رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حفنة كلام

التصوف أدب، دع عنك أدعياء التصوف واقرأ ما كتبه ابن الرومى وابن عربى والسهروردى ويونس إمره والحلاج وابن الفارض، اقرأه بقلب محب ولا تتصيد أخطاء تركيب الكلمات أحياناً، فلكل حال تعبير، والأحوال مواهب والمقامات مكاسب، حاول أن تتجاوز عما قاله بعضهم فى حال جَذب وتمعن فيما قاله فى حال وَهْب، اقرأ أدبهم ولا سيما أشعارهم وفَكّر لماذا يبحث الناس بشتى اللغات عن أقوال ابن الرومى وابن عربى والحلاج، ماذا وجدوا فيهم حتى فُتنوا بهم، اقرأ نصوصهم الشعرية دون حُكم مسبق وتمتع بما قالوه، لا تكن صوفياً ولكن كن موضوعياً فى حكمك واقرأ بقلبك ستجد شعراً صافى المعنى فصيح الكلمات بليغ الجُمل، ستجد فيه خلاصة الحكمة وإدهاش الحال وذَوْب المريد فكيف إذا كان شيخا وكيف إذا كان قطباً وغوثاً· لا تحرموا أنفسكم من أدب التصوف؛ انهلوا من شعرهم ومن رؤاهم ومعراجهم الروحى شريطة أن تتجردوا من قلوب كارهة وأحكام مسبقة بل تجردوا تجرد الناقد الموضوعى والمتلقى المحايد وستجدون هذا الفيض الأدبى البديع، لا تحاكموا هؤلاء على ما صرحوا به فى حال وَجْد، خذوا ما قالوه فى ميزان الأدب، كيف ترى إحياء علوم الدين للغزالى وكيف تقرأ كتابات الطوسى وكيف ترى لغة الفتوحات لابن عربى، كيف تتقبل منامات الوهرانى وطواسين الحلاج وأسئلة عمر الخيام وجماليات ابن الفارض وعبدالرحيم البرعى وتوسل الدردير بأسماء الله الحسنى فى منظومته الشهيرة ومديح البوصيرى فى بردته الأشهر، وغير ذلك مما لوضاع لفقدنا مَكْنزاً جمالياً لا يُعوض. حينما تستمع إلى المنشدين أحمد التونى وياسين التهامى والطيب الطاهر وأبوبكر القرنى ومبارك الكومى وأمين الدشناوى وعبدالحى وأحمد أبوالحسن وغيرهَم تجدهم يدورون فى فلك الحبَ: سَقونى وقالوا مُت غراماً بحبنا السُّقيا حتى الفناء حباً وهو الوجود الحقيقى عندهم، الجمال الصافى والتسامح اللانهائي؛ ها هو الجُنيد سيد هذه الطائفة- كما قيل- يجلس واعظا مُريديه على نهر الفرات، وتمر امرأة جميلة متبرجة فيلتفت المريدون مبهورين بجمالها وعندما يفيقون يبدأون فى شتْمها لكن الجُنيد يبادرهم: إنى داعٍ فأَمنوا: «اللهم لا تُدخِل هذا الوجهَ النار»

مختتم الكلام

سقونى وقالوا مُت غراماً بحبنا/ إذا شئتَ أن تحيا وتحظى بقُربنا

فموتُ الفتى بالحب راحة قلبهِ/ إذا ماتَ من حر الصبابةِ والعَنا