رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كلمات:

إذا دققت النظر فى ثورة يوليو التى حلت ذكراها الـ72 أمس الأول فستكتشف عجبًا..

من بين ما ستكتشفه أن الشعب المصرى يدفع ثمنًا فادحًا من حاضره ومستقبله بسبب سيره وراء أشخاص يقولون بألسنتهم ما ليس فى قلوبهم ويحاولون إقناع المصريين بما لا يقتنع به ابناؤهم الذين هم من أصلابهم!

فالضباط الأحرار الذين قادوا ثورة يوليو 1952 وملأوا الدنيا هجومًا وذمًا فى الغرب الاستعماري، لما مرت الأيام سافر كثير من أبنائهم إلى الغرب إما للحصول على شهادة علمية أو للإقامة والحصول على جنسية دولة من دول الغرب!

أيضا ثوار يوليو الذين ادخلوا البلاد فى طريق الاشتراكية وقالوا إنها ستجلب السعد لمصر والمصريين، لما كبر ابناؤهم لم نجد فيهم اشتراكيًا واحدًا، بل سلكوا طريق الرأسمالية فأقاموا الشركات واحترفوا البزنس وتزوجوا من بنات العائلات الثرية التى كان آباؤهم الثوار يسمونهم الإقطاعيين ويهاجمونهم ليل نهار!

الرئيس "السادات" الذى كان أحد الضباط الأحرار وصار رئيسًا لمجلس الأمة فى الستينيات، لم يصدر المجلس تحت رئاسته إلا قوانين اشتراكية الهوى والهدف واللون والطعم..

وعندما تولى السادات حكم مصر قطع دابر الاشتراكية المصرية وفتح أبواب البلاد على مصراعيه أمام الرأسمالية والرأسمالية المتوحشة!

«أحمد عرابى» مثال آخر على أن الشعب المصرى يدفع ثمنًا باهظًا للسير خلف أشخاص لا يقدرون الأمور حق قدرها ويقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم..

«عرابى» الذى قاد الجيش المصرى وحارب الإنجليز لمنع دخولهم مصرعام 1881، أتدرى ماذا قال عن الإنجليز بعد أن دخلوا مصر واحتلوها؟..

بعد أن احتل الإنجليز مصر أحالوا عرابى للمحاكمة بتهمة عصيان الخديو، وصدر أمر بنفيه خارج مصر فسألوه إلى أى البلاد يرغب فى النفى إليها، فقال دمشق، وإن لم تكن فإنجلترا، ولما سألوه: ولماذا إنجلترا؟ قال: أريد أن أعيش فى إنجلترا التى ترعى حقوق الإنسان والحرية وأرى أن أعيش فيها مواطنًا حرًا فى بلد حر.

انجلترا التى أرسلت جيشها وأسطولها لاحتلال مصر واستعباد شعبها ومص خيراتها لا يراها "عرابي" الذى حارب هو نفسه جيشها، دولة محتلة لوطنه ولكنه يراها دولة ترعى حقوق الإنسان والحرية!

وليس هذا فقط، فعندما أصدر خديو مصر قرارًا بالعفو عن عرابى والسماح له بالعودة من منفاه إلى مصر كتب عرابى برقية يشكر فيها ملكة بريطانيا وحكومة بريطانيا وخديو مصر"! (من كتاب عرابى وفاقة فى جنة آدم للدكتورة لطيفة محمد سالم).

ولما وصل إلى مصر أجرى عرابى حوارًا مع جريدة المقطم أشاد فيه بإنجازات بريطانيا فى مصر ثم أظهر أنها (أى بريطانيا) صاحبة فضل عليه!

بالله عليك هل هذه الأفعال تليق ممن قاد جيش مصر لمحاربة الجيش الإنجليزى؟.. لله الأمر من قبل ومن بعد.