رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نحو المستقبل

وصلتنى  من أ. د. على الغتيت أستاذ القانون الدولى والاقتصادى المقارن ورئيس الجمعية المصرية للقانون الدولى ونائب رئيس الاتحاد الدولى للمحامين سابقا والخبير القانونى العالمى المعروف هذه الرسالة المهمة تعليقا على مقال الأسبوع الماضى الذى كان عن ضرورة وجود حراك فلسفى عربى جديد ، وفيها توضيح غاية فى الأهمية عن استراتيجيات الغرب فى التعامل مع الآخر وخاصة دول الجنوب ؛ تقول الرسالة «أنه فى أصول دراسات الاستراتيجية الغربية فى العلاقات الدولية «IR» واصول الهيمنة العالمية فى أهم المراجع الاكاديمية والعلمية المدونة والحائزة على NOBLE وتدرس فى أعلى جامعات الغرب و US OF AMERICA أن عماد القوة الاستراتيجية للهيمنة العالمية  التامة الراسخة فى مواجهة دول الجنوب؛ هى «أولا»: النجاح فى تحقيق الكثافة السكانية العالية للمهيمن، و«ثانيا» :تحصين النجاح فى تحقق القدرة الاقتصادية المستقلة، أما شروط نجاح الهيمنة على الآخر فى العالم الجنوبى فهى: 
«أولا»: تحقيق وضمان استمرار هزال الحالة الاقتصادية والمالية و ترسيخ الاعتماد على الاقتراض الأجنبى، و«ثانيا» : الحد من النمو السكانى عددا و صحة وتعليمًا، وضمان تحقق حرمانه من التعليم ومن الصحة ومن سبل العلاج.!».
وتعليقا على ذلك أرى أنه بالفعل هذه هى استراتيجيات الغرب فى التعامل مع دول الجنوب اليي صنفوها على أنها دول عالم ثالث وتعمدوا طوال الحقبة الاستعمارية اضعافها بالاستيلاء مباشرة على ثرواتها الطبيعية والمادية، أو بربطها اقتصاديا باقتصادهم حتى بعد الفترة الاستعمارية، وهذا هو الأهم بعرقلة تقدمها عن طريق تكبيلها بمجموعة ظالمة من القوانين والمنظمات الاقتصادية التى يسمونها عالمية وهى فى الحقيقة منظمات لم تخلق الا للتضييق على اقتصاديات الدول النامية وخنقها وحرمانها من تحقيق طفرات تنموية تخلصها من التبعية والاعتماد على الآخر!
أضف الى ذلك أن الرؤية الغربية للآخر لا ترى فيه الا أنه مجرد مصدر للثروات المادية والبشرية والقوى العاملة وتعمل دوما على ضرورة استمراره خاضعا واعتماديا ، ولذلك أرى أنه لا ينبغى بأى حال التعامل بجدية مع كل ما يروجون له من مفاهيم أخلاقية وخاصة ما يتعلق بحقوق الانسان والتسامح والديموقراطية .. الخ. لأن الانسان بألف ولام التعريف فى نظرهم هو فقط الانسان الغربى الأبيض فهو الجدير بالسيادة والريادة والتمتع بكل الحقوق والحريات أما ماعداه فلا يهمهم من قريب أو من بعيد ! وقد أشرت الى ذلك وبرهنت عليه فى كتابى « حقوق الانسان المعاصر بين الخطاب النظرى والواقع العملى «، وها هى حرب الإبادة العنصرية التى تقوم بها إسرائيل فى فلسطين بدعم واضح ومعلن ومفضوح من الولايات المتحدة الأمريكية خير شاهد على ذلك ! 
اننا نعيش بلا شك فى ظل الهيمنة الأمريكية الغربية على العالم أسوأ دورة حضارية شهدها التاريخ البشرى لما فيها من نزعة عنصرية وتمييز واضح، ولما فيها من ازدواجية المعايير وفرض الرأى على الآخرين ! ان مجرد الوعى بما ورد فى حديث د. على الغتيت عن استراتيجية الغرب تجاه دول الجنوب يعنى ضرورة أن نعيد النظر فى علاقتنا الاستسلامية  بالغرب والاستجابة لدعواته الخاصة بحوار الثقافات والأديان والتسامح مع الآخر الخ .، فهى كلها دعوات المقصود بها تخديرنا وتغييب ارادتنا الواعية فلا نلتفت الى مخططاته الخبيثة لاضعافنا ماديا وبشريا!
إن الحقيقة الناصعة التى لا ينبغى أن تغيب عن وعينا هى أن الغرب لا يريد بنا خيرا أبدا ، وأنهم يعتبروننا كما يقول فيلسوفهم صمويل هنتنجتون صاحب كتاب « صدام الحضارات « العدو الأول ، ولذلك أعدوا الخطط وصمموا الاستراتيجيات التى من شأنها اضعافنا كدول عربية وإسلامية وهذه الخطط المعلنة وغير المعلنة تهدف جميعا الى تفتيت دولنا الى دويلات وهدم الجيوش واذكاء الصراعات الإقليمية والعرقية والمذهبية، فلا تجد دولة الا وهى تعانى من هذه الصراعات والحروب الداخلية، وكل تلك النزاعات والصراعات يشعلها ويغذيها ويمولها الغرب والمنظمات الصهيونية العالمية! وكم كتبت عن ذلك ونبه اليه الكثير من الكتاب والمثقفين العرب لكن عادة ما تذهب تحذيرات وصرخات الكتاب العرب هباء منثورا لأن الحكام والزعماء العرب وأصحاب المصالح فى واد آخر ، وكم قلنا وسنظل نقول: أفيقوا ياعرب ، ان مصلحتكم الحقيقية هى فى القضاء على كل النزاعات والحروب الداخلية والعلو على المصالح الآنية للحكام والزعماء والنهوض بالأمة عبر الوعى بكل مايحاك بنا ورفض كل  محاولات التشتيت والتفتيت والعمل جادين جاهدين لبناء نظام عربى جديد من شأنه رأب الصدع وتوحيد الكلمة، والعمل على تطوير العمل العربى المشترك ، وياليتنا نفكر – كما ناديت بذلك  فى كتابى « الأورجانون العربى للمستقبل  الذى صدر عام 2014 - فى انشاء كيان بديل للجامعة العربية برياسة تبادلية بين الزعماء العرب يكون له ذراع تنفيذية ممثلة فى مجلس وزارى من المتخصصين فى كل المجالات وخاصة العسكرية والسياسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية يقود العمل العربى المشترك فى الفترة القادمة! فهل من مجيب؟!