رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

يأتى وسط ارتفاع الأسعار ومعركة الآباء والطلاب

الغلاء والامتحانات يسرقان فرحة العيد

بوابة الوفد الإلكترونية

ملايين الأسر تعيش الآن حالة من التأهب، بين تنظيف المنازل والتخطيط للتنزه وشراء الملابس، فيما يعيش آخرون فى حالة قلق ويزداد أكثر مع اقتراب العيد واقتراب موعد الامتحانات خاصة الثانوية العامة، مشاحنات دائمة بين أولياء الأمور والأبناء حول كيفية قضاء العيد، فالأبناء يحاولون الخروج من حالة الكبت ويجدون فى العيد فرصة للخروج والنزهة والانفصال بعض الشىء عن أجواء المذاكرة لشحن الطاقة من جديد، ولكى يستطيعوا دخول موسم الامتحانات وهم فى حالة جديدة، ولكن أولياء الأمور الذين بذلوا الغالى والنفيس خلال الموسم الدراسى يريدون استغلال كل لحظة قبل الامتحانات، بينما يرى التربويون ضرورة التعامل بذكاء مع الأبناء فى فترة الأعياد، فالاحتفال بالعيد ليس ضياع وقت كما يعتقد البعض ولكنه فرصة لشحن الطاقات.

وبالإضافة لمشكلة الامتحانات فدائماً ما يكون العيد مفعماً بالمشاحنات خاصة تلك التى تقع بين الأزواج بسبب ملابس العيد وأماكن التنزه والأضحية، ويحاول الكثيرون تدبير الميزانية بما يلائم الإمكانيات، فالبعض يستطيع شراء الملابس الجديدة، والبعض الآخر يجد من ملابس البالة فرصة للتجديد، بينما يقتصر العيد بالنسبة لآخرين على تجديد ملابس العام الماضى وإضافة بعض اللمسات على يد ترزى محترف.

 

 «وكالة البلح».. ملاذ الطبقة الوسطى.. والمحلات «للفرجة فقط»

 

على بعد خطوات من محطة مترو جمال عبدالناصر بوسط القاهرة، وبالتحديد أسفل كوبرى 15 مايو، تجد ممرات وشوارع تتكدس بالمواطنين، جميعهم فضلوا شراء الملابس من وكالة البلح، والتى تعد الأشهر لبيع الملابس البالة.

على مدار عقود طويلة كانت وكالة البلح ملاذًا لمحدودى الدخل لما بها من منتجات أسعارها «على قد الإيد»، إلا أنّ السنوات الأخيرة جعلت الوكالة ملاذا لمحدودى ومتوسطى الدخل، الذين يئنون من غلاء المعيشة، لتجد هناك آلاف الأيادى التى تتسارع لشراء الأرخص والأعلى جودة فى الملابس.

سيدات وفتيات ورجال وشباب من أعمار مختلفة جميعهم يترجلون بخطى بطيئة، عيون حائرة بين «استندات» الملابس التى أصبحت أسعارها صادمة لكثير منهم، تيشيرت، بنطلون، شورت، بلوزة جميعها تبدأ من 100 جنيه، وقد تصل إلى 500 جنيه.

رصدت «الوفد» إحدى السيدات داخل الوكالة وكان يبدو عليها علامات الغضب الشديد، وقالت لأحد الباعة «أنا أدفع فى بلوزة 1000 جنيه أومال فى المحلات تبقى بكام لما المستعملة تبقى كده؟».

نسبة 40٪ زيادة فى أسعار ملابس الوكالة ليست مقارنة عن العام الماضى بل عن عيد الفطر والذى لا يبعد سوى أشهر قليلة، هذا ما أكده لنا أحد الباعة، موضحا أنّ أسعار الملابس البالة تحدد وفقا لتصنيفها، فهناك ملابس يطلق عليها «واحد كريمة» وتضم الملابس المستعملة التى قد يكون بها بعض الأخطاء الصغيرة مثل قطع صغير أو ما يشبه ذلك ويبلغ الكيلو منها بين 400 إلى 600 جنيه.

