رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

إنهم يسممون الأفكار

المنصات الإعلامية.. حرب من نوع آخر

بوابة الوفد الإلكترونية

إسرائيل.. المزور الأول للأحداث

الكذب.. حظر النشر.. استهداف الصحفيين.. تقييد الحسابات..  وسائل الصهاينة فى تزييف الحدث

منذ اليوم الأول لها أدركنا أننا أمام جيش من المحاربين المختلفين، كلٌ يحمل سلاحا، ليس بدبابة ولا صاروخ ولا حتى مسدس، بل هو سلاح الكلمة والصورة، باختصار هو سلاح آلة الإعلام، الذى أثبت منذ اندلاع معركة «طوفان الأقصى» أنه الأمضى والأسرع.

والمعركة الإعلامية لا تقل خطورة عن المعارك العسكرية، فهى تسهم فى صناعة الرأى العام الذى يقوم بدوره بالضغط على الحكومات لانتهاج سياسات معينة!

وقد خلقت التغطية الإعلامية لعملية طوفان الأقصى جدلًا كبيرًا بسبب كثرة المعلومات الزائفة والمضلّلة التى انتشرت حول المعركة فضلًا عن الدعاية الإسرائيلية التى روَّجت الكثير من الدعايات والتى تناقلتها وسائل الإعلام وخاصة الغربية منها دون تحقّق وساهمت فى نشرها لباقى قراء هذه الشبكات ومتابعيها.

< تقييد الإعلام

ناهيك عن استهداف وقتل صحفيين ومراسلين، فمن بين التقييدات التى تفرضها إسرائيل، اشتراطها على جميع الصحفيين الدوليين الذين يغطون الحرب من غزة أن يكونوا مصحوبين بمرافقة عسكرية إسرائيلية، وأن يسمحوا للجيش بمراجعة لقطاتهم قبل بثها. وهو ما حدث مع مؤسسات إعلامية أمريكية بارزة مثل NBC وCNN.

ويعتمد الإعلام العالمى على مجموعة من التقنيات النفسية المبنية على علم النفس والإدراك لإيصال الرسائل التى يريد من ورائها تحقيق أهداف أجندته الخاصة وخدمة مصالح مموليه ورُعاته، فيقول جى دورندان فى كتابه «الدعاية والدعاية السياسية» إن احتمالات تصديق نبأ معين بصحته أو عدمها لا يرتبط بالحقيقة الواقعية، بقدر ما يرتبط بالطريقة التى يعرض بها الإعلام هذا الخبر والجهة المسؤولة عن تنظيم هذا الإعلام.

ولأن الأمر يعتمد أيضا على الحالة النفسية للجمهور، لهذا نجد أن وكالات الإعلام العالمية التى أخرجت إشاعة أن مقاتلى حماس ذبحوا أطفالًا رضعًا لم يستندوا فى ذلك على أدلة حقيقية، وإنما على الحالة النفسية للجمهور الغربى – الموالى لإسرائيل – فى المقام الأول والذى كان مصدومًا مما حدث يوم 7 أكتوبر.

<< الدور الفاعل لوسائل التواصل الاجتماعي

لعبت وسائل التواصل الاجتماعى دورًا رئيسيًا فى تبادل المعلومات حول الصراع، فى غزة، خاصة أنها الوسائل الأسرع انتشارا وتقبلا من سكان العالم، وخاصة منصات مثل TikTok حيث حصدت مقاطع الفيديو المتعلقة بالحرب مليارات المشاهدات. فقد أكدت إحصاءات فى بحث أجرته شركة Humanz، وهى شركة تكنولوجية أسسها ضباط مخابرات سابقون فى جيش الإحتلال الإسرائيلي، أظهرت أنه خلال أكتوبر 2023، كان هناك 7.39 مليار منشور مع علامات مؤيدة لإسرائيل منشورة على Instagram وTikTok، بينما كان هناك 109.61 مليار مشاركة تحمل علامات مؤيدة للفلسطينيين تم نشرها على المواقع فى نفس الوقت.

** انحياز وسائل التواصل ضد طوفان الأقصى

تبدى ذلك منذ الساعات الأولى لاندلاع الصراع، فما كتبه الكثيرون على صفحاتهم الخاصة بموقع «فيسبوك» تم حذفه، بعدما بدأوا فى نقل ما يدور على أرض غزة منذ أن شنّت إسرائيل هجومها على غزة ردًا على هجوم حركة «حماس» المُسمى بـ«طوفان الأقصى»، خاصة ما ينقله الصحفيون الفلسطينيون وغيرهم من القطاع.

