهم، ففي كل ركن من أركان الواحة، توجد قصة لشخص ترك كل شيء خلفه ليعيش حياة بسيطة وسعيدة.

وفي المقابل، يقدم أهل سيوة للأجانب كل الدعم والمساعدة، ويشاركونهم في أفراحهم وأحزانهم، وقال عمر راجح المتحدث الرسمي باسم قبائل سيوة في الفيلم الوثائقي  أن من يزور سيوة يشعر بالحميمية و تقبل الآخر، ويرى البيئة بأصولها، وان أهل سيوة  يرحبون ويتقبلون الجميع ويقدمون لهم المساعدة ، لذلك الأجانب تحب سيوة والكثير منهم يقتني  بيت أو مزرعة ليتردد على سيوة كل سنة للاستمتاع فيها بأجواء الشتاء والخريف والذي يعتبر أفضل جو في العالم .

وأضاف أن كثير من الشعوب من العرب الأوروبيين يعيشون في سيوة التي يجدون فيها الاريحية والجميع يتناغم مع بعضه وناكل على مائدة واحدة في الاحتفال بعيد السياحة ، لافتا ان سيوة مشهورة بمزارع النخيل والزيتون.

يتضمن الفيلم ايضا العديد من شهادات لمصريين كانوا يعيشون بالخارج قرروا ان يإن يزورا سيوة كزيارة سياحية ولكن انتهي بهم الحال الي الوقوع في غرامها وعدم قدرتهم على مقاومة سحرها ، فقرروا استكمال حياتهم بها.

أن قصة سيوة هي قصة تآخي وتسامح مشترك، إنها قصة تظهر كيف أن الاختلافات الثقافية يمكن أن تكون مصدراً للإثراء والتجديد، وفي النهاية، تبقى واحة سيوة رمزًا للجمال الطبيعي والهدوء، حيث يمكن للزوار أن يجدوا فيها علاجًا للجسد والنفس في أحضان الطبيعة.

تلتقي الروح بالصحراء

منازل سيوة، تشكل تحف معمارية ، تروي حكايات الأجداد،  جدرانها سميكة تحمي ساكنيها من حرارة الصحراء القاسية، وشرفاتها تطل على واحات نخيل تتراقص في نسيم الصحراء، كل منزل هو لوحة فنية فريدة، تعكس تطور الحضارة عبر العصور، ولكن تجتمع جميعا في أنها مصنوعة من مواد طبيعية صديقة للبيئة تشكل تكيف طبيعي لهذه المباني في الشتاء والصيف

في سيوة، يمكن للسائح أن يستمتع بحمامات المياه الكبريتية الدافئة، والتي تشتهر بخصائصها العلاجية. كما يمكنه التجول بين البساتين الخضراء، وتذوق التمور الطازجة والعسل النقي. وفي المساء، يمكنه الاستمتاع بمشاهدة النجوم المتلألئة في سماء الصحراء الصافية.

ولكن سحر سيوة لا يقتصر على جمالها الطبيعي فقط، بل يشمل أيضاً تراثها الثقافي الغني. ففي سيوة، يمكن للزوار الاستماع إلى الحكايات الشعبية، والتعرف على الحرف التقليدية، مثل صناعة الفخار والسلال.

 يتجول الزائرين في أرجاء الواحة ليكتشفوا تاريخها العريق، تضم سيوة آثارًا فرعونية وآثارًا إسلامية تعود إلى قرون خلت، وتروي قصصًا مذهلة عن حضارات استوطنت هذه المنطقة.