وأشار البائع إلى أنّ هناك ملابس البالة المسماة بالكانتو ويصل سعر الكيلو منها إلى 300 جنيه، مشيرا إلى أنّ ملابس الكانتو عدة أنواع ودرجات، حيث يصل الفرز بالكانتو إلى نمرة 4 وهو ما يباع بسعر 40 جنيها للقطعة الواحدة، ويتراوح وزن البالة الواحدة بين 100 إلى 180 كيلو أو نصف طن، وتختلف الأسعار من بائع لآخر. بحسب حالة المنتج.

أسعار الأحذية لا تختلف كثيرًا عن الملابس، فشهدت الأسعار حالة جنونية داخل الوكالة لتبدأ من 700 جنيه حتى 3 آلاف جنيه، ورغم ذلك فهى الأرخص مقارنة بالأحذية الأورجينال داخل المحلات.

أما محلات وسط البلد فقد تحولت إلى فترينات للعرض فقط، بينما عجز المشترون عن شراء الملابس منها بسبب الأسعار الفلكية للملابس التى تصل إلى 700 جنيه للبلوزة و600 جنيه للبنطلون فى المتوسط، فاكتفى المواطنون بـ«الفرجة» فقط منتظرين الأوكازيون الصيفى لعل الأمر يختلف عما هو موجود حاليا.

من جانبها، قالت سماح هيكل، عضو مجلس إدارة شعبة الملابس الجاهزة، إن هناك آلية لكشف تلاعب أصحاب المحلات فى أسعار الملابس من خلال الدور الرقابى الذى تقوم به إدارات التفتيش والمراقبة خلال فترات العروض الخاصة مثل الأوكازيون الذى يقام نهاية كل موسم.

وأشارت سماح هيكل إلى وجود سلوكيات سيئة يقوم بها بعض أصحاب المحلات -وهم نسبة بسيطة- حيث يقدمون عروضا وهمية مع عدم الالتزام بحقوق المستهلك خلال فترات الأوكازيون وخلال مواسم الأعياد، أو حتى فى الفترات الطبيعية، وفى هذه الحالة أو فى حالة وجود عيب فى المنتج ورفض استرجاعه أو تبديله أو عدم منح المستهلك فاتورة شراء تضمن حقوقه يلجأ إلى جهاز حماية المستهلك، وحال تقاعسهم يلجأ إلى منظومة الشكاوى الحكومية التابع لمجلس الوزراء.

وأشارت عضو مجلس إدارة شعبة الملابس الجاهزة، إلى أنّ الشعبة تسعى حاليًا إلى تعظيم المنتج المحلى على المستورد من خلال الاهتمام بفتح أسواق تصديرية جديدة، بعد قرار جنوب إفريقيا بتفعيل الاتفاقية القارية مع مصر، ما يجعل المنتج المصرى أكثر منافسة، حيث حققت صادرات الملابس زيادة بنسبة 25% مع بداية العام ٢٠٢٤ وهذه النسبة لأول شهرين فى السنة يناير وفبراير وتعتبر بداية مُبشرة لصادرات الملابس وحتى نهاية العام.

وقالت إن قيمة صادرات الملابس بلغت 464 مليون دولار مقارنة بـ371 مليون دولار بالمقارنة بالعام السابق بنفس التوقيت تقريبا، وكل سنة يستهدف قطاع الملابس زيادة من ٢٠ لـ٣٠٪ عن العام السابق، وتأتى الولايات المتحدة كأكبر مستورد للملابس الجاهزة المصرية، والاتفاقيات الدولية الموقعة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية تساهم بشكل كبير فى تعزيز الصادرات المصرية من الملابس الجاهزة.