فالمحتوى الفلسطينى يتعرّض للحذف، ومنشورات الناقلين لا تصل للمتابعين أو ما يطلق عليه «قلة الريتش»، خصوصًا صور الأطفال الذين يتعرضون للعنف من قبل الجيش الإسرائيلى.

ونشر متابعون عبر «فيسبوك» و«إنستجرام»، انتقادات للمنصات المملوكة لشركة «ميتا» بخصوص حذف محتوى يناصر القضية الفلسطينية، بوصفها أصبحت ساحات لتشكيل الرأى العام. ونشر عدد من المتابعين  رسالة منسوخة متداولة تشير إلى أن كثيرًا من التدوينات للأصدقاء تضيع، وتطالب بتعديل الخوارزميات لموقع «فيسبوك».

وأفادت تقارير إعلامية بأنه يتم إخفاء الوسوم المتعلقة بـ«حماس» و«طوفان الأقصى»، فى الوقت الذى ارتفعت فيه حصيلة القتلى فى قطاع غزة، نتيجة القصف الإسرائيلى.

كما تم حظر حماس من معظم مواقع التواصل الاجتماعى ولا يمكن النشر على فيسبوك وإنستجرام وتيك توك؛ ومع ذلك، تم نشر بعض محتويات المجموعة على مواقع أخرى مثل تيليجرام.

هكذا باتت تلك المواقع المصدر الأساس فى تكوين الرأى العام لدى العديد من الدول، وهو ما انعكس بمواقف شعبية تعتبر متقدمة جدًا فى دعم القضية الفلسطينية وإدراك أبعادها.

<< التغطية الغربية للصراع بغزة

شبكة إيه بى سى نيوز:

نشرت شبكة إيه بى سى نيوز عدّة مقالات وتقارير تُحاول فيها شرح الوضع في غزة أو التطرق لما يجري، لكنها أشارت فى أكثر من تقريرٍ لها إلى أن المدنيين فى القطاع يشعرون بالخوف «نتيجةً للضربات الإسرائيلية التى تستهدفُ مقاتلي حركة حماس الإرهابية»، بينما وثَّقت عشرات التقارير كيف كانت الغارات الإسرائيلية تنتهجُ استراتيجية الحزام الناري لإجبار آلاف المدنيين على النزوح من مناطقهم فضلًا عن الاستهداف المتعمّد لمئات المنازل والشقق السكنية بذريعة وجود مقاتلى القسّام فيها عدا المجازر التى طالت عشرات الأسر الفلسطينيّة من بينها مجزرة مدينة غزة التى طالت النازحين خلال محاولتهم الانتقال من مدينة إلى أخرى. وتعمَّدت إيه بى سى نيوز كذلك فى مقالاتها استعمال الأفعال المبنية للمجهول حين الحديث عن المجازر التى تحصل فى غزة وعن كل ما طالَ القطاع من خراب ودمار، بحيث لا تُشير للجانب الإسرائيلى وأنّه المسئول عن كلّ هذا بل تكتفى بالإشارة لتعرض المبانى للخراب والبنية التحتية للدمار وفقط.

إم إس إن بى سي

فى اليوم التاسع من عملية طوفان الأقصى، قرَّرت شبكة إم إس إن بى سى الأمريكية إيقاف ثلاثة من مقدمى البرامج الرئيسية فيها، ويتعلّق الأمر بالصحفى الأمريكى ذى الأصول المصرية أيمن محيى الدين والصحفى البريطانى ذى الأصول الهنديّة مهدى حسن والصحفى الثالث على ڤالشى. خلقَ تهميشُ الصحفيين الثلاثة خاصّة وأنهم قدموا رواية مغايرة عن تلك التى تناقلتها باقى وسائل الإعلام الغربية المنحازة لإسرائيل ضجة اضطرَّت معها الشبكة الأمريكيّة لإصدار بيانٍ قالت فيه إنّ تغيير الصحفيين والمذيعين الثلاثة مصادفة وأنهم ما زالوا يُشاركون ضمن برامجها.

