رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حفنة كلام

إن عقلانية الأشياء تدعونا إلى المصالحة، كل الشعوب على مدار التاريخ كانت مستعمِرة حينا وأحيانا مستعَمرة؛ لكنى أطالب أن تدفع أوربا تعويضات عادلة عما اقترفته فى حق شعوب الأرض ولاسيما المغرب العربى وإفريقيا، من حق الأحفاد أن يروا اعتذارا أوروبيا عن الحقبة الاستعمارية مصحوبا بتعويضات لأحفاد الضحايا ودون هذا وذاك فلن تنفتح القلوب والعقول العربية على أوربا، أما القول إن أوروبا تلقى بيننا البغضاء والتفرقة فهذا قول حق من جانب لكنه فى جوانب أخرى ينبغى علينا أن نعلن أن من يرض أن يكون عرائس متحركة فعليه أن يطيع الخيوط ولا يلعن الأصابع الخفية التى تحركه. هل يستطيع مثقف عربى أو غير عربى أن يُعرِض عن التقنية الصناعية التى صاغها الغرب؟ هل نستطيع أن نتجاوز ونتغاضى عن تراث كانْت وهيجل وديكارت وجوته وشيلر وبتهوفن ونيوتن وباخ وشوبرت وسارتر وبروست وميشائيل إنده وكافكا وغيرهم.نحن بحاجة إلى أوربا كما أنها فى حاجة إلى حضارات أخرى لأنها لن تُكوّن حضارة واحدة بمفردها وهذا ما ينبغى أن تعيه أوروبا قبل أن تتبوأ مكانتها الحضارية المستقبلية خلفا لقوى كبرى فى طريقها للانهيار، وليست أوربا خطرا علينا بقدر خطورة أنفسنا على أنفسنا. إن أوروبا فى حالة الوعى بالآخر ونحن فى حالة اللاوعى بالآخر، وهذا يجعلنا نكره أوروبا ونحقد عليها أو نحبها ومن الحب ما قتل. ولو أن أوروبا تخلصت من عتق الارتباط بأمريكا لبدت أكثر قربا من العرب وأكثر تقبلا لقيم الحق والعدل. إنها تدفع ثمن الارتباط بأمريكا من جهة وثمن القوى الراديكالية التى بدت على السطح بكل تعصبها الأعمى وعدم تقبلها الآخر؛ فالآخر المختلف له ثقافته الخاصة به وعاداته وتقاليده التى لن يتخلى عنها من أجل القيم الغربية التى يريدون فرضها على العالم، تقبل الذات الحقيقى يعنى تقبل الآخر وإلا فالقيم ستكون سطورا صماء فى دساتير لا تُفعّلْ.

< مختتم الكلام

عفوًا كتبتُ فلمْ أبدأْ على طللٍ/

لأنّ روحيَ صارتْ بعدكم طَللا

أقتاتُ أخْيـلةً راحـتْ تطـاردني/

ركضَ السرابِ، ويجرى العمرُ مُرتحلا

جاوزتُ نصف طريقٍ لستُ أعرفها/

وَرُبّ مُنْتَصَــفٍ قد جاء مُكْتملا

[email protected]