 

الثانوية العامة..تفسد بهجة الطلاب

 

منذ عدة سنوات يتزامن عيد الأضحى المبارك مع موسم الامتحانات خاصة امتحانات الثانوية العامة تلك السنة المصيرية التى ما زال الجميع يعتبرها بمثابة عنق الزجاجة فى مستقبل الأبناء، وكالمعتاد يأتى عيد الأضحى هذا العام فى خضم هذه الامتحانات التى تبدأ يوم 10 يونيو، ويحصل الطلاب على إجازة من يوم 15 يونيو ليستأنفوا الامتحانات بعد ذلك، وهو ما يجعل العيد جزءا من فترة الامتحانات، وبالتالى تجد العديد من الأسر نفسها حائرة بين الخروج للنزهة والترفيه فى العيد وبين المذاكرة والاستعداد للامتحانات.

مشاحنات يومية بين أولياء الأمور والأبناء الذين يعيشون حالة من الرعب مع قدوم امتحانات الثانوية العامة، يقول أحد الآباء ويدعى حامد السيد، إنه يحاول السيطرة على ابنه حتى لا ينساق وراء ضياع الوقت بحجة العيد.

يُشير الأب إلى أنه حريص على التعامل مع ابنه بطريقة التربية الإيجابية الحديثة ولكن هذا أنهكه كثيرًا بسبب الخوف على مستقبل ابنه، وقال: «شوية بشد عليه وشوية برخى علشان يعرف يركز».

يستكمل الأب حديثه قائلا: إنه يوصى زوجته بعدم الضغط على الابن فى أيام الامتحانات وترك مساحة له للترفيه من خلال مشاهدة التليفزيون أو محادثة أصدقائه على الإنترنت ولكن بوقت محدد.

الأمر لا يختلف كثيرًا عند نور فتح الله، الذى يعانى مع ابنه الذى يهوى اللعب وكثيرا ما يدخل معه فى مشاجرات خوفًا على مستقبله.

وأضاف: «لما بزعق لابنى فاكرنى أقسو عليه لكن أنا خايف على مستقبله ويا ريت كل ابن يكون عارف ده»، يشير صاحب الخمسين عامًا إلى أنه يحلم أن يكون ابنه طبيبًا، ولهذا يوجه له رسائل دعم دائما بأنه سيفتخر به حال التحاقه بكلية الطب، وأن ذلك مستقبله قبل أن يكون أسرته، لذلك قرر الأب أن يمنح ابنه فرصة للترويح فى العيد لساعات قليلة ليستأنف بعدها المذاكرة استعدادا للامتحان.

وفى السياق، تقول الدكتورة ولاء شبانة، الخبيرة التربوية، واستشارى الصحة النفسية والعلوم السلوكية، إنّ الأسرة لديها حرب ثقافية ما بين مذاكرة الأبناء وعدم ضياع الوقت، والاحتفال بالعيد، والتى تعد فرصة لتفريغ الكبت، مؤكدة أن فكرة «خلى العيد لأصحابه» خاطئة وتنعكس بالسلب على الأبناء.

وأشارت الخبيرة التربوية إلى أنّ السياج الآمن لابنى هو مراعاته، بتلبية حقوقه المطلوبة منى كولى أمر، وعدم الحبس أو المنع من ممارسة حقه فى المناسبات والأعياد، ولذلك دائما ما نوصى أولياء الأمور، بالترفيه عن أبنائهم ومنحهم الفرصة لقضاء العيد بشكل طبيعى باعتباره جانبا إيجابيا للتنفيس عما يعيشه من أجواء الامتحانات وتفريغ طاقته السلبية وذاكرته، ولكى يكون لديه إقبال على الاستذكار أكثر.

ووجهت الدكتورة «ولاء» رسالة لأولياء الأمور، بضرورة التيسير على أبنائهم فى قضاء العيد للتخلص من مخزون الطاقة السلبية، مشيرة إلى أن هناك بعض أولياء الأمور الذين يتشددون مع أبنائهم وفى النهاية تأتى النتيجة عكسية، وذلك لأن الطالب يعيش أجواء من التوتر طول العام علاوة على أنه لم يمارس أى نشاط أو فسحة مما يؤثر بالسلب على حالته النفسية، وبالتالى يعانى من عدم القدرة على المذاكرة.