الجارديان

أقالت صحيفةُ الجارديان البريطانيّة رسام الكاريكاتير المشهور ستيف بيل  والذى اشتغلَ لديها لما يزيدُ على 40 سنة. جاءت إقالة بيل عقبَ رسمه لصورة كاريكاتيريّة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يحملُ مشرطًا فى يده ويُطالب سكان قطاع غزة – المرسومة على بطنه – بالاستعداد للخروج حتى يلتهمهم. اعتبرت جهات إسرائيلّية أنّ الرسم الكاريكاتيرى هو معادٍ للسامية. نشرت الغارديان بيانًا لاحقًا تُعلن فيه اتخاذ القرار بعدم تجديد عقد ستيف بيل، لافتةً إلى أنّ رسومه الكاريكاتيرية كانت جزءًا مهمًا من الصحيفة على مدار الأربعين عامًا الماضية ثم قدّمت شكرها له من دون أن تتطرّق لسببِ الإقالة أو تشرحه.

بى بى سي

نشرت هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سي) يوم 16 أكتوبر 2023 اعتذارًا على لسان مقدّمة برامجها مريم موشيري (الإنجليزية). بُثَّ الاعتذار مرتين خلال نفس اليوم وفيه اعتذرت الصحفية فى نحو نصف دقيقة عمّا سمَّتْه القناة «نقلنا المضلل بأن المتظاهرين المتضامنين مع فلسطين فى بريطانيا أيّدوا حماس»، وكانت بى بى سى قد زعمت فى وقتٍ سابق لما نظَّم آلافُ البريطانيين مظاهراتٍ ضخمة أمام مقرها دعمًا للقضية الفلسطينية ولقطاعِ غزّة ورشقوا بعضًا من بوابات الدخول الرئيسية لهيئة الإذاعة بمادة تُشبه الدم فى إشارةٍ لتغطيتها المنحازة للجانبِ الإسرائيلى زعمت أنّهم من مؤيدى حماس، خاصة وأنّ المملكة المتحدة تُصنّف حركة المقاومة الإسلامية والتى تُعرف اختصارًا بحماس منظمة إرهابية وذلك فى محاولةٍ كما بدى من القناة لربطِ التعاطف والتظاهر لأجل فلسطين بدعمِ منظمة تضعها لندن على قوائم الإرهاب.

اتُهمت القناة من طرفِ المتابعين بالانحيازِ لإسرائيل وبمحاولة تبرير كل ما تقوم به تل أبيب والتجييش ضد الفلسطينيين.

<< جبهة التوعية الإسرائيلية

فى الوقت الذى تحتدم فيه المعارك على جبهة غزة، ويتصاعد التوتر على الحدود مع لبنان، أطلقت إسرائيل «جبهة التوعية» عبر الفضاء الافتراضي، ليشن ما يصطلح عليه بــ«جيش إسرائيل الإلكتروني» معركة عبر مختلف شبكات التواصل الاجتماعي، لمحاربة ما أسماه الاحتلال بـ«الرواية الفلسطينية» والترويج لروايته بهدف التأثير فى الرأى العام العالمى.

ووفق صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن «جبهة التوعية» لا تقل أهمية عن ساحات القتال، ووصفتها بـ«المعركة على الوعي» لدورها فى اختراق الفضاء الافتراضى وإيصال صداها إلى كل العالم.

واعترف محللون وصحفيون أنه فى ظل الحرب على غزة، تخوض إسرائيل ومبادرات مدنية خاصة باليهود فى إسرائيل وحول العالم -من خلف الكواليس- حربا على الرواية، وعلى الدعاية وتشكيل الوعى عبر مئات عناصر الجيش الإلكترونى.

حشد وتجنيد الكوادر

تتجهز إسرائيل منذ سنوات عبر حشد وتجنيد مئات الكوادر الذين تم تأهيلهم بمراكز وجامعات إسرائيلية، وخاضوا مناورات افتراضية كثيرة وحروبا خفية لنشر الرواية الإسرائيلية عبر فبركة وتزييف المحتوى والمضامين.

فتلك جامعة «رايخمان» التى تتخصص فى «مركز أبحاث الأمن القومي- هرتسليا»، فى تأهيل هؤلاء الكوادر من خلال مساقات دراسية فى مواضيع الإعلام الدولي، وإنتاج المحتوى، والإعلام الإلكتروني، والقانون والحكم، والعلوم السياسية، وعلم الاجتماع.

كما يقدم مركز «هرتسليا» دورات تأهيلية لمئات الموظفين من مختلف الوزارات الحكومية الإسرائيلية والضباط والعاملين فى المؤسسات الأمنية والعسكرية والاستخباراتية، ومنها جهازا «الموساد» و«الشاباك».