رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قلم صدق

فى خطوة تفاؤل استطاعت الصين أن تتدخل لإنهاء الانقسام الفلسطينى الذى دام ١٧ عامًا، والذى بدأ عام 2006 بعد فوز حماس فى الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وأدى إلى تطور الانقسام ما حدا بكبار الدول العربية لعقد اتفاق ينهى هذا الصراع والانقسام بين الإخوة الفلسطينيين فكان «اتفاق مكة» بين حماس وفتح الذى تبنته السعودية فى 8 فبراير 2007 م.

وكان «اتفاق مكة» حينها يحتوى على أربعة قرارات هى وقف ومنع سفك الدم الفلسطينى وتوحيد ومواجهة الاحتلال وذلك بتبنى لغة الحوار لحل الخلافات السياسية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، وتفعيل وإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية وتسريع عمل اللجنة التحضيرية على أساس تفاهمات القاهرة ودمشق، والإشراك السياسى على أساس القوانين الفعالة فى السلطة الوطنية الفلسطينية وعلى أساس التعددية السياسية.

ورغم أجواء التفاؤل الكبيرة التى رافقت التوقيع يومها، فإن التوتر بقى موجودًا، وأدى إلى انهيار هذا الاتفاق بعد أحداث غزة فى يونيو 2007، بعدها آلت السلطة فى القطاع إلى حركة حماس، وكانت هذه.. القشة التى قصمت ظهر البعير (الفلسطينيين).. ومن يومها صارت حركتا فتح وحماس كالديوك، لم تقم لهما قائمة.

إلا أن الوضع لم يتقبله إخوتهم العرب، فما كان من مصر إلا أن دعت ثانية وثالثة لفض هذا الانقسام وتمت اتفاقات فتح وحماس فى 2014، منها اتفاقيتا مصالحة متتاليتان بين فتح وحماس أبرمت إحداها بمصر بين هنية والرئيس محمود عباس، وسميت «اتفاق القاهرة» بالقاهرة.

وبعد عشر سنوات وما تخللها من شد وجذب تعود لنا بارقة أمل ولو مؤقتًا حركتها دماء إخواننا التي وصلت 33 ألف شهيد و75 ألف جريح، ودمار طال الأخضر واليابس بالقطاع وتبعته الضفة الغربية، كل هذا يتطلب توحدهم وأن يكونوا على قلب رجل واحد.. ويصدق فيهم المثل (أنا وأخويا وابن عمى على الغريب).

فبسعى من الصين ليكون لها دور رئيس فى الشرق الأوسط تزيح به سيطرة أمريكا استطاعت بكين أن تلم الشمل بين الحركتين، وتبعث بدعوة لهما، لإجراء حوار متعمق وصريح بشأن تعزيز المصالحة الفلسطينية.

ومن بكين اتفقت الحركتان على انضمام كافة القوى والفصائل إلى منظمة التحرير وتشكيل حكومة توافق وطنى مؤقتة غير فصائلية، وهو ما بعث بالأمل فى اتحاد ينتشل الفلسطينيين من انقسام كان يعتبر ثغرة اليهود للانقضاض على فريسته..

وخلال الاتفاق عبرت الحركتان عن رغبة سياسية فى تحقيق مصالحة فلسطينية من خلال الحوار خرجوا بها عن عدة مخرجات، أولها التأكيد على ضرورة الوحدة الفلسطينية، وضرورة الوحدة وإنهاء الانقسام الفلسطينى وذلك فى إطار منظمة التحرير الفلسطينية، مع ضرورة تشكيل حكومة توافق وطنى غير فصائلية مؤقتة أثناء حرب الإبادة أو بعدها، من مهامها القيام بواجباتها الفنية والإدارية فى الإغاثة وإزالة آثار العدوان وإعادة إعمار غزة».

وأخيرًا.. أقول كل هذا كلام جميل وهو نفس ما كان من مخرجات سابقة فى عدة اتفاقيات كان نتائجها الفشل ولا تحتاج اليوم إلا المصالحة الصادقة والنية الحسنة، وعزيمة لا تفتر التئام الجرح وفي وجه العدو.

اللهم احفظ مصر وارفع قدرها.