رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

ضوء فى آخر النفق

لقد ناديت لو أسمعت حيًا ولكن لا حياة لمن تنادى!

كم هو بليغ ومعبر هذا البيت من الشعر، الذى نلوذ إليه حينما يتكالب علينا الهم أو الكارثة وننبه إليها ونحذر منها ولكن «لا حياة لمن تنادي»? هل أقفلت وزارة التعليم أبوابها لانشغالها باجراء الامتحانات؟ هل هناك وقت معين تكون الوزارة فيه «رايقة» ومستعدة للتواصل مع الرأى العام العام ونبضه فى الصحف؟ ماهو هذا الوقت مثلا لكى تعيرنا انتباهها؟ التعليم هو كل المستقبل وللاسف نحن لسنا مسلحين لهذا المستقبل، لا بالتعليم ولا بالتربية!

كما رأيتم فى المقالات السابقة نحن نعيش أسوأ لحظات الأداء بالمدارس..المشكلة ليست «فلوس» فقط، فكم من مليارات أهدرتها الوزارة فى سنوات تجريبها الفاشلة (تطوير مناهج، تابلت، ومنصات تعليم ونحو ذلك! كم كان قاسيا ومؤلما أن يتحدث السيد الرئيس عن عدم وجود طلاب نابغين مؤهلين ليكونوا مبرمجين ومتقدمين فى التعامل مع البرمجيات التى ترى الدولة انها المستقبل. وزير التعليم العالى أكد أن الوزارة لم تجد من هذه النوعية القادرة على العمل فى هذا المضمار سوى ٩ طلاب فقط! يا للهول على طريقة يوسف بيه وهبى..كل هذه الملايين التى تدخل قائمة تعداد السكان سنويا بأرقام مهولة، وما يصحبها من تدفق مليونى سنويًا إلى المدارس، ومع هذا يبدو «العدد فى اللمون» كما يقولون! مصر الولادة التى نافست ست دول فى مهرجان كان للسينما، فى مسابقة الافلام التسجيلية ونجحت مجموعة من فتياتها البكر سينمائيا وفنيا فى الفوز لمصر بأول جائزة فى المهرجان الدولى العريق، بشكل يرفع الرؤوس، عن الفيلم الرائع «رفعت عينى للسما»، الذى أصبح حديث الصباح والمساء، تعجز عن استيلاد الموهوبين فى هذه العلوم المستقبلية التى تقوم الدول والجيوش وخطط التنمية على أساسها؟ كيف سنخلق هؤلاء ما لم يكن الأساس مساعدا لهم، ما لم تكن المدرسة التى ينتمى اليها طلابنا مجهزة بالاساس لمثل هذا النوع من التعليم المستقبلى، وهذه العلوم المستقبلية التى تكفل اليوم للصين وتايوان والهند مليارات الدولارات من صناعة البرمجيات، التى نعتبر من مستهلكيها فقط؟

أما من وزراء يدخلون التاريخ ينقلوننا نقلة تعليمية صناعية واقتصادية كبرى؟ لودفيج إيرهارد المعروف عندنا بـ«ايرهارد» مستشار ألمانيا الغربية الذى أنقذها بسياساته الإصلاحية مرتين، مرة وهو وزير ومرة وهو مستشار بعد أن خرجت مدمرة من الحرب العالمية الثانية..روتشيلد، روكفلر، ومكنمارا وغيرهم قدموا لبلدانهم أفكارًا وسياسات مصرفية ومالية ودفاعية كانت فى توقيتها- وبعضها قائم كالبنك الدولى (ماكنمارا)- مذهلة وحققت أهدافها المجتمعية ونقلت بلدانهم نقلات رهيبة. نفس ما حدث عندنا  أولى الرئيس عبدالناصر مهمة إنشاء السد العالي- أعظم مشروع هندسى فى القرن العشرين- للوزير محمد صدقى سليمان، وحظينا أيضا بالوزير عزيز صدقى الملقب بأبو الصناعة المصرية..هل كنا محظوظين بأمثال هؤلاء الوزراء؟ وكيف لا نكون محظوظين اليوم بأمثالهم، ونحن الذين استطعنا ان نصنع معدات عسكرية خضنا بها حرب أكتوبر، وكان لدينا قادة ووزراء دفاع وتصنيع حربى حققوا النصر العظيم؟

ألا يوجد لدينا اليوم وزراء اقتصاد وتعليم وتربية يريدون أن يدخلوا التاريخ، ليحققوا بأفكارهم المبتكرة وسياساتهم الجديدة والرشيدة ما تصبو اليه الأمة المصرية، التى هى فى أمس الحاجة إليهم؟