عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

البطاطس «أكل الغلابة» للأغنياء فقط بالدقهلية

بوابة الوفد الإلكترونية

للبطاطس أهمية كبيرة جداً بالنسبة إلى المصريين، فلا يخلو بيت منها، وتُعدّ وجبةً رئيسيةً على موائد الكثير من العائلات، خاصةً البسطاء، ويطلق عليها أكل الغلابة ولا حديث بين المواطنين في الدقهلية هذه الفترة إلا عن الارتفاع الكبير الذي تشهده أسعار البطاطس، وما تشهده الأسواق من حالة تعطيش أدت إلى ذلك الارتفاع الجنوني في أسعارها.

وتشهد أسعار البطاطس، ارتفاعات قياسية خلال الفترة الحالية في أسواق الدقهلية، حتى أن سعر الكيلو تجاوز الـ35 جنيها وهو ما أرجعه عدد من الخبراء الزراعيين والتجار إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج نتيجة انخفاض قيمة الجنيه وارتفاع أسعار التقاوي مما أدى إلى انخفاض الكميات اللازمة لسد احتياجات السوق المحلى، خاصة البطاطس.

أسباب ارتفاع اسعار البطاطس في الأسواق

ومن جانبه أكد مصدر بمركز البحوث الزراعية بالمنصورة أن السبب الأساسي في ارتفاع أسعار البطاطس هو تقلُّص مساحات زراعة البطاطس في العروة الصيفية نظرا لانخفاض كمية التقاوي المستوردة من الخارج إلى  116 ألف طن من أصل 140 ألف طن اللازمة لزراعة المساحة الخاصة بالعروة التي تمثل نحو 30% من إجمالي مساحات زراعة البطاطس في مصر، مما أدى إلى قلة الإنتاج بسبب ارتفاع أسعار تقاوي البطاطس المستوردة إلى نحو 100 ألف جنيه للطن، وكذلك عزوف البعض عن زراعة البطاطس؛ خوفًا من الخسائر، حيث تمثل التقاوي نحو 60% من تكلفة زراعة البطاطس.

وتابع  المصدر هذا فضلا عن ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج (أسمدة ومبيدات) كذلك فإن تعدد الحلقات الوسيطة؛ يزيد من أسعارها على المستهلك، ومع قلة الإنتاج واتجاه التجار لتخزين البطاطس أملًا في زيادة الأرباح؛ حيث يستخدم إنتاج هذه العروة كتقاوٍى للعروتَين الشتوية والخريفية بأسعار مجزية؛ مما أدى إلى ارتفاع أسعار البطاطس.

وأضاف المصدر كما أن التغيرات مناخية تؤثر على جميع القطاعات الزراعية، حيث أثرت إنتاجية البطاطس بشكل كبير نتيجة هذه التغيرات، مثل زيادة درجات الحرارة وتغيرات في أنماط الأمطار، ما أدى إلى تراجع الإنتاج بنسبة كبيرة.

ونوه المصدر إلى أن كمية البطاطس المصدرة وصلت 930 ألف طن (المصدر الحجر الزراعي) مما أدي لنقص في الكمية المعروضة في الأسواق.

من جهته، أوضح محمد المندراوى مهندس زراعى  إن ارتفاع أسعار بعض الخضروات ومنها البطاطس  يرجع إلى عدة أسباب منها ارتفاع تكاليف الإنتاج خاصة ارتفاع أسعار التقاوي، ومنها البطاطس، وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى ارتفاع أسعار البطاطس والخضروات خلال الفترة الحالية في السوق المحلي.

وقال المندراوى، إن تكلفة الإنتاج وخاصة إنتاج البطاطس سببا أساسيا لارتفاع الأسعار لأنها تشكل تكلفة مهمة في إنتاجها، لإنه عندما يرتفع سعر التقاوى، فإن المزارعين قد يواجهون تحديات في تأمين التقاوي بكميات كافية لزراعة البطاطس، مما يتسبب فى نقص الكميات المعروضة فى ظل زيادة الطلب، وهو ما أدى إلى تقليص المساحة المزروعة بالبطاطس مما أثر على إنتاجية البطاطس، وهو ما أثر سلبا وقلل حجم الإنتاج العام خلال الفترة الحالية.

وقال، إنه تبعا لذلك عندما يحدث نقص في الإمدادات، فإن الأسعار ترتفع نتيجة للعرض المحدود والطلب المستمر من المحاصيل ومنها البطاطس، لأن ارتفاع أسعار التقاوي أدى إلى زيادة تكلفة إنتاج البطاطس وارتفاع أسعارها في السوق، وتأثر العرض والطلب على البطاطس بشكل عام نتيجة لهذه الزيادة في التكاليف، وبالتالى أدى إلى ارتفاع سعر الكيلو الواحد من البطاطس للمستهلكين حاليا.

واستنكر عدد من تجار سوق الخضر بالمنصورة احتكار عدد من التجار الكبار سوق التقاوي لثاني أكبر محصول تصديري في مصر، ويستغلون قلة المعروض من التقاوي المستوردة  حتى الآن والتي لم تتعد 100 ألف طن، مع زيادة طلب الشراء عليها والذي يصل إلى 140 ألف طن لزراعة العروة الصيفية والتي تمثل 30% من مساحة زراعة البطاطس في مصر، والتي تُزرع في الفترة من منتصف ديسمبر وحتى منتصف شهر فبراير القادم، ويتم استخدام إنتاجها للاستخدام المحلي وكتقاوي للعروة النيلي والشتوي ويُصدر جزء من إنتاجها للخارج.

وأكد محمود الحسانين من كبار الزراع بمحافظة الدقهلية أن الزراعة هي المهنة الأساسية التى يعتمد عليها أهالى مركز أجا بل ومحافظة الدقهلية وأن معظم الفلاحين لا يملكون الأراضي الزراعية ولكن يقومون باستئجارها وقد وصل تأجير الأراضي الزراعية إلى 30000 جنيه فى السنة الزراعية وأضاف بأن الفلاحين فوجئوا بارتفاع سعر طن تقاوى البطاطس لأكثر من 100000 جنيه مما يؤدى لعجز الفلاح عن شراء التقاوي وبالتالى يؤدى ذلك لارتفاع جنوني وغير طبيعي لأسعار البطاطس وأشار إلى أن التقاوى كان من المفترض أن توجد بالجمعية الزراعية  ولكن لم تأت فى الميعاد المحدد لها حيث تم تأخير التقاوى على المزارعين حتى الآن وتم ترك الأرض بور وكل ذلك لصالح التجار والمستوردين حتى يتمكنوا من رفع الأسعار.

أكد  السيد الطنيخى من مزارعى البطاطس بالدقهلية أنه لا توجد خطة واضحة المعالم للزراعة حتى الآن محملا وزارة الزراعة المسئولية كاملة بدءا من إنتقاء تقاوى البطاطس و استيرادها لصالح الفلاح والقضاء على احتكار المستوردين لها مرورا بتوفير مستلزمات الإنتاج من أسمدة ومبيدات .و طالب بضرورة تدخل الدولة ممثلة فى وزارة الزراعة لأن الأزمة مازالت فى طورها الأول وستتفاقم وتشتد خلال الأشهرالقادمة.

وهدد عدد من المزارعين بالدقهلية  بالعزوف عن زراعة البطاطس في الموسم الحالي، نظرًا لارتفاع أسعار التقاوي الخاصة بها للضعف خلال أيام، ما سيتسبب بدوره في ارتفاع أسعار البطاطس على المستهلك في المستقبل.