ووجهت الخبيرة التربوية عدة تعليمات يجب اتباعها خلال فترة الامتحانات، منها الحرص على التغذية السليمة للأولاد لتنشيط ذاكرتهم والحفاظ على صحتهم، فثقافة الطعام أوقات الامتحانات تعتمد على أن الاهتمام يكون بالأطعمة الدسمة ولكن هذا التفكير خاطئ بل يجب تقديم كل ما هو مفيد للطالب لتحقيق دسامة عقلية أكثر من دسامة معدته.

وأضافت: لابد من اتباع سنة الرسول وتناول الطعام المسلوق أو المشوى الذى يحتوى على مواد دهنية قليلة ويتخلل الوجبات فاكهة وعصائر فريش مثل الموز والتفاح للمساعدة على سرعة الاستيعاب والمذاكرة، وضبط الساعة البيولوجية للأولاد وضبط مواعيد النوم، وذلك للحفاظ على القوة العقلية والجسدية للطفل، بالإضافة إلى توفير الجو المناسب للطالب وليس بالهدوء الشديد ولكن تجنب المشاكل والمقارنات المجحفة بينه وبين المعارف والأصدقاء لأنها تأتى بنتيجة سلبية على الطالب، مع ضرورة تجنب الأكل أثناء المذاكرة، وتوفير مكان مناسب للمذاكرة، حتى لا يتم تشتيت ذهنه، كما أكدت الدكتورة «ولاء» أنه يجب على الطالب شرب من 2 إلى 3 لترات يوميًا فهو أهم مضاد للاكتئاب وأهم عامل من عوامل توزيع الفيتامينات، وتقديم إضاءة مناسبة حتى لا تسبب له صداعا أو خموال، وأن يكون مكان المذاكرة بعيدا عن أى مشتتات خارجية أى أن يكون بعيدا عن باب الشقة أو شباك مطل على الشارع، وفى العيد لابد من مراعاة أولياء الأمور لتنظيم الوقت بين المذاكرة والاستمتاع بأجواء العيد وروحانياته.

 

 

السفر إلى العائلة فى الصعيد.. حلم العاملين بالقاهرة

 

يحلم الكثيرون من أبناء الصعيد الذين يعملون بالقاهرة، بالسفر إلى مسقط رؤوسهم بعد أن قضوا الأشهر سعيًا وراء لقمة العيش، ومع قدوم العيد يفكر الجميع فى العودة لأسرهم والبعد عن ضغوط الحياة، ينجح البعض فى ذلك بينما يجد آخرون أنفسهم مضطرين للعمل حتى فى أيام العيد، فقد عجزوا عن توفير المال الكافى لشراء ملابس العيد ومتطلباته من اللحوم وغيرها لأسرهم.

يزداد الأمر حزنًا وألمًا مع جشع سائقى الميكروباصات فى مواقف الأقاليم، والذين يقومون برفع أجرة السفر عملاً بمبدأ «المضطر يركب الصعب» ليجد عدد كبير من العمال الكادحين الذين جاءوا إلى القاهرة بحثا عن لقمة العيش أنفسهم فى حيرة بين السفر والرضوخ لهذا الابتزاز والمغالاة غير المبررة، وبين البقاء فى القاهرة والحرمان من «لمة العيلة» حتى فى العيد.

جولة ميدانية أجرتها «الوفد» على مواقف الأقاليم فى المنيب والمرج الجديدة، لرصد أحوال المسافرين، ووجدنا رجلاً نحيلاً يرتدى جلبابًا، تركت سنوات عمره الأربعين أثرها على وجهه الشاحب، انزوى فى أحد أركان موقف المرج الجديدة، منتظرا اكتمال السيارة الميكروباص بالمسافرين إلى محافظة قنا.

وبسؤاله عن أحواله رد قائلاً: «اسمى عيد السيد، من محافظة قنا.. عامل محارة.. مقيم هنا فى المرج الجديدة ويعمل معى بعض الأنفار، وأضاف: فى العيد لازم أسافر لأولادى حتى لو مش معايا فلوس لازم أشوفهم وأطمن عليهم وأشاركهم الفرحة».

