عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حفنة كلام

هل فكرتَ فى أسماء الشوارع والميادين من حولك؟ ما دلالتها وكيف نشأَت؟ إذا بدأت فى هذا فستجد عجبا، وخذ قنا مثلا؛ يبدو أن قنا بعد طوفان نوح عليه السلام كانت مملوءة بالدلافين وإلا فلماذا سُمّى ميدان من أهم ميادينها بميدان «الدولفين» الذى لم ير قنا ولا نعرفه، ونراه فى حدائق الحيوان خارج محافظة قنا ولم نشاهد نحن ولا آباؤنا ولا أجدانا «دولفينا» يتمشى فى شوارع قنا حتى لو كان غاضبا من امرأته وترك لها البحر وهَجّ على رأسه فنزل مدينة قنا واتخذ من الميدان الذى أُطلق عليه فيما بعد حتى نتذكر هذا الدولفين الضخم، وأما حكاية ميدان الساعة فحدّث ولا حرج فربما وجدوا ساعة الفرعونى القديم «مين» الذى اتخذ من قِفط مقرا له وبنى بها معبدا وعندما وجدوها فرحوا وجروْا بها إلى قنا وفكوا عقاربها فى الميدان وتيمُّنا بها وحفظا على الوقت الذى نعرف قيمته جميعا أقاموا ميدانا لهذه الساعة بوسط قنا أطلقوا عليه «ميدان الساعة» وعلى الرغم من أن العرب أكثر مستوردى الساعات من سويسرا عالميا إلا أننا نهدر الوقت ولا قيمة له عندنا مع أننا نلبس ساعة فى اليد اليسرى وهاتفا به ساعة فى اليد اليمنى، وعقارب الساعة اليسرى تجرى جرى الوحوش ولا تلدغنا إلا بانقضاء الوقت المسموح (العُمر المكتوب) لتعلن نهاية المباراة. ألا يوجد فى قنا رموز نستطيع أن نطلق أسماءها على مياديننا وشوارعنا بدلا من الدولفين والساعة و»اليافطة» وهذه حكايتها حكاية يبدو أن محلًاّ هناك علّق يافطة فأطلق على الميدان «ميدان اليافطة» أى يافطة (لافتة) لا أحد يعلم... ألا يستحق إسماعيل معتوق والطاهر مكى ومكرم عبيد والأمير هَمّام ورشدى فكار وتمّام حسّان وكمال حجزى وأدباء قنا ومفكروها وغيرهم من أبناء محافظة قنا أن تُسَمّى الميادين والشوارع بأسمائهم، ألا يستحق الشهداء أن نختار واحدًا منهم لكل ميدان، هؤلاء الذين ضحوا بأرواحهم من أجلنا، وسالت دماؤهم الذكية على أرض مصر المباركة وبالمناسبة أين لوحة أسماء الشهداء التى كانت بمحطة قنا واختفت مع تجديدات المحطة؟ وأين اللوحة الأخرى التى كانت تزدان بأسماء الشهداء من محافظة قنا بدءًا من 1948 وحرب 1967 والاستنزاف ونصر أكتوبر وكانت معلقة بالمجلس المحلى القديم؟ مؤملا أن تعود لوحة أسماء الشهداء بميدان المحطة وألا نسمى الميدان «ميدان اللوحة» بل ميدان الشهداء. وعندما أطلق اللواء عادل لبيب محافظ قنا السابق اسم الشاعر عبدالرحمن الأبنودى على شارع بقنا ذهب الأبنودى ليرى شارعه فوجد «شارع عبدالرحمن الأبنودى، المعتقل سابقا» فضحك عبدالرحمن وقال للمحافظ: «المعتقل وراى وراي» ابحث لى عن شارع آخر، كما آمل أن نغربل أسماء الشوارع والميادين فى كل محافظات مصر لأن هذا الأمر المضحك ليس بقنا فقط بل مما عمَّتْ به البلوى. 

مختتم الكلام

نحن الشعراءْ... نصطاد الماءْ