رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاتبة كندية يهودية «نعومى كلاين» تلقى خطبة فى عيد الفصح اليهودى وتتهم شعبها بأنهم يعبدون إلهًا مزيفًا يسمى الصهيونية، مما يذكرها بقوم موسى الذين عبدوا العجل الذهبى فكان عقابهم شديدًا وهو التيه والشتات لمدة أربعين عامًا، لذا فهى تناشد بنى عقيدتها اليهود فى جميع أرجاء العالم أن يتحرروا من عبودية هذا الصنم المزيف الفاسد الذى جعل اليهود يفقدون إنسانيتهم وأخلاقهم ويستولون على أرض الفلسطينيين منذ 1948 أو ما يسمى بالنكبة، وها هم اليوم يقومون بإبادة أصحاب الأرض الأصليين.. هذا الصنم الذى جعل اليهود يتحولون إلى مجرمين يمارسون كل أنواع الفساد والقتل.. يأتى هذا الخطاب الدينى السياسى من قبل اليهود فى الغرب بعد أن تحول الرأى العام العالمى بصورة مخيفة ضد الصهيونية وضد إسرائيل باعتبارها كيانا محتلا يقوم بأفظع الجرائم ضد المدنيين العزل.. لم تنجح آلة الإعلام الغربية فى التستر على جرائم الإبادة، وذلك بسبب الوعى والصمود الذى أظهره الشعب الفلسطينى وأهل غزة الذين تمكنوا من تسجيل كل لحظات القهر والقتل والتعذيب والإبادة والحصار مع وجود جيش مدرب من الإعلاميين العرب الذين قدموا أرواحهم من أجل التواجد الحى فى مواقع الحدث ونقل كل ما يجرى لحظة بلحظة، وكانت الكاميرا والموبايل أقوى من كل الكلمات والبرامج والصحف الأجنبية والكُتاب الغربين والساسة الذين استأجرتهم واستعملتهم الصهيونية العالمية سواء فى وسائل الإعلام أم فى مراكز صنع القرار وأصبح الإعلام الجديد أهم سلاح فى طوفان الأقصى وهذه الحرب غير المسبوقة فى كل جوانبها سواء جرأتها ومصداقيتها وتمسك أصحاب الأرض بديارهم ودفاعهم المستميت عن قضيتهم وكم العنف والوحشية التى تعرضوا لها من الكيان والظلم البين والصمت المخيف من قبل المنظمات الدولية التى أصبحت بلا جدوى أو فائدة سوى الشجب والرفض والتحذير.

وفجأة فى خضم كل هذا المشهد العبثى المخيف ينتفض شباب وطلاب الجامعات الأمريكية فى حركة سياسية إنسانية تشبه ما حدث إبان حرب فيتنام فى ستينيات القرن الماضى، وإن كانت المفاجأة أن النظام السياسى الأمريكى بقيادة الرئيس الديمقراطى بايدن قد أظهر وجهًا سياسيًا عنيفًا ومتشددًا تجاه الطلاب والأساتذة وتجاه كل من يقف مع القضية الفلسطينية ويحارب هذا الحصار اللاإنسانى ضد الأطفال والمدنيين فى غزة، وصارت مشاهد الضرب والسحل وإلقاء القبض على الأساتذة والطلاب تتصدر شبكات التواصل الاجتماعى واندلعت شرارة الربيع الأمريكى لتمتد من جامعة كولومبيا إلى تكساس إلى هارفاد إلى جورج واشنطون وجورجيا إلى غيرها من الولايات الأمريكية وتطور الأمر لأن يُضرب طلاب عن الطعام وبعضهم يرفض إقامة حفلات تخرج والآخر يقيم مخيمات تحاكى مخيمات اللاجئين وآخرون يضعون أسماء مدن فلسطينية على مبانى الجامعة... ويتحول شباب أمريكا الواعى المثقف الواعد إلى كتلة غضب ورفض لهذه الهيمنة الصهيونية على المجتمع والحكومة والسياسة الأمريكية التى فقدت مبادئ الحرية والديمقراطية والعدالة الإنسانية… أنه عهد جديد وتغير شامل فى الغرب سواء من خلال ما حدث فى محكمة العدل الدولية وتوثيق قضائى لجميع الجرائم والفظائع التى ارتكبها الكيان المحتل أو بداية اعتراف العديد من الدول بالدولة الفلسطينية أو ذلك الغضب اليهودى من بعض الأصوات والجماعات اليهودية فى الغرب والتى تعلن عن رفضها لما يقوم به الكيان وتطالبه بإعادة الأرض لأصحابها أو ما يجرى من ثورة طلابية فكرية فى جامعات أمريكا وأوروبا والمطالبة بتحرير غزة وفلسطين وأمريكا والغرب من الهيمنة الصهيونية ونبذ الفصل العنصرى والاحتلال والحصار والإبادة الجماعية للفلسطينيين.

إنه ربيع أمريكى وأوروبى وخريف الكيان وكل من سانده قولًا وفعلًا وصمتًا وخوفا.