ما يغضب الرجل الأربعينى هو استغلال سائقى الميكروباصات للمسافرين فى هذا التوقيت قائلاً: «السواق بياخد فلوس على الشنطة اللى بتتحط فوق العربية وده مش قانونى لكن ما باليد حيلة».

التقط أطراف الحديث شعبان جمال، الذى يعمل صنايعى سيراميك، من محافظة أسيوط، وقال إن العيد فى الصعيد شىء مقدس ولابد على جميع المغتربين العودة لأسرهم إذ كانوا بداخل مصر وليس فى دولة أخرى.

وأضاف: «العيد مايبقاش عيد إلا لما بنكون وسط عيالنا.. وهم مش بيفرحوا بالعيد إلا لما بنكون وسطهم».

وبسؤاله بشأن العمال الذين يعجزون عن السفر للصعيد، بسبب الظروف الاقتصادية رد قائلاً: إن هؤلاء جاءوا إلى القاهرة خلال الأيام القليلة الماضية وعجزوا عن العمل بشكل كافٍ لتوفير المال اللازم فضلاً عن ارتباطهم بموعد لتسليم الشغل، واستكمل: «اللى بينزل البلد أقل إجازة بتكون 10 أيام وصاحب الشغل المتعطل مش هيستنى كل الفترة دى».

الحال لا يختلف كثيرًا مع كامل محفوظ، الذى قال إنه يعمل فى القاهرة مع صنايعى سيراميك، وجاء منذ فترة قليلة وعجز عن توفير المال الكافى لشراء متطلبات منزله من لحوم وملابس، ولكن من الصعب عليه قضاء العيد بمفرده بعيدًا عن أسرته.

«اللى ربنا رزقنى بيه أعيّد بيه مع العيال وخلاص».. يستكمل «محفوظ» حديثه، مشيرا إلى أنّ العيد وسط الأسرة أفضل بكثير من الغربة حتى وإن كان المال لا يكفى لشراء كل الاحتياجات، وأضاف: «ده لو أقضى بالفلوس اللى معايا يومين بس يبقى اسمى قضيت العيد معاهم وأرجع تانى».

يشير صاحب الثلاثين عامًا إلى أنّ العيد فى الصعيد دائمًا وسط العائلة، من الصعب على الصعيدى أن يقضيه بعيدًا عنهم إلا إذا كان مسافرًا إلى دولة أخرى، فهناك طقوس معينة نقوم بها بداية من يوم الوقفة وحتى آخر يوم للعيد، ما بين الذبح والزيارات واستقبال الأقارب وغيرها.

«صابر» طالب، عامل باليومية، جاء إلى القاهرة قادمًا من جنوب الصعيد بحثًا عن لقمة العيش، لم يمر عليه سوى شهر واحد حتى أقدم عيد الأضحى، ليقف حائرًا هل سيعود لعائلته مجددًا رغم عجزه عن توفير المال اللازم لشراء اللحوم والملابس لأبنائه، فهو أب لـ4 أبناء فى مراحل تعليمية مختلفة، ويقول إن قضاء العيد مع الأسرة شىء مقدس ولكن فرحته لم تكتمل بعجزه عن شراء الملابس للعيد، مضيفاً: «اللى اشتغلت بيه خلال الشهر يا دوب يكفى اللحمة اللى هشتريها لما أروح علشان أقضى معاهم أسبوعين وأرجع تانى».

يؤكد صاحب الأربعين عامًا أنه مثل غيره من العاملين يصعب عليهم قضاء العيد بعيدًا عن الأسرة، وقال: «العيال بيفرحوا باللمة.. وجود الأب فى البيت عيد للأسرة حتى لو مكنش معاه فلوس».

الحكاية لا تختلف كثيرًا مع أحمد مراد، نجار مسلح، الذى قال إن لمة العيلة فى الصعيد تعطى للعيد طعمًا، ومؤخرًا تقضى الأسر العيد فيديو كول مع الرجال الذين سافروا خارج مصر بحثًا عن الرزق، ويشاركون العائلة فرحة العيد ويقضون يومهم معه صوتاً وصورة.

