رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تأملات

رغم أن أهوال الحرب على غزة تستدعى التكاتف وعدم الدخول فى معارك فرعية، إلا أن موقف البعض والذى يبدو مناصرا ومتطابقا مع الرؤية الإسرائيلية يفرض عدم السكوت فى ضوء التأثير السلبى لذلك الموقف على مسار الأوضاع الخاصة بالمواطنين الفلسطينيين القابعين تحت نيران الاحتلال.
يتمثل هذا الموقف فى قطاع من العرب سواء فى موقع القيادة أم الإعلام أم النخب يتبنى المواقف الصهيونية بشكل يتجاوز ربما مواقف الإسرائيليين الذين يعيشون تحت كنف حكومة نتانياهو. صحيح أنك يمكن أن تجد مواقف شبيهة على الجانب الإسرائيلى فى مناصرتها للموقف العربى، إلا أن ذلك يمكن تبريره بصحة الموقف الفلسطينى وعدالته والذى يتمثل فى أنه شعب يقاوم محتلا.
تنصب أغلب مواقف هؤلاء فى محاولة خلط الأوراق بشأن أبعاد ما جرى فى 7 أكتوبر وإلقاء اللوم على المقاومة الفلسطينية باعتبارها أس البلاء فيما جرى ويجرى وما يعانيه فلسطينيو غزة من نكبة بسبب الوحشية الإسرائيلية. ويتغافل أمثال هؤلاء عن بعد مهم يتمثل فى أن طوفان الأقصى مهما كان هناك من تحفظات عليه إنما يعتبر نتيجة وليس سببا، وأنه يأتى كرد فعل على الاحتلال الإسرائيلى ومساعى تل أبيب للقضاء على القضية الفلسطينية.
من جانب ثانٍ يتماهى البعض الآخر مع الرؤية الإسرائيلية فى العداء لحماس باعتبارها امتدادا للتيار الإسلامى، متناسين أنه مهما كانت الاختلافات الفكرية مع الحركة فإنها تحارب فى المعركة الصحيحة. على جانب آخر فإن البعض من هؤلاء يحاول تأليب المواطنين فى غزة ضد المقاومة، وهى مهمة فشلت فيها اسرائيل، بدعوى أنها السبب فى كل هذا الخراب الذى لم يشهدوه ربما منذ 48.
للأسف فإن أصوات هؤلاء منتشرة وعالية فى عالمنا العربى باتساعه وللأسف أيضا فإنه يتم إفساح المجال لهم فى بعض فضائياتنا المعروفة والمعروف توجهاتها التى تؤاخذ عليها. غير أنهم لا يشعرون بالخجل مما يقولونه ولعل فى تبنى اعلام عربى وغير عربى بل وهيئات أجنبية لهم ما يوفر لديهم مثل هذا الشعور بالاستقواء والعمل بجهد لنشر أفكارهم أو تلك التى يفرض عليهم أو يطلب منهم نشرها.
من هؤلاء للأسف كاتب سعودى معروف بمواقفه المناوئة للمقاومة يدعى عبدالعزيز الخميس راح يعلن دون أن يرف له جفن أن حركة حماس يجب أن تنتهى وأنه اذا انتهت الحرب الجارية حاليا فى غزة دون القضاء على حماس فهو انتصار لها وهزيمة لإسرائيل وهزيمة للعالم الحر. ليس ذلك فقط بل إن الرجل لا فض فوه يقول بثقة يحسد عليها إن حماس يجب أن تنتهى لكى تعيش غزة فى أمان واستقرار.
لك أن تستغرب مثل هذا الموقف من كاتب عربى لكن استغرابك ودهشتك ستزولان عندما تعلم أنه وسط أهوال الحرب والتى تمثل أحدث أشكال الإبادة الجماعية لم يشعر خميس بالخجل من أن يشارك فى مؤتمر هيرتسيليا الذى عقد فى جامعة رايخمان الإسرائيلية يومى 25 و26 من شهر يونيو الماضى تحت شعار الرؤية والإستراتيجية فى عصر عدم اليقين.
واذا كان هذا نموذج فجا، فبعض وسائل إعلامنا العربى من فضائيات وصحف تمتلئ بأمثال هؤلاء حتى يحق لك أن تتساءل عما اذا كنت تقرأ صحفا عربية أم عبرية وعما إذا كنت تشاهد قناة عربية أم عبرية.
ربما يكون كشف زيف هذه الرؤى هو السبيل الأمثل فى إطار معركة الصراع على عقول العرب والمسلمين بخصوص وضع إسرائيل فى المنطقة ومحاولات فرض مخطط تصفية القضية الفلسطينية.
[email protected]