وأضاف: «أنا السنة اللى فاتت كنت فى ليبيا وقضيت اليوم كله مع الأسرة بالفيديو.. كنت حزين لكن رؤيتى لهم هون عليا اليوم».

ويشير فوزى سالم، مقاول أنفار، إلى أن التكنولوجيا كان سببًا فى تخفيف آلام الغربة على العمال المسافرين خارج مصر، وعلى مدار السنوات الماضية، كان الأب يعيش حالة من الحزن الشديد حينما يمر عليه العيد وهو بعيد عن أسرته بسبب عجزه عن رؤيته لهم، إلا أن المحادثات والمكالمات صوتا وصورة هوّنت مواسم العيد للغرباء، فبدلا من قضاء العيد وحدهم أصبحوا يقضونه مع أسرهم صوتاً وصورة.

  

 

التذكرة تبدأ من 20 جنيهاً

فسحة العيد.. «على قد الإيد»

 

تزامنًا مع قدوم عيد الأضحى، تبحث الكثير من الأسر عن أماكن للتنزه تكون تكلفتها بسيطة، خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى يمر بها الجميع، فالكثيرون بين نار الرغبة فى الخروج والترويح عن أنفسهم وبين الخوف من انهيار ميزانية الأسرة خلال الشهر، وخلال السطور التالية نستعرض أبرز الأماكن التى يمكن التنزه فيها بأسعار مخفضة.

ممشى أهل مصر بـ20 جنيهًا

أول هذه الأماكن ممشى أهل مصر، حيث يحرص الكثير على زيارته خلال المناسبات المختلفة ليس فقط فى الأعياد، حيث أنه يطل على نهر النيل، بالإضافة إلى المناظر الخلابة وخاصةً فى ساعات الليل، وقد يفضل البعض أخذ جولة بالمراكب الصغيرة فى وسط النيل، ويقع ممشى أهل مصر فى منطقة بولاق من ناحية ميدان التحرير، ويبدأ سعر التذكرة الخاصة به من 20 جنيهًا للفرد.

حديقة الأزهر

ضمن أماكن التنزه أيضا، حديقة الأزهر، والتى تقع فى شارع صلاح سالم بمنطقة الدرب الأحمر، وهى مفضلة للعائلات لمساحتها الكبيرة وتوافر المساحات الخضراء بها بكثرة، أما عن السعر فتذكرة الدخول للكبار 40 جنيهًا، وللأطفال 30 جنيهًا.

متنزه الطاهرة

من ضمن الأماكن المقترحة لقضاء إجازة عيد الفطر المبارك أيضًا، متنزه الطاهرة ويقع فى شارع سرايا القبة، بحى الزيتون بالقاهرة، ويتميز بالمناظر الخلابة، فيمكن للزوار الاستمتاع بالتقاط الصور التذكارية عند الأشجار المضيئة.

حديقة الطفل

على بعد أمتار من شارع عبدالرازق السنهورى بحى مدينة نصر، تقع حديقة الطفل، التى تعد واحدة من ضمن الحدائق التى يفضل المصريون التنزه فيها، وخاصةً بعد التجديدات التى لحقت بها خلال الفترة الماضية، أما عن سعر دخول الفرد للحديقة فيصل إلى 20 جنيهًا.

الحديقة الدولية

الحديقة الدولية من أشهر الحدائق الموجودة فى محافظة القاهرة، والتى يفضل المواطنون التنزه بها خلال أيام عيد الفطر المبارك، بسبب المناظر الطبيعية الخلاّبة، والتى يستمتع بها البعض، إلى جانب توافر ساحة لمشاهدة بعض الحيوانات البرية عن قرب.

حديقة الميريلاند

حديقة الميريلاند أيضًا من ضمن الأماكن المفضلة بسبب الأشجار الخضراء والمنظر الخلاب للحديقة، وسعر تذكرة الدخول إليها من الأحد للخميس 20 جنيهًا، وترتفع أسعارها يومى الجمعة والسبت والإجازات الرسمية لـ30 جنيهًا للفرد